-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مواجهة المسلمين للديانات والفلسفات الفارسية والهندية

عمار طالبي
  • 876
  • 2
مواجهة المسلمين للديانات والفلسفات الفارسية والهندية

امتد الإسلام إلى إيران، وإلى آسيا الوسطى، والهند، والصين، وقد دخل في عقيدة الإسلام بعض سكان هذه البلاد، وكان بعضهم أظهر الإسلام وأخفى عقيدته، كما وقع في بلاد فارس، واجه المتكلمون المسلمون هذه التيارات الفارسية كالزرادشتية، والمانوية، وغيرها، كالصائبة، والهندوسية، والبوذية.

وقد وصل إلينا بعض ما كتبه ابن المقفع (39هـ/776م)، الذي اتهم بالزندقة، من ذلك قطعة من كتابته عن المانوية، ذكرها زيدي إمام الرسّى (246هـ/860م) في كتابه: “الرد على الزنذيق اللعين، ابن المفقع: (M.Guidi, ed and trans, Rome, 1927)، والرسي هو القاسم بن إبراهيم، وقد كتب G. Vajda، دراسة مهمة عن الزندقة:
(Vajda, G. « les Zindigs, en pays d’Islam au début de la période Abbasid » Revista degli studi orientali 17 : 173-229).

وقد تصدى المتكلمون، وخاصة المعتزلة لمقاومة الثنائية الفارسية، ومنها المانوية فلسفة ماني (2015-876)، وذكر البيروني (440هـ/1048م)، أن أبا العباس الأرانيشاني وهو الذي لا نملك أي شيء عنه، هو أول من عرض عقائد الهند، ولكن لم تصلنا كتاباته، كما أن مصدرا آخر فارسيا وهو ناصري خسرو (481هـ/1088م)، الذي ذكر أن أبا بكر الرازي الطبيب (313هـ/925م)، له صلة بالعالم بارنشهاري، وأن الرازي أخذ منه فكرة قِدم المادة، والمكان، والزمان، كما ذكر أبو الفرج الأصفهاني (375هـ/957م) في كتابه الأغاني، أن أحد تلاميذ الحسن البصري (110هـ/728م)، ناقش المهتمين بالمانوية، ويتحدث المؤرخون عن ترجمة كتب ماني نفسه، كما أشار إلى ذلك G. Vajda، في بحثه المشار إليه، وهؤلاء المؤرخون أيضا أمثال المسعودي (345هـ/956) في مروج الذهب، وابن النديم (385هـ/995) في الفهرس ط. فلوجل (1871)، والشهرستاني (548هـ/1153) في الملل والنحل، ط. بدران (1956)، وعبد الجبار (415هـ/1025)، والمتريدي (331هـ/942)، وعرضت النظرية الكوسمولوجية في الثنائية الفارسية في كتب عدد من المتكلمين (عبد الحليم: الأستاذ بمدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية: Bulltin of the school of Oriental and African Studies 65/(1), 1991 : 5-41).

إن كلمة جوهر كلمة فارسية نقلت إلى العربية استعملها المتكلمون عندما يعرضون لمسألة الذرات، التي يتكون منها الكون، في تصور القدماء من الفلاسفة، والدهريين الهنود، وأنكر المتكلمون على الثنائية نفيهم للوحي، والخلق من العدم، ونجد عند أبي بكر الرازي إنكاره للوحي والنبوَّة، وهو طبيب، وكيميائي فارسي، ولاشك أن الرازي له علاقة بفكر المانوية لأنه ذكر مؤلفات ماني، وأخذ فيما يبدو منه فكرة قِدم المادة، والمكان، والزمان، والمبادئ الخمسة، وأنه يوجد في العالم خمس مبادئ أزلية: المادة، والزمان، والمكان، والنفس، والله.

ذكر هذا ناصري خسرو، وأنَّ ابن الرازي واسمه محمد تبعه في هذا المذهب، وجاء أصحاب الهيولي وهم الماديون أو الطبائعيون، أمثال ابن الراوندي والرازي عاش في أصفهان ثم انتقل إلى بغداد (816-899) فلا شيء عند الرازي يوجد من لا شيء، ويستحيل عنده القول بالخَلق أي الإيجاد من لا شيء، وهذا أمرٌ عنده لا يقبله العقل، ولا يستطاع أن يُخلق شيءٌ من لا شيء، ولذلك فالمادة عنده قديمة، والعالم قديم، والعالم يتكون من ذرات لا تتجزأ، والله عنده موجودٌ أزلي ليس خالقا للعالم من لا شيء ولكنه قائدٌ أو حاكم أو مدبّر حكيم، يُعين النفس على أن تتحد بالبدن، وكان الرازي مدير مستشفى في الري قرب طهران، ثم انتقل إلى إدارة مستشفى في بغداد.

من ناحية المعرفة هو عقلانيٌّ يؤمن بالإدراك الحسي، وقدرة العقل على معرفة العالم الخارجي، وبذلك تتحقق المعرفة، ويمكن التعريف به باختصار فإنه وُلد في مرو قرب طهران، ولذلك لُقب بالرازي، فهو محمد بن زكرياء الرازي (250-313هـ/864-925)، ومات في الري، له عدة مؤلفات منها المنصوري الذي أهداه إلى المنصور ابن إسحاق (313هـ/925) حاكم الري، وقد تُرجم إلى اللغة اللاتينية، ترجمه جرار كريمونى Gerard of Gremona، واشتهر بكتابه: الحاوي، وهو موسوعة في الطب، أحصى المؤرخون 250 كتابا من تأليفه: من كتب ورسائل، وشروح في الطب والفيزياء، والفلك، والرياضيات، والفلسفة والمنطق، رفض طبيعيات أرسطو، والله عنده هو الصانع وليس خالقا من عدم، على نحو ما تصوَّره أفلاطون، والعالم مكوَّن من ذرات بينها فراغ كما قلنا: ويوجد شبه بينه وبين نظام Ny aya Vaiseska الهندية.

ومن هؤلاء عيسى الوارق (247هـ/861) الذي أشار إلى الدهرية، وهم الذين يقولون بقِدم العالم، وأنه مكوَّن من خمسة أشياء: الحرارة، والبرودة، واليبوسة، والرطوبة، وهي عناصر خالدة، والخامس هو الروح، وتسمى هذه العناصر باللغة الهندية: Mahabut، ويزعم بعضهم أن هذه العناصر ترجع إلى نحلة الزروالية التي سبق الحديث عنها (الطبري علي بن سهل الربان، فردوس الحكمة، طبع M.Siddique، برلين 1998)، ويؤمن الرازي بالتناسخ أي تناسخ النفوس، وينكر الثنائية المانوية، وإذا كانت المادة عنده مركبة من ذرات فإن المكان عنده مطلق، وهو امتدادٌ محض، والزمان عنده مطلق ويسميه بالدهر، وأن العالم قديم، والنفس، والمادة (الهيولي)، والزمان (الدهر)، والمكان أيضا: (Pines Dictionry of Scientific Biography, 1936, p.34-93, 11 : 324).

ومن هذه المراجع التي نقلت مذهب الماديين، وذكرت مذهب الرازي معين الدين ناصر خسرو (481هـ/1088)، وهو فارسي إسماعيلي، يميل إلى التوفيق بين الحكمة والشريعة، كما في كتابه: (جامع الحكمتين، طهران 1343هـ وهو باللغة الفارسية)، وكذلك كتابه: زاد المسافرين، ط: برلين 1341هـ، وهو بالفارسية، وهذا الكتاب الأخير هو الذي عرض فيه مذهب الرازي بالتفصيل، وهو الذي نشر الإسماعيلية في آسيا الوسطى، وكان متأثرا بالأفلاطونية المحدثة، وأخذ من الفلاسفة فكرتي الواجب والممكن، على نحو ما نجدها عند الفارابي وابن سينا، يقول بخلود النفس، وأن المادة حية، إنه مثالي ضد الماديين، في مذهبهم، وهو القول بخلود المادة، والزمان، والمكان، وتحدث عنه ميرزا من أهل القرن الثالث عشر الميلادي، وحكيم خراسان في القرن السابع عشر الميلادي في كتابه: العقائد الإسماعيلية، وفداي في كتاب: هداية المؤمنين الطالبين، به تاريخ الإسماعيلية، وكذلك أبو يعقوب السجستاني من أهل القرن العاشر الميلادي.

أما جماعة الحرانيين نسبة إلى حران، فقد زعموا أنهم صائبة في القرن الثالث الهجري في عهد المأمون، ليلحقوا بأهل الكتاب وليتمتَّعوا بامتيازاتهم، وأثر الهنود في الحرّانيين أهل حرّان يبدو كذلك في كتاب: غاية الحكيم للمجريطي الأندلسي في كونهم يعبدون الكواكب، متأثرا برسائل إخوان الصفاء التي نقلها كرمان إلى الأندلس.
وفيما يتعلق بصلة المسلمين بالثقافة الهندية فلاشك فيها، فقد انتقد المتكلمون المسلمون البراهمةَ، وهو المذهب القديم في الفلسفة التي تنسب إلى Vedic المنبثقة من Upanisads، والبراهمة أخِذت من مذاهب قديمة للفلسفة الفديكية: Vedic وتسمى Upanisads وهي عبارة عن مجموع محاورات ميتافيزيقية وشروح لـ: Vedas أو Vedanitas، تتحدث عن المتعالي، وهو عندهم مبدأ بعيدٌ عن تعدد الآلهة المادية، وهو الذي يرجع إليه كل شيء، ومعنى هذا أنه بعيدٌ عن الثنائية الفارسية، ويرجع إلى القول بأن الله نور، لا يشبه الأنوار، إلى Upanisads.

والبوذية التي تُنسب إلى بوذا (563-483)، تذكر بعض المراجع العربية أنه al-Budd، وتذكر مراجع أخرى أن البوذية هي ما يسميه المتكلمون المسلمون Samjaye بالسمّنية: باللغة الهندية: Samana أو Samjaye، وهي مبنية على الزهد الهندي، ويشار في بعض المراجع العربية إلى أن بوذا رسول السمنية، كما تسمى البوذية بالمحمّرة لأن رهبانها يلبسون اللباس الأحمر، أو أن السمنية هم عباد الأوثان الذين تأثروا بالبوذية في آسيا الوسطى، ويرى بعض الباحثين أنهم هم الشكاك الذين يشكون في الوصول إلى المعرفة غير الحسية، ويزعم عبد الله يوسف الهندي الذي ترجم القرآن إلى الإنجليزية أن بوذا نبيّ، ويقول: إني أجرأ على هذا القول.

وعندما تحدثنا عن زرادشت كما صوّره محسن فاني، ظهر في صورة رسول مرسل من الله، وأنه يوحى إليه، وله كتاب Sanda Vesta أوحي إليه به، وأنه رسول للعالمين.

كأن محسن فاني استمع إلى من يصوِّره له، وإلى المصادر التي وجدها في الهند اعتبره رسولا، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: هل هذا هو زرادشت على حقيقته أم أنه صورة إسلامية له؟ ولهذا يجب الرجوع في هذا إلى دراسة كتابه.

وفي النهاية، فإننا نرى كيف تفاعلت الثقافات والديانات، وتشابكت من الهند وفارس وآسيا الوسطى والصين، وكيف واجه المسلمون ذلك كله، فرفضوا ما رفضوا وانتقدوه، وقبلوا ما قبلوا وترجموه، وخاصة كتب الطب، والفلك، وما وصفوا به هذه الثقافات كما فعل البيروني، والشهرستاني، وابن حزم وغيرهم.

وامتدّ نظر المسلمين لمعرفة ما يجري في عالمهم واتخاذ ما يرونه من مواقف معرفية عقلية نقدية، وموضوعية، وكذلك القول بالنسبة للثقافة اليونانية التي لم نرد أن نتكلم عنها في هذا الموضوع، مع أن بعض الصوفية يرون أفلاطون إنسانا إلهيا، تأثروا به وبأفلوطين، فكانت هذه الديانات والفلسفات تحديا واضحا للمسلمين، الأمر الذي اضطرهم لمعرفتها ومناقشة أصحابها، في تلك المناطق الجغرافية المختلفة الزاخرة بهذه الوثنيات، والروحانيات. وقد زعم بعض الباحثين أن ابن عربي (ت 638هـ) متأثرٌ بالبوذية، وأن هناك شبها بينهما، وقامت دراساتٌ كثيرة في هذا المجال بما في ذلك دراسة أحد كبار اليابانيين وهو: Toshihiko Izutsu صاحب الدراسات المتعددة عن القرآن، وعزا بعض المستشرقين الصوفية الإسلامية إلى الزهد الهندي البوذي، و يمكن القول إن البوذية أكثر الديانات والفلسفات في آسيا، مصدرها الأول الهند، ثم انتقلت إلى نيبال والتبت، ومنغوليا، وسيرلنكا أو سيلان، وإلى جنوب شرق آسيا مثل تايلند، وكمبوديا، وفيتنام، ولاووس، ومينمار، كما انتشرت الكونفوشيوسية والطاوية التي أثرت أيضا في كوريا واليابان.

دخلت البوذية مثلا إلى سيرلانكا في القرن الثالث قبل الميلاد، ولما احتلها البرتغال سنة 1796، وكذلك الألمان، جاءت المسيحية إليها ثم دخلها الإسلام عن طريق التجار المسلمين، ثم احتلها البريطانيون سنة 1815، وفرقة التبت تؤمن بالله ويسمونه Kajek وأنه واحد، لا متناهي، وأن الروح خالدة، لا يقتلون الحيوان، ولا يأكلون اللحم، ولما جاء الإسلام محا البوذية من آسيا الوسطى، ومن البوذية جماعة Jatis، يحذّر من أذي أي حيوان، ولا يمرّون بأرجلهم فوق الماء خوفا من أن يدوسوا بعض الحيوانات، تحت أقدامهم، ولا يأكلون لحم أي حيوان، ولا يدوسون الحشائش، وينقّون الماء بثوب خشية أن يكون في الماء: أي حيوان، ويطرحون تلك القطعة من القماش، التي صفُّوا بها الماء في الماء، خوفا من أن يلتصق بها أي حيوان، ينتفون شعر رؤوسهم، ينظفون الشارع قبل سلوكه خشية أن يدوسوا حيوانا ما، وهذه الفرقة تعبد الله على أنه الواحد، ولا تعبد الأوثان.

أما السيخ فهي فرقة أخرى تنتمي إلى شخص اسمه نانا: Nana وُلد سنة 1469 ميلادي في ضواحي لاهور، من قبيلة هندوسية، هو الذي كوّن جماعة السيخ، فلا يعبد الأوثان، ولا يقرب المعابد الوثنية، ظهر في عهد ظهير الدين بابر، ألزم نفسه ألا يأخذ إلا قليلا من التغذية، ثم التزم أن لا يتغذى إلا بقليل من حليب البقرة، ثم بقليل من الزيت ثم لا يأخذ إلا قليلا من الماء، وفي الأخير لا يأخذ شيئا سوى الهواء، وله تلاميذ كثيرون، يؤمن بوحدة الله، ويسميه بـ”قانون محمد”، ولكنه يؤمن بالتناسخ، بانتقال النفس من بدن إلى آخر، ومنع أتباعه من شرب الخمر، وأكل الخنزير، وأمر ألا يؤذى أي موجود حي، وامتدح دين المسلمين، وآلهة الهندوس في آن واحد (داستان ص 284-285).

وبراهما: Brahma عند الهندوس هو خالق كل شيء؛ كتابهم المقدس Vedas يعتقدون أنه وحيٌ من السماء، وأن طبيعة النفس مثل طبيعة الملائكة، وإذا تطهرت فإنها تلتحق بالكائنات السماوية، وتتحد بالعقول، والعالم لا نهاية له ولا بداية، وكل الأرواح مرتبطة بأفعالها.

والهندوس يقولون بالتناسخ، ويصلُّون للأوثان، وللشيطان، وما لا يحصى من العقائد والطقوس، ومنهم من يقول بوحدة الوجود، ويجعلون صورا تشبه في عقيدتهم الحقيقة الإلهية، قال أحدهم: يا مسلم إذا كانت الكعبة موضوع قبلة عبادتك، فلماذا تنكر على عبّاد الأوثان؟ فإن الوثن مجرد قبلة لهم (المرجع نفسه، ص199)، ويعبدون ما لا صورة له.

أما الزمان عندهم فلا يقبل التغيير ولا الاندثار، وأنه عوض ضروري عن الجوهر اللامادي الدائم اللاجسماني، ولا يقبل العدم.

وهناك فرقة اليوجا، يعتقدون أن Garakhnath نبي وولي، يعتقدون أن محمدا صلى الله عليه وسلم تلميذٌ لهذا النبي، ولكنهم خوفا من المسلمين لا يصرِّحون بذلك، ويأكلون الإنسان بعد قتله.

وهكذا اختلطت العقائد وتمازجت عند بعض الهندوس، حتى أنك ترى عناصر متناقضة من الاعتقادات يأخذ بعضُها من بعض، ويترك، وتتغير بمرور العصور، وينقد بعضها بعضا، وتكاد تتحير من تعدُّدها، وتناقضها واختلاف نحلها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ج ج المقدس

    ابن المقفع والفرابي وأبا بكر الرازي .... كلهم ملحدون وبشهاداتهم فالرازي مثلا ضمن ذلك في كتابه “العلم الإلهي” و”مخاريق الأنبياء”.

  • محمد

    للأستاذ عمار الطالبي كفاءة ثقافية وعلمية تجعله أهلا لشرح نقدي لما جاء في تقريره من رؤوس أقلام تسمح بتفصيل الفلسفات الشرقية لمن يريد استيعاب أصول الفكر الآسيوي المتداخلة حتى صارت في أذهان البعض مجرد ديانات غامضة ينجر فيها من ينساقون وراء النجومية.لا يفوتني في هذا الصدد إغراء أستاذنا لحثه على دراسة تاريخية للديانات المسيحية الحالية دون التطرق إلى رسالة عيسى بن مريم عليه السلام.ذلك أن الكنيستين المسيحيتين الشرقية والغربية تأسستا أصلا متأثرتين بالفكر اليوناني والروماني الذي انبعث مما جاء في خرافات الإلياذة وما شابهها.فالإله عندهم شخص في صورة إنسان (الثالوث)له نفس الطبائع ونفس الهواجس ذو قوة طارئة