-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مدرجات الملاعب في الجزائر..

من الفرجة الرياضية إلى الأهازيج السياسية

صالح عزوز
  • 2716
  • 5
من الفرجة الرياضية إلى الأهازيج السياسية
أرشيف

في غياب العروض الكروية في ملاعبنا، أصبحت هذه الأخيرة مسارح للغناء والفرجة، وتحولت أنظار المتتبع للكرة الجزائرية من الميدان إلى المدرجات، نتيجة للصور الجميلة التي يصنعها الجمهور وكذا للكلمات والألحان التي يطربون بها كل الحضور، حتى لمن يشاهد المباريات من وراء الشاشة، كانت في مضى تقتصر على الأغاني الرياضية التي تتغنى بالفريق، ودفع اللاعبين إلى لعب الكرة الجميلة وبعث روح الحماس فيهم، لكن في الآونة الأخيرة انتقلت إلى ميدان آخر، ومنبر حر يحاكي الساحة السياسية، أغان تتماشى مع ما يحدث في واقعنا، تؤلف في شكل قصائد شعرية وتحفظ لأكبر عدد كبير من الجمهور، فحين تغنى بلحن واحد بالعديد من الحناجر، فتصبح صوتا مسموعا حتى لمن به صمم، فتطرب أذانا وتزعج آذانا اخرى.

المتتبع لما يقدم في مدرجات ملاعب الجزائر دون استثناء من أغان سياسية، يجد أن أغلبها مأخوذ من الواقع، سواء الواقع الاجتماعي أو السياسي، وتحولت بذلك هذه الجماهير إلى معارضة سلمية من طرف الشباب خاصة، غير أنها لا تمارس في الشوارع، لكن في مدرجات الملاعب، اجتمعت في الكلمات والألحان واختلفت في أعمار من يغنيها، فمست بذلك كل شرائح المجتمع حتى الأطفال، الذين أصبحوا يتغنون بها حتى في صفوف المدارس.

طبقة سياسية في المدرجات

بعيدا عن مجلسي الأمة والشعبي وكل صور الرسميات، والأروقة السياسية والبروتوكولات، ظهرت في الملاعب طبقة سياسية من الشباب، تتبع كل صغيرة وكبيرة لما يحدث في الجزائر وحتى في العالم، وتعبر عن تعاطفها مع قضية ما أو اعتراضها على الكثير من القضايا السياسية سواء المحلية أو الدولية بطريقتها الخاصة، تأتي في شكل أغان طويلة، مرفقة بالتصفيق والضرب على الدف و”الترامبيطا” و”الدربوكة”، تصنع الفرجة من جهة وتبعث في نفس الوقت رسائل لجهات معينة، وما ساعد انتشارها في الآونة الأخيرة، هي تصويرها، ثم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي بمختلقها والتجاوب الكبير الذي تلقاه، وخاصة اليوتوب الذي أصبح اليوم منبرا حرا لطرح كل القضايا ومعالجتها، بعيدا عن الرقابة.

تجاوزت حدود الوطن فنتجت عنها أزمات دبلوماسية

لما تعدّت هذه الأغاني والأهازيج حدود الوطن، أصبحت أكثر ضررا على الفرق، بل حتى على علاقة الجزائر ببعض البلدان، والكل يتذكر حادثة ” تيفو” عين امليلة الذي أشعل فتيل أزمة دبلوماسية مع المملكة السعودية، دفع بمسؤولين سياسيين رفيعي المستوى في الجزائر للاعتذار، وكذا الحادثة الأخيرة وما حصل مع فريق اتحاد العاصمة ضد فريق الجوية العراقي، كان ثمنه غاليا جدا وهي غرامة قاسية، وهذا لما تحولت مدرجات ملاعبنا إلى منابر أخرى ليست للرياضة فحسب، في ظل مهازل الكرة الجزائرية التي لا تنتهي، لذا أصبح الجمهور الذي تغص به مدرجات ملاعبنا لا يكترث لها، بقدر ما تهمه الأغاني السياسية التي تردد فيه، والتي أصبحت متنفسا للشباب في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشونها، بالتعبير عنها صراحة وهذا لا يكون إلا في الملاعب، لغياب الرقابة عليها عكس لو كان الأمر في الشارع.
في استشارة قانونية في موضوع ما يحدث في الملاعب وما يغنى من طرف الجمهور، خاصة الأغاني السياسية، وصلنا إلى أنه لا يوجد نص قانوني صريح في القانون الجزائري يدين ما يتغنى به الشباب في الملاعب، لكن لما تتحول هذه الفئة من الشباب إلى المساس برموز الدولة والأمن الوطني يتحول هذا إلى تجمهر غير مرخص يعاقب عليه القانون الجزائري، ولو توضع الكاميرات من أجل هذه الإجراءات التي تقف على مشاهد للتخريب أو غيرها تصبح الكاميرا دليل إدانة مادي، كما هو الشأن كذلك مع التسجيل الصوتي، أي يعاقب كل من يمس برموز الدولة بمختلفها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • Seb

    Parce qu’ils disent la vérité, c’est le seul moyen de s’exprimer sont interdits, c’est grave , ou elle va l’Algerie . On aimerait avoir un gouvernement juste , et non composé de voleurs et de mafieux, qui sont là que pour voler les richesses de notre cher pays vu que les autres moyens tel que les manifestations

  • العباسي

    والله الشباب المغربي وخاصتا مشجعي الرجاء البيضاوي مهوسين بشعارات اخوانهم في الجزائر يرددونها في الملاعب ان سشاء الله يستفيقو من سباتهم ويرمون الملكيه من ارهقت اجدادهم و ابائهم في المحيط ان شاء الله

  • أبو الحقائق

    الشعب يبدأ تدريجيا في التعبير عن سخطه من الوضع القائم بأهازيج بالملعب ثم يتحول لمرحلة أخرى بدأت مع أحداث باب الوادي كعينة مما هو قادم ثم قد تتحول لعامة القطر إن صم النظام أذنيه عن سماع طلب تغيير الوضع وتحسين ظروف البلاد والعباد فقد طفح الكيل ونحن نردد لا لعهدة خامجة ستخمج البلد وما ولد.

  • nacer

    EN CONCLUSION, ce brave journaliste veut nous, "POLIMENT", vous n'avez pas le droit de chanter ni dans les stades ni dans la rue ni sur la lune. MOUREZ EN SILENCE

  • chibou

    هذا أسموه وصل الموس للعضم وعلى السلطة ان تنزع سماعات الشياتين من اذنيها وتسمع لهذا الشعب قبل فوات الأوان