-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

موتهم ينتزع بعضا مني.. تضحياتهم تلهمني

باري لوين
  • 1668
  • 3
موتهم ينتزع بعضا مني.. تضحياتهم تلهمني
ح.م
شهداء الطائرة

لم يكن هذا المقال مبرمجا لهذا الأسبوع، لكن فاجعة سقوط طائرة عسكرية قرب مطار بوفاريك يوم الأربعاء الماضي، قد سيطرت على كل أفكارنا هذا الأسبوع. لهذا، أود أن أعرب مجددا عن عميق التعازي لعائلات الضحايا وللحكومة الجزائرية ولقواتها المسلحة ولشعبها.
عندما بلغني هذا الخبر المحزن كنت في إجازة مع عائلتي، زوجتي وأولادنا الثلاثة. إن استمتاعنا بوقتنا معا جعلنا نحس بالحزن أكثر على آلام عائلات الضحايا، فَقَدْ فَقَدَ كل واحد منهم فردا عزيزا من عائلته، سواء كان أبا أم أما أم أخا أم أختا أم ابنا أم بنتا.
معاناتهم من الصعب تحملها، ومن المستحيل تخفيفها بكلمات في مقال صحفي، لكني أود أن أقول إننا شعرنا كلنا بالأسى والحزن لسماعنا الخبر الفظيع والمفجع لخسارة هذه الأرواح.
وفي هذا الصدد، قال الشاعر البريطاني جون دون (John Donne) في قصيدته التي نضمها في القرن السابع عشر، في أحد أبياتها: “لا رجل جزيرة” (No man is an Island)، فلا أحد معزول عن الناس، “إن موت أي إنسان ينزع بعضا مني، لأني ذائب في البشرية”.
كلنا يشعر بالتعاطف مع عائلات الضحايا، ونشاطرهم الأحزان، نحن نحسُّ بآلامهم، فهذا المصاب ينتزع بعضا منا.
وفِي الوقت ذاته، عندما أفكر في الحادثة الأليمة، أتذكر أن غالبية الضحايا هم أفراد القوات المسلحة وعائلاتهم. كانوا على متن الطائرة لأنهم كانوا في خدمة وطنهم الجزائر. عاهدوا أنفسهم على أن يسهروا على أمنها وعلى سلامة شعبها.
تذكرنا تضحياتهم بأهمية خدمة الوطن وقيمتها، تذكرنا بالدور الأساسي للقوات المسلحة وبالمخاطر التي يواجهها أفرادها.
يُعَرِّضُ أفراد القوات المسلحة حياتهم للخطر لحمايتنا، وذلك مصدرٌ للإلهام بالنسبة إلينا. فكلنا يستفيد من الجهود البطولية التي يبذلونها، فأمن كل واحد منا يعتمد على عملهم الفردي وعلى تضحياتهم.
لا يتعلق الأمر بأمن بلد فقط، فالقوات المسلحة الجزائرية تؤدي دورا محوريا في أمن المنطقة ككل وفي محاربة الإرهاب الدولي. وأنا شخصيا أستفيد كل يوم من عمل قوات الأمن، لكون أفراد الأمن يعملون على حمايتي، لهذا أجدد شكري لهم.
يذكرنا سقوط الطائرة المروِّع بالخطر الذي يواجهه أفراد الأمن والقوات المسلحة، والتضحيات بالنفس والنفيس خدمة للوطن.
إنَّ وفاة ضحايا الطائرة المنكوبة قد نزع بعضا مني، وخدمتهم لوطنهم ألهمتني. وكما قال جون دون “لا رجلَ جزيرةٌ”، فكلنا مع الجزائر في هذا المصاب الجلل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • نورالدين

    شكرا لك و لبريطانيا التي اهدتنا سفيرا يحسن الكلام و يشاركنا أحزاننا و أفراحنا

  • محمدي الأحمدي

    قلها لمن لا يعرف طريقا للإنسانية جازاك الله خيرا . أحباؤنا و جيراننا لغة و دينا و ترابا و سماء ساهموا متمتعين بذر الملح على الجراح . ولكن الأيام دولة بين الناس اليوم أفراح و غدا أتراح .

  • محمد داودي

    شكرا جزيلا على شعورك النبيل