-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
النظرة الشرعية أو "الشوفة"..

من مقدمة للخطبة إلى مسرح للتجاوزات ومناسبة لهدر المال

نسيبة علال
  • 3209
  • 2
من مقدمة للخطبة إلى مسرح للتجاوزات ومناسبة لهدر المال
بريشة: فاتح بارة

تغيرت عادات المجتمع الجزائري كثيرا فيما يخص عقد الميثاق الغليظ، منذ أول نظرة إلى الزفاف.. تفاصيل كثيرة، وتغيرات أكثر، فحتى النظرة الشرعية التى أحلها الدين الإسلامي بدوافع تحولت مع الوقت إلى مسرح لتجاوزات عدة، من جهة أخرى، هي مناسبة باتت تستنزف جيوب العائلات…..

“الشوفة” كيف تغيرت هذه المناسبة مع الزمن!

من العادات التي تغيرت في طقوس الارتباط، ما تعلق بالنظرة الأولى التي يتم على أساسها التقدم بشكل رسمي لخطبة الفتاة، أو ما يدعى في المجتمع الجزائري بـ”الشوفة”، بحيث كانت في السابق أم العريس أو إحدى قريباته هي من تتقدم أولا لإلقاء نظرة على الفتاة المراد خطبتها، وذلك من دون أي موعد مسبق، وتفعل هذا حتى يتسنى لها رؤية الفتاة على طبيعتها من دون زينة ولا مساحيق، وحتى لا يتكبد أهلها عناء واجب الضيافة، باستثناء ما يتوجب على الفتاة تحضيره أثناء حديث أمها إلى الخاطبة.. ففي بعض المناطق من الوطن، التي لاتزال محافظة بشكل ضئيل جدا على هذه العادة، يجب على الفتاة تحضير حلوى “الغريبية”، وفي بعض المناطق تحضر “البراج” أو الكسرة أو طبقا تقليديا آخر تتقنه، ويتسنى لأمها أن تتباهى بها من خلاله، بعدها تتوجه الخاطبة إلى ابنها واصفة محاسن عروسه، فيتقدم لرؤيتها بعد تحديد موعد بين العائلتين، على أن تكون الضيافة بسيطة وغير مكلفة تنحصر في حدود الواجب تحسبا لعدم الاتفاق.

تجاوزات في عقر الديار

أما عندما تخلت العائلات الجزائرية عن بعض عاداتها، فقد أصبح الخاطب أول الوافدين إلى بيت الفتاة في عصر التفتح، ولم يعد ينتظر وصف أقربائه بل يرافقهم عند أول زيارة ويتفحص عروسه عن كثب بعيدا عن أعين الحاضرين، بحيث يختلي بها في غرفة منفردة عكس ضوابط الشريعة فيما يخص النظرة الشرعية، ويبادلها عبارات الإطراء والغزل، في حين تشجع بعض العائلات فكرة انفراد الخاطب بابنتها حتى يتحدثا بحرية من دون حرج أو إزعاج، ومنهم من لا يبالي بأن تكشف الفتاة عن مفاتنها لعريس قد لا يكون من نصيبها.

تكاليف تفوق القدرة المادية للعائلات

للاستعراض أو التظاهر بوضعية مادية مرتاحة للعائلة، تسرع الفتيات بمجرد تحديد موعد لـ”الشوفة” باقتناء أجمل فساتين السوق وأحذيتها، التي تخفي عيوب جسمها، كقصر قامتها أو بطنها البارز.. وتحجز لها موعدا لدى أمهر خبيرة تجميل في الحي لتصفف شعرها في تسريحة أنيقة يستحسن أن تكون بسيطة تليق بالمناسبة، ومكياج بذات المواصفات.. هذا، فيما يعكف بقية الأهل على اقتناء أو استعارة أفخم الأواني التي تبين عن ذوق العائلة الرفيع الذي ينعكس بالضرورة على بنتهم، وطلب أو تحضير نوعين وأكثر من حلويات المناسبات المكلفة. في الجانب الآخر، تهتم أم العريس وأخواته باختيار هدية تليق بالفتاة من ملابس أو شوكولاطة، ويتولى هو مهمة طلب قالب الحلوى المميز، فضلا عن المبلغ الذييتم تقديمه للفتاة عند زيارة بيتها، كعربون امتنان عن كرم الضيافة، ونظير “الشوفة”.. هذا المبلغ، يختلف باختلاف ربوع الوطن، بحيث لا يقل في بعضها عن ألف دينار، فيما يصل إلى ستة آلاف دينار في بعض ولايات الشرق والغرب، في حالة أعجب الرجل بعروسه، وكان عليه إبداء نيته في العودة من أجل خطبة رسمية.

عبء يضاف إلى أعباء الزواج

بغض النظر عن احتمال ذهاب كل تلك المصاريف سدا، بسبب عدم تطابق مواصفات طرف مع تطلعات الطرف الآخر، تقول الأخصائية الاجتماعية، اللأستاذة بجامعة الجزائر 2،مريم بركان: “إن هذه العادات السيئة التي تضاف يوميا إلى طقوس الزواج في الجزائر، هي المحرك الرئيس لظاهرة عزوف الشباب عن الارتباط، إذ يجب محاربتها والعودة إلى العادات القديمة وقبلها إلى أحكام الشريعة الإسلامية لتسهيل الزواج”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محند

    الحل باالرجوع الى زفاف 70_80 الزمن الجميل

  • شخص

    الفايسبوك قضى على كل شيء جميل