مواطنون يجمّدون الخبز لتفادي الندرة في أيام العيد

باشر المواطنون هذه الأيام في اتخاذ جملة من التدابير والاحتياطات تحسبا لعيد الفطر السعيد، حيث عمدوا لشراء كميات من الخبز والاحتفاظ بها في المجمدات، تفاديا لتكرار سيناريو السنوات الماضية ولأي ندرة مرتقبة في هذه المادة الهامة والأساسية بالنسبة للكثير من المستهلكين، وحتى يتفادوا الطوابير الطويلة أمام المخابز في صبيحة العيد.

على الرغم أنيومين أو ثلاثة أيام، تفصلنا عن الاحتفال بعيد الفطر السعيد، إلا أن عديد المستهلكين قد سارعوا لأخذ احتياطاتهم بشراء عديد المواد التي تعرف ندرة في المناسبات يتقدمها الخبز، فمن المرجح عدم استئناف المخابز نشاطها حتى يوم الأحد من الأسبوع الموالي للعيد، وهو ما يُسبب ندرة في التزود لقرابة 5 أيام بالخبز، فالمخابز ستكون أمام احتمالين، إما غلق أبوابها بسبب سفر عمالها للاحتفال رفقة عائلاتهم، أو العمل باليد العاملة المتبقية وستكون الكمية قليلة وغالبية أصحاب المحلات وتجار الأرصفة يعجلون في الصباح الباكر لشرائها وإعادة عرضها للبيع.

ولتفادي هذه المشكلة التي تفسد فرحة المستهلكين بالعيد في كل سنة، ارتأت بعض الأسر انتهاز الفرصة الآن بشراء كميات كبيرة من الخبز احتياطا ووضعها في المجمد تحسبا للعيد، وهو الحل الوحيد والفعال الذي يخفف عليهم الأزمة. فقد أكد لنا أصحاب المحلات زيادة الطلب عليه هذه الأيام مقارنة بالأيام الأولى من الشهر الفضيل، بالإضافة للفرينة والسميد وهما الحلان البديلان اللذان تلجأ إليهما ربات البيوت في المناسبات.

وفي هذا الصدد، أبدى رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز، في اتصال لـ”الشروق”، تخوفهم الكبير من تكرار سيناريو ندرة الخبز السنوي وقد أصبح أمرا مألوفا وتعودنا عليه، فغالبية عمال المخابز قادمون من ولايات أخرى ولابد لهم من السفر لذويهم في مثل هذه المناسبات الدينية، وقد ظل هذا المشكل يؤرق المواطنين دوما، لذا عملت الدولة على إنشاء المخبزة الصناعية عمر بن عمر، والتي كانت حسب محدثنا دوما تزود العاصمة بأكملها بالخبز في مثل هذه المناسبات بل كانت ستقضي على الندرة نهائيا لكن المخبزة واجهت عراقيل وتوقفت، ليضيف محدثنا بأن الخبز الذي تنتجه المخابز الصناعية يمتاز هو الآخر بالجودة ويبقى صالحا لمدة يومين لذا لابد على وزارة التجارة إعادة النظر في هذا المشروع.

ومن بين الحلول المقترحة، يضيف حريز، المخابز الموجودة على مستوى المراكز التجارية الكبرى فلو كان هناك 7 أو 8 مراكز مزوّدة بمخابز فستغطي احتياجات المواطنين في الأوقات الصعبة ونتفادى تكرار سيناريو السنوات الفارطة.