-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التشفي في الموتى وهم في القبور:

من الدعاء لهم إلى الدعاء عليهم

صالح عزوز
  • 1809
  • 1
من الدعاء لهم إلى الدعاء عليهم
أرشيف

 أصبحت الوسائط الاجتماعية مفتوحة على كل النقاشات، وتحولت في الكثير من الأحيان إلى ساحة إن صح القول، إلى تضارب الآراء والأفكار، كل ينادي بصحة مقولته أو رأيه الشخصي دون مراعاة للشعور ولا للقيم الأخلاقية ولا الاجتماعية. ولعل اللافت للانتباه مؤخرا، هو انتشار ظاهرة التشفي بين الأفراد، خاصة في ما يخص الاعتداءات أو الوفاة خاصة، فبدل الدعوة للميت والترحم عليه، أصبح العديد من الأفراد يدعون عليه وهو في قبره، دون مراعاة لشعور أهله ولا أقربائه.

 كان معروفا في السابق، أنه حينما يتوفى الشخص، يتوقف الحديث عنه، مهما كان فعله أو شخصه، وكيف قضى حياته، لكن للأسف اليوم، يبقى الحديث عنه رغم أنه فارق الحياة، بل ويصبح حكاية السهرات بين الأفراد، ولا يترددون في نشر صوره، حتى ولو كانت خادشة للحياء أو للقيم، وهم يضحكون ويبتسمون أمام الكاميرات، أو عن طريق التعليقات السخيفة، التي تمس بشخصه وهو ميت. والغريب في هذا، أن العديد منهم يتشفون لوفاته على تلك الطريقة، حتى ولو كانت بشعة، لا يرضاها الأخ لأخيه، بل العديد منهم يتطاول على وفاته ويتشفى فيه، فقط لأنه كان مخطئا، أو فارق الحياة في وضعية أو حالة طيش.

يعجزون حتى عن الترحم

 العديد من الأفراد، يعجزون حتى عن الترحم على الموتى، مهما كان فعلهم في هذه الحياة، ويبررون هذا بأن هذا الشخص مات على ضلالة أو خطيئة ولا يجوز الترحم عليه، بل وجبت فيه اللعنة وهو في قبره، لذا، نحضر في الكثير من المرات، مشادة كلامية، في شبكات التواصل الاجتماعي، تصل في العديد من المرات، إلى القذف والسب، بكلام بذيء، وهذا لأن العديد من الأفراد، يرون أنه لا يجب الطعن في الميت، فهو قد رحل إلى دار الحق كما يقال، فيلقون معارضة شرسة من جماعات وأفراد لا ترى في الترحم على من مات في الضلال بدا.

ويوزعون صكوك الجنة والغفران

وأكثر من لعنة الميت وعدم الترحم عليه وهو في قبره، تجد أن العديد من الأشخاص يجتهدون في توزيع صكوك الغفران والمغفرة، ويرسلون فلانا إلى الجنة، والآخر إلى النار، لأنه لا يستحق رضا الرحمن، على حد تعبير الكثير منهم، بالرغم من أن الجنة والنار، بيد الخالق وهو أدرى بعباده، ولا دخل للمخلوق في محاسبة مخلوق مثله، بل وجب عليه فقط الاجتهاد في عمله، والترحم على موتى المسلمين فحسب، ولا يحوز له نشر مساوئ الأفراد مهما كانت، خاصة ونحن في زمن التكنولوجيا، التي قضت على خصوصيات الأفراد دون استثناء، ولم يسلم حتى الميت من هذه التصرفات من طرف بعض البشر.

هي ظاهرة منتشرة بين الأفراد، ليس في الوسائط الاجتماعية والافتراضي فقط، بل في الحياة الواقعية، حيث تطول النقاشات على الأموات، وما قاموا به في حياتهم، دون اعتبار ولا احترام للشهور وللقيم الإنسانية على الأقل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • أنا أنا

    أنا لا أوزع لا صكوك الجنة و لا الغفران لكن من ظلمني و قهرني بمحسوبيته و تحداني الآن لما أمر بجانب قبره أقول له " واش درت فيها " راك مهني ...