-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من العقرب إلى العقارب

عمار يزلي
  • 1437
  • 2
من العقرب إلى العقارب
موقع الفيفا

قبل أن يغادر الفريق الوطني باتجاه غامبيا، قلت لهم (في خاطري): اضبطوا “عقارب الساعة”.. لا تشككوا في جمال بـ.. (الماضي)، وركزوا على “المضارع”، ولا تسمعوا لفعل “أمر” يأتيكم من غير الماضي والمضارع.. الوحيد الذي يمكن أن تسمعوا له بعد المدرب، هو وزير الصحة، الذي حسب المعطيات.. والبلاوي، هو “حسبلاوي”. فهو الوحيد الذي يمكنه أن يعطيكم دروسا في فهم عقلية وسلوك العقارب. لقد قالها، ولم تفهموه. عليكم أن تدرسوا عقلية العقارب، لأنها كما قال، حشرات لطيفة غير ضارة، ولا تهاجم إلا من تشعر بأنه يهاجمها. لهذا فالدفاع أحسن من الهجوم..

كما طلبت منهم أن يصطحبوا معهم بلّحمر، “لترقية” الفريق من العين والحسد والسحر والتسمم العقربي وذلك ضمن الفريق الطبي المتكون من فريق الطب الشعبي، بوجود مروّض للعقارب من الطريقة التجانية المعروفة إفريقيا وبعين بالـ…”ماضي”..، وأيضا فريق طبي من ورقلة يرأسه الوزير عينه والفريق الذي تمكن بمعجزة كبيرة أن ينقذ روح الفقيدة عائشة عويسات، والطفل الثاني المتوفى.. رحمة الله عليهما وعلى من سبقوهما في هذا البلد الذي يموت فيه الناس البسطاء.. باطل.. وبكل بساطة: بلسعة نمر.. الناموس الذي عندنا.. الذي أنتجه الوسخ مع الكوليرا. هذا الفريق، سيكون حاضرا لإنقاذ الفريق من لدغات العقارب المروضة هناك التي نخشى أن تصيب “المحاربين” غير المهيئين لذلك، خاصة أنهم كلهم “أنانيش”، عايشين في الخارج، كالبيضة في القطن. لست ضد اختيار بلماضي لفريق “مستورد”، لأننا عشنا لسنوات على “الاستوراد”، من السيارات إلى الشيفون.. فلم لا نستورد لاعبين جزائريين بالجنسية؟ آخر فريق محلي محترم كان فريق 82.. ثم إننا لسنا منافقين: البضاعة المحلية غير لائقة، مثلها مثل بقية المنتجات المحلية، لا ترقى إلا في حالات نادرة إلى الجودة المطلوبة. لاعبونا في الخارج مثل التمور الجزائرية، لا نجدها هنا ونجدها هناك وتعاد لنا في شكل “استوراد” من تونس.. افهم أنت. حتى منتجاتنا صارت ترد لنا شحنات منها لعدم احترامها المعايير الدولية، ووزارة التجارة تكذّب والكل يعلم صحة الكذب.. لسنا ضد منتج بلادي، بل ضد “خروب بلادي”.. إننا قادرون على إنتاج أحسن وأجود المنتجات الفلاحية والصناعية ولكن ليس في مناخ موبوء، بالكوليرا والكوكاين والعقارب والنمور والذباب.. وبوحمرون والتيطانوس والحمى المالطية والقلاعية، والمال الفاسد الذي أفسد طباعنا ونخشى أن يفسد بالتالي رياضتنا وثقافتنا وقراءتنا وتعليمنا ولغتنا وهويتنا ومحبة بعضنا البعض وتتفشي ثقافة الكراهية بيننا كما تتفشى الأوبئة.. بسبب نزعات المادة البائسة فينا وعندنا، حتى إن الإنسان صار يُقيّم بما في جيبه لا بما في عقله. أتذكر مرة أن صديقا قال لي إثر لقاء بعد أكثر من 15 سنة: هذا أنت؟ لم أعرفك بالكاسكيطا؟ عرفتك أصلع؟؟ وأنت اليوم بالكاسكيطا؟ علاش هذا الكاسكيطا؟ قلت له: لأواري بها سوأتي.. راني وليت نحشم بالصلعة.. نخاف يضحكوا علي ويحسبوني “مثقف”.. لهذا صرت أتخفى تحت الكاسكيطا لكي أتجنب هذه التهمة المهينة في بلادنا”.

قمت بكل ما يجب لكي يسافر الفريق على نفقة الشعب الفقير المتقشف الزاهد.. بالسيف على يماه، واتكلنا على أرجلنا وقلت للشعب توكلوا أنتم على الله.. وادعوا لهم واسألوا لهم الثبات… لأن إخوتكم سيكونون هناك يوم السبت.. يُسألون..

لا تسألوني عن النتيجة المتوقعة، لأنكم تعرفونها قد وقعت.. إلا أنا.. الذي لا أعرفها بعد.. وإن كنت أكاد أعرفها.. فنحن في الخريف.. والمثل يقول: العام، يبان من خريفه.

عندما أفقت من غفوة القيلولة مساء السبت قبيل الماتش.. شعرت بلدغة في الساق: آيما.. إذا ما تكون لدغة.. ثانية؟..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ترمب

    ألم تسمع أو تقرأ عن التصريح الخطير للارهابي الامريكي الاماراتي الليبي(حفتر)الذي هدد فيه (الجزائر الرسمية) بأحتلال الجزائر في ثوان ان اراد.

  • BAMOUR

    العام يبان من خريفه ....