-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مصليات النساء في رمضان:

من أماكن للصلاة إلى ملتقى لعروض الزواج

صالح عزوز
  • 3223
  • 0
من أماكن للصلاة إلى ملتقى لعروض الزواج
ح.م

تحولت المصليات الخاصة بالنساء في شهر رمضان، من أماكن للعبادة والذكر، إلى جلسات للتلاقي بين النسوة من كل الفئات العمرية، والحديث في أمور قد يتجاوز بعضها الحدود، وتمس الشرف والأخلاق.. ونتيجة لانتشار هذه الظاهرة، خصص لها الكثير من الأئمة وقتا كبيرا، للحديث عنها في الدروس الرمضانية، بل ويقف بعضهم في خطب الجمعة على ما يحصل في هذه المصليات بنبرة شديدة، وكأن بعض النساء لم تكفهن كل الأماكن الأخرى، من بيوت وأماكن عمل وغيرها للحديث في الأمور الدنيوية، فاخترن هذا المكان المقدس، في ليالي الشهر الكريم.

إن شهادة بعض النسوة في هذا الموضوع، هي ما دفعنا إلى الخوض فيه، حيث تشتكي الكثير من النساء الحالة التي وصلت إليها بعض المصليات لكي لا نعمم، وتحولت إلى مكان يشبه في بعض الأحيان صالونات الحلاقة أو أماكن التجمعات النسوية، التي يقال فيها، ما يقال وما لا يقال، في الكثير من المواضيع التي تخوض فيها النسوة، دون التقيد بقدسية المسجد الذي تتلخص مهمة الواحد منا فيه، في الذكر والاستغفار وقراءة القرآن، ومن الأمثلة ما عبرت عنه إحداهن، حين أرسلت شكوى كتابية إلى الإمام، تنبهه إلى ما يحدث في المصلى الخاص بالنساء، وفي المكان العلوي من المسجد الذي يخصص في الغالب لمصليات النساء لتجنب الاختلاط مع الرجال، حيث ذكرت أن أغلب النساء اللواتي يأتين إلى هذه المصليات، يقضي أغلبهن الوقت في الحديث الهامشي، وانتقلن من الكلام في الطبخ وما تشتهيه الأنفس في رمضان من أطباق متنوعة، إلى مواضيع أخرى، تمس الحياة الخاصة للأفراد، وبهذا وقعت الكثير من النساء في الغيبة والنميمة، وغيرها من الآثام والمعاصي، التي تنقص أجر الصوم والصلاة.

وعروض الزواج حاضرة في المصليات

كما تستغل الكثير من النساء الفرصة في هذه الأماكن، من أجل ربط العلاقات والتعارف مع النساء، من كل الفئات، ينتهي بعضها إلى عروض زواج في ما بينهن، بل فيه الكثير من النساء من يقصدن هذا المكان من أجل هذا الموضوع بالذات، حيث يحرص بعضهن على البحث عن فتاة ملتزمة بالصلاة، ترى فيها الخير والثقة لعرضها على أخيها أو أحد أقربائها، كانت هذه العادة فقط في الأعراس لكن مع مر الوقت تحولت إلى المصليات النسوية.

الغرض من الحديث في هذا الموضوع ليس تجريحا في أخلاق النساء، ولا إنقاصا لهن في أعمالهن الخيرية، من صلاة وغيرها في الشهر الكريم، غير أنه في الآونة الأخيرة، انتشرت الكثير من الظواهر التي شوهت هذه الأماكن وقدسيتها، والحديث لا يقتصر فقط على مصليات النساء بل حتى الرجال كذلك في شهر رمضان، غير أن المرأة، باعتبارها ليست مطالبة بالخروج إلى المسجد، من أجل إقامة صلاة التراويح، كان الأجدر بها، حين تخرج، أن تستغل هذا الوقت الثمين من أجل الذكر والصلاة لا غير، ولا تجلس في هذا المكان المقدس إلى النساء اللواتي، يخرجن فقط للتسكع والغوص في خصوصية الأشخاص من علم أو من دون علم، ويتجرأن على أمور تمس الأخلاق، وهن بين يدي الله عز وجل والملائكة من حولهن في هذه الأمكنة المقدسة.

نتيجة لهذه الظاهرة التي مست المصليات النسوية في رمضان، أخذ الكثير من الأئمة في الطلب من الأزواج عدم ترك زوجاتهم يتوجهن إلى المساجد، إذا تأكد أنها تأتي فقط للهو الحديث وليس للصلاة والاستغفار، وبهذا تفوت الكثير من النساء أجر هذه الصلاة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!