-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“مهرود.. ما قدرتلوش”!

جمال لعلامي
  • 1040
  • 3
“مهرود.. ما قدرتلوش”!

دوّخني أحد المختصين عندما قال بالفمّ المليان، في نصيحة قدمها “زعما زعما” للأولياء الذين تحصّل أبناؤهم التلاميذ على معدلات ضعيفة، بالتعامل معهم بهدوء وحكمة، وعرضهم على أطباء متخصصين، لأنهم برأيه، يعانون من “خلل وظيفي في الدماغ”، أو “مشكلة عقلية”!
هكذا والله، قال صاحبنا المختصّ، على أمواج الإذاعة، وعلى أريه فإن أولياء 63 بالمائة من التلاميذ الذين لم يحصلوا على المعدّل في امتحانات الفصل الأوّل، بالطورين الابتدائي والمتوسط، عليهم بالبحث عن أطباء لعرض أبنائهم “المرضى عقليا”، ولِمَ لا إيداعهم بعيادات “الأمراض العقلية”، فصدّقوا أو لا تصدّقوا، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم!
هؤلاء التلاميذ يا أيها السيّد المحترم ليسوا “أشباه مجانين”، وإنّما هم ضحايا منظومة تربوية مريضة بسوء الإصلاحات ومريضة بكثرة الإضرابات، ومريضة بالاكتظاظ، ومريضة بمناهج وبرامج عشوائية، ومريضة بمحافظ لا يقدر على حملها سوى “الدواكرة” في الموانئ، ومريضة بجيل جديد من الأساتذة ممّن هم أيضا ضحايا لمدرسة وجامعة معتلتين بمختلف الأوبئة!
ذكـّرني هذا المختصّ، بنادرة غريبة، قصّها عليّ مواطن مغلوب على أمره، على مستوى منطقة من مناطق العاصمة، وما أدراك ما العاصمة، فقال لي، بأنه قصد “أستاذة”، أو أنها تنتحل صفة المعلّمة، من أجل مساعدة ابنه التلميذ بدروس خصوصية أو دروس مدعّمة، لكنه بعد يومين تفاجأ ببائعة الدروس تتهرّب من تدريس ابنه، وأعلمت المسكين بأنها “بطلت” ولم تعد تدرّس، وعندما سأل الولي، قالت له وهي متلعثمة: “وليدك ضعيف.. ما قدرتلوش”!
معذرة، أقولها أنا أيضا بالفمّ المليان حتى وإن دار عليه “الذبّان”: أنت (بكسر التاء) أيتها المدرّسة، الضعيفة، ولا أقول المعلمة أو الأستاذة، فمن المفروض أن التلميذ الضعيف هو الذي يبحث عن الدعم ويشتري له وليّه دروسا خصوصية، ويُرسله إلى المستودعات والبيوت للدراسة، في هذا الزمن “التغبوي” الأغبر، أمّا التلميذ المتفوّق فيكفيه أن يدرس مجانا في المدرسة العمومية، وأمر هذه المعلمة يستوي مع طبيب يرفض علاج مريض بمرض خطير!
هذا هو الواقع المرّ والمدمّر الذي يعصف بنا، ويعصف بالتربية والتعليم والأخلاق، ولعلّ المختص صاحب نظرية أو نصيحة “العلاج العقلي”، أجدر به أن يُرشد أمثال تلك المعلمة المزيّفة إلى عيادات إعادة التأهيل الفكري واللغوي والتربوي والنفسي، حتى تغسل دماغها من فكرة أن البيع والشراء يصلح كذلك في تدريس التلاميذ!
نعم، العلاج العقلي، إذا كان ضروريا وحتميا، عليه أن يبدأ ببعض الأساتذة، وبعض المسؤولين في الوزارة والنقابات وجمعيات الأولياء، قبل أن يمسّ تلاميذ هم في الأصل والفصل ورقة بيضاء، تكتب عليها ما تشاء.. ومع ذلك، عطلة مفيدة لكلّ التلاميذ والأساتذة، المتفوّقين منهم والفاشلين!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • المحلل السياسي

    المعلمة لها الحق --تستطيع ان تحسن من مستوى تلميذ ضعيف نسبيا ولكن لاتستطيع ان تحسن من مستوى
    تلميذ ليس له قاعدة- لا يعرف 1+1 ماذا يساوي.

  • صنهاجي قويدر

    ,ماذا ننتظر من امة احزابها تعشق الكراسي الى النخاع تميل بها يمينا وشمالا و اساتذة وجدوا الترقيات تحت الوسادات ومديرون لا يحسنون سوى تلميع الاحذية و خنق الرقبة بربطة العنق الملونة -يخلعون سعيدا من بعيد - وعقولهم خاوية ، لا احد من هؤلاء يحسن السباحة في مسبح بلدي فكيف يخوض السباحة في بحر لجي خاضه الرسل والانبياء والعظماء فاتعبهم واغرق ؟بعضعهم (( وذا النون إذ ذهب مغاضبا..)) الآية ، كل هذه المخلوقات من عناصر المدرسة الجزائرية لا تستطيع الدخول في حلبة الصراع العالمي و ترفع سلاح المغالبة في وجه التحديات كي تخرج من عنق الزجاجة، فهل يتسلل العباقرة على حين غرة و تنفرج االازمة التي تلد الهمة ؟

  • صنهاجي قويدر

    ,ماذا ننتظر من امة احزابها تعشق الكراسي الى النخاع تميل بها يمينا وشمالا و اساتذة وجدوا الترقيات تحت الوسادات ومديرون لا يحسنون سوى تلميع الاحذية و خنق الرقبة بربطة العنق الملونة -يخلعون سعيدا من بعيد - وعقولهم خاوية ، لا احد من هؤلاء يحسن السباحة في مسبح بلدي فكيف يخوض السباحة في بحر لجي خاضه الرسل والانبياء والعظماء فاتعبهم واغرق بعضعهم (( وذا النون إذ ذهب مغاضبا..)) الآية ، كل هذه المخلوقات من عناصر المدرسة الجزائرية لا تستطيع الدخول في حلبة الصراع العالمي و ترفع سلاح المغالبة في وجه التحديات كي تخرج من عنق الزجاجة، فهل يتسلل العباقرة على حين غرة و تنفرج االازمة التي تلد الهمة