-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من‮ ‬تيرميناتور‮ ‬إلى‮… ‬رونالدو‮!‬

قادة بن عمار
  • 3677
  • 0
من‮ ‬تيرميناتور‮ ‬إلى‮… ‬رونالدو‮!‬

لم يهدأ الجميع في الجزائر من الحديث عن زيارة الممثل الأمريكي الشهير وحاكم كاليفورنيا السابق أرنولد، حتى خرج علينا البعض بالحديث هذه المرة عن زيارة مرتقبة للنجم البرتغالي في كرة القدم كريستيانو رونالدو وفريقه الملكي ريال مدريد!

قبل فترة، قيل أيضا إن النجم العالمي ليونال ميسي سيكون في الجزائر قريبا ضمن زيارة تدعمها أيضا إحدى شركات الاتصال بالهاتف المحمول. وهكذا تحولت مثل هذه الزيارات في بلادنا إلى نوع من التنافس “المحمود” على جلب أكبر الشخصيات بأموال باهظة وصفقات ضخمة لا يعلم بقيمتها‮ ‬إلا‮ ‬الله‮!‬

الواقع أننا لسنا وحدنا من يفعل ذلك بالمنطقة، بل جميع الحكومات ومعها أقوى الشركات الخاصة اهتدت إلى مثل هذه الطريقة من أجل الترويح عن الرأي العام وكذا الترويج لمنتجاتها، وفي أحيان كثيرة لسياساتها، مثلما تفعل الحكومات الفاشلة حين تتستّر وراء المشاهير من أجل القول إننا في الجزائر نعيش في نعيم، كقول أرنولد إن وهران تشبه كاليفورنيا، وليس مستبعدا أن يقول كريستيانو رونالدو غدا إن تيبازة أفضل من مدينته الأصلية في البرتغال ماديرا، أو ربما سيتحدث ميسي عن تشابه بين ريو دي جانيرو والبليدة!!

المصيبة الأكبر أن الحكومة تعدّ زيارات مثل هؤلاء المشاهير إلى بلادنا على أنها من الإنجازات العظيمة التي يجب أن يشكر المواطنون من يقوم عليها ألف مرة. فهم جعلوا من الجزائر بلدا معروفا لدى أرنولد وكريستيانو وميسي. وبالتالي، فإن الوضع جيد والتنمية لا تهم، وارتفاع‮ ‬الأسعار‮ ‬أمر‮ ‬تافه،‮ ‬وغياب‮ ‬الرئيس‮ ‬لا‮ ‬يُذكر‮ ‬مع‮ ‬حضور‮ ‬هؤلاء‮ ‬المشاهير‮!‬

الواقع أنه حتى الرئيس تعامل مع زيارة سابقة للنجم العالمي زين الدين زيدان على أنها حدث هام واستراتيجي لا يستهان به، مستغلا الأمر حينها للقول إنه بخير، حيث كان ملاحقا في ذلك الوقت بإشاعات المرض والرحيل أيضا!

حالة التأهب القصوى التي تم التعامل بها مع زيارة “التيرميناتور” إلى الجزائر، أنست الجميع في أهمية هذه الحكومة التي طالما شغلتنا بالقول إن وجودها أهم حتى من المواطنين، وربما حتى من الوطن. كما أنّ الفضائح التي وقعت في حفل استقبال الممثل الأمريكي والحاكم السابق لكاليفورنيا ستبقى خالدة في الأذهان حين قرر القائمون على شؤون التسيير المحلي في عاصمة غرب البلاد استقبال أرنولد بصدور وأجساد عارية لمجموعة من الرياضيين الشباب، لعل وعسى يختار واحدا منهم لفيلمه المقبل!

فإذا كان أرنولد قال فعلا بأن وهران تشبه كاليفورنيا فهل شاهد في إدارته لدى تسلم السلطة هناك، عقولا “حابسة” كعقول المسيّرين في وهران وغيرها، من الذين يعتقدون أن أفضل استقبال لممثل مفتول العضلات هم شباب من نفس الطينة والعجينة!

في ماذا يختلف الأمر عن فيلم كرنفال في دشرة، الذي تم تقديمه على الشاشة قبل سنوات حين يحتار القائمون على البلدية برئاسة مخلوف البومباردي في كيفية استقبال نجوم مهرجان للثقافة والسينما، فيقررون في نهاية المطاف وضع حمير بقبعات صيفية ونظارات شمسية!!

الرسالة كانت واضحة.. والمتوقع أن يتكرر الكرنفال مجددا حين يزور كريستيانو رونالدو الجزائر، وحينها سيقال أمام الملإ، ولدى الحديث عن المرحلة السياسية الراهنة، إن حكومتها جلبت للشعب رونالدو وأرنولد وميسي بدلا من إنجاز سكنات ومستشفيات!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!