من دون تكبّر أو أي مقارنات.. نحن الأفضل في تاريخ الجزائر!

اقتحم مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، جمال بلماضي أحد المواضيع والنقاشات “الشائكة” و”الحساسة” التي كثيرا ما تثير الجدل لدى الفاعلين في الكرة الجزائرية وبصفة خاصة المنتخب الوطني، عندما خاض في موضوع “صراع الأجيال المتعاقبة للمنتخب” وعن هوية أفضلها على الإطلاق في تاريخ الكرة الجزائرية، حيث كان هذا الموضوع قد أثار أزمة شديدة بين اللاعب سفيان فيغولي والنجم السابق رابح ماجر قبل إشراف الأخير على “الخضر” ما بين أكتوبر 2017 وجوان 2018، وأدى في هذه الفترة إلى ابتعاد فيغولي عن صفوف المنتخب.

وأجاب بلماضي خلال سؤاله من طرف صحفي جريدة “ليكيب” الفرنسية خلال حوار معه، حول مدى أحقية المنتخب الحالي بنيل لقب أفضل منتخب في تاريخ الجزائر، بالقول بأن المنتخب المتوج بلقب كأس أمم إفريقيا الأخيرة هو الأفضل، وصرح في هذا الشأن: “نعم يمكننا أن نكون الأفضل، ماذا يعني أفضل منتخب في تاريخ الجزائر؟ كان هناك منتخب 1982، نحن نحب أن نتذكر هذه الفترة، لقد كان منتخبا يمتلك الكثير من الجودة، ونحن نحترم ذلك، ونفس الشيء بالنسبة لمنتخب 1986 وفي 1990 كان ذلك المنتخب أقل بريقا ولكنه نال اللقب الأفريقي، ونبقى دائما نحتفظ بهذا اللقب، كان هناك أيضا التأهل إلى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، وما نتذكر من التأهل من مونديال 2014 هو بلوغ الدور الثاني لأول مر في تاريخنا، وهذا المنتخب بالذات أنهى سيطرة ذكرى منتخب 1982″، مضيفا: “من المهم جدا امتلاك أجيال متعاقبة تترك المشعل للأجيال التالية، التي تحقق بدورها أفضل من سابقيها، يجب أن نتطور”، وختم قائلا: “لكن التتويج بكأس أفريقيا خارج الجزائر لم يسبق له أن حصل أبدا..أقول هذا من دون أي ادّعاء أو تكبّر، ومن دون البحث عن أي مقارنات بين الأجيال المتعاقبة، لأن الفضل في النهاية يعود للاعبين، يجب أن نحفظ هذا دائما، لأنه مكسب كبير”.

أقول لـ “الحالمين” الذين يمنحوننا دروسا: “تعالوا إلى الميدان”

وفي سياق آخر، يتعلق بسلسلة المباريات دون هزيمة التي حققها “الخضر” منذ شهر نوفمبر من العام الفارط، قال بلماضي: “من المهم جدا ألا نخسر، وهذا يعني بأننا نتطوّر باستمرار، وبأننا أصبحنا أقوياء ورقما صعبا، لقد كان ذلك هدفي منذ قدومي للجزائر، كنت أريد أن أضع الجزائر عاليا ومن بين أفضل المنتخبات في أفريقيا.أريد منتخبا متجانسا، قادرا على اللعب بطرق متنوعة ويستطيع الدفاع بشكل جيد”، مضيفا: “أعرف بأن الجميع ينتظر أن نكون منتخبا مثاليا ولكن واقع الحال يجبرنا على أن كون واقعيين، ما يهمني هو أن نفوز بالمباريات والألقاب، كل المنتخبات لا تلعب كرة ذات جودة عالية، ونحن نحاول أن نظهر بشكل جيد، بصفة عامة أنا أفضل أن نلعب جيدا، وأن نكون فعالين”، ولم يفوّت بلماضي الفرصة مرة أخرى ليوجه رسالة قوية إلى منتقدي أداء المنتخب الوطني، قائلا: “هناك الكثير من الأشخاص الحالمين، الذين لم يسبق لهم أن دربوا أبدا في حياتهم، وهم يعتقدون بأنهم يمكنهم أن يجعلوا المنتخب يلعب بطريقة مخالفة عما هو اليوم ويحاولون أن يشرحوا لنا كيف يجب أن نلعب”، وختم قائلا: “أنا أدعوهم اليوم للقدوم والعمل في الميدان”.

ويعرف عن بلماضي صراحته وجرأته التي تحلى بها خلال تناول الكثير من المواضيع والمسائل المتعلقة بالمنتخب والكرة الجزائرية دون أي حرج، حيث خاض منذ استلامه تدريب “الخضر” في شهر أوت 2018، في الكثير من الأمور الرياضية والكروية وحتى السياسية والاجتماعية التي تخص الجزائر ومنها مساندته للحراك الشعبي في أكثر من مرة، فضلا عن انتقاده الكثير من الأمور على غرار الملاعب وأرضياتها.
م.ع