-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
موجة الغلاء أفلستهم في رمضان

مواطنون يستنجدون بدفاتر “الكريدي” لشراء الخضر والمواد الغذائية

زهيرة مجراب
  • 629
  • 0
مواطنون يستنجدون بدفاتر “الكريدي” لشراء الخضر والمواد الغذائية
ح.م

يفرض شهر رمضان المبارك روتينا معينا على المواطنين، فيضطرون إلى صرف الكثير من الأموال خلال إعداد وجبة إفطار منوعة، بعد يوم كامل من الصيام، ولابد من تخصيص ميزانية لشراء الحلويات الرمضانية التي تعد أكثر من ضرورية.. وأمام هذه المصاريف المتزايدة يجدون أنفسهم مضطرين إلى الاستدانة والتسوق بـ “الكريدي”.

لجأ الكثير من المواطنين إلى دفاتر “الكريدي” العائدة بقوة إلى المحلات التجارية خلال السنوات الأخيرة، كي يتمكنوا من تأمين احتياجات عائلاتهم خلال الشهر الفضيل، بعدما تفاجؤوا بموجة غلاء وزيادات مست مختلف السلع والبضائع، بدءا من الخضر والفواكه ووصولا إلى المواد الغذائية العامة، فمن خلال جولة قادتنا إلى العديد من المحلات التجارية في العاصمة، شاهدنا الكراس الذي كان غائبا منذ سنوات عن رفوف المتاجر، قد عاد في بداية شهر الصيام ليوضع بالقرب من طاولة الحساب، وهو ما يدل على أن غالبية الزبائن باتوا يستعينون به لتأمين احتياجاتهم العائلية.

يحكي لنا صاحب محل لبيع المواد الغذائية العامة، أن الظروف المادية الصعبة جدا للمواطنين وارتفاع الأسعار أجبرت معظمهم على شراء ما يحتاجونه بـ”الكريدي”، ليضيف أن الأسواق التضامنية وأسواق الرحمة هذه السنة تراجع عددها مقارنة بالأعوام الماضية، وتلك العروض والتخفيضات التي كانت تقوم بها بعض الشركات خلال شهر الرحمة على الزيت والسكر والمارغرين والكثير من المواد لا أثر لها هذا العام، فقد وجد المواطنون أنفسهم في مواجهة الغلاء بمفردهم، ليضيف التاجر، حتى هم أيضا لم يسلموا من ارتفاع الأسعار على مستوى أسواق الجملة نتيجة قلة البضاعة وكثرة الطلب، وبخصوص المواد التي يقتنيها زبائنه “كريدي”، أكد لنا المتحدث أنها في الغالب مواد ضرورية كالزيت، السكر، حليب الأطفال والحفاظات، الحمص وحتى البعض يشتري منه الديول، مواصلا بأن “الكريدي” موجود على مدار أيام السنة ولكن يزداد بقوة في شهر رمضان.

ولا تقتصر الظاهرة على المواد الغذائية العامة مثلما كانت عليه في السابق بل امتدت أيضا إلى محلات بيع الخضر، فقد كشف لنا أحد تجار الخضر والفواكه أن الغلاء الذي يقابله ارتفاع في الأسعار، جعل الكثير من زبائنه الدائمين يطلبون منه منحهم الخضر “كريدي”، على أن يسددوا ثمنها مباشرة بعد تسلم مرتباتهم الشهرية. وأوضح محدثنا أنه لم يحدث أبدا أن باع البصل والبطاطا والجزر والحشيش والمعدنوس والديول وغيرها من الخضر الضرورية لتحضير إفطارهم، مكملا في أول يوم من رمضان تفاجأت عندما طلبت مني عجوز كيلوغراما من كل نوع من الخضر ووعدتني بتسديد ثمنه عند دفع أجور المتقاعدين، ليتكرر بعدها الطلب من عدة زبائن آخرين وهو ما دفعني إلى شراء كراس وتقييد كل الديون عليه.

وبعيدا عن التجار اعترف العديد من الزبائن الذين التقيناهم باستنجادهم بدفاتر “الكريدي” في المناسبات وهذه الأيام الصعبة، حيث قالت لنا إحدى السيدات: “مول التاج ويحتاج” فما بالك بمواطن بسيط أجره في حدود 23 ألف دينار ويتوجب عليه التكفل بمصاريف عائلة متعددة الأفراد، فهو مجبر على استدانة كل ما يحتاجه.. وتستطرد محدثتنا، ويظل هذا حلا أفضل بكثير من اقتراض المال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!