-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لكسب مال إضافي في عطلتهن السنوية

موظفات برواتب محترمة ينتجن ويبعن حلويات ووجبات تقليدية في رمضان

نسيبة علال
  • 1937
  • 0
موظفات برواتب محترمة ينتجن ويبعن حلويات ووجبات تقليدية في رمضان
بريشة: فاتح بارة

تعاني غالبية الإدارات والمصالح، خاصة في المؤسسات العمومية، شغورا للعديد من مناصب السيدات، في رمضان، بحجة المسؤولية الأسرية، والتفرغ لشؤون البيت والمطبخ على الخصوص، لكن الواقع غير هذا، فالكثير من الموظفات يتركن مكاتبهن ليلتحقن بعالم التجارة في رمضان، يحضرن مختلف الأطباق والحلويات، ويوجهنها إلى السوق لجني نصيب إضافي من المال في هذا الشهر الفضيل.

شاع في السنوات القليلة الأخيرة أن العاملات في القطاع الحكومي هن أكثر المتخلفات عن مناصب عملهن في شهر رمضان المبارك. ورغم أن الأسباب كثيرة ومختلفة، إلا أن أطرفها، بل أخطرها، السعي وراء مصدر رزق ثان.

السيدة سامية، 44 سنة عاملة بأحد ملاحق البلديات الغربية لولاية البليدة، وفي جلست لها مع الشروق العربي، أكدت لنا أنها تستفيد من عطلتها السنوية في شهر رمضان، حتى تتفرغ لصناعة القطايف وقلب اللوز وبيعها في محل تستعيره عن البلدية التي تعمل بها لشهر واحد.. تقول السيدة سامية: “زوجي معاق وعاطل عن العمل، وراتبي ضئيل.. لهذا، وجدت أن العمل بهذه الطريقة يساعدني على تغطية نفقات الشهر الكريم، والعيدين”. تؤكد سامية أن ما تجنيه في هذه الفترة من صناعة وبيع الحلويات يعادل خمسة إلى ستة رواتب شهرية تتقاضاها من عملها كموظفة حكومية. وهذا ربما ما يشجعها أكثر على التضحية بعطلتها السنوية المخصصة للراحة، ما دامت تتحصل على النصيب الذي يجعلها توفر كل مستلزمات أبنائها.

جمعيات تتحول إلى مصانع للطعام

بغض النظر عن الاجراءات الإدارية، وفيما إن كان القانون يسمح بهذا أم لا، تقبل وداد، صاحبة جمعية مخصصة للصناعات التقليدية والتراث بتيبازة، على استغلال مقر جمعيتها وحتى الفتيات المتربصات لديها، لصناعة “الديول” و”الصامصة” و”البوراك”، وتعليبها وبيعها، حسب الطلب، أو توزيعها على المحالّ التجارية.. حاولنا التقرب من وداد وسؤالها عن نشاطها، فصارحتنا السيدة الثلاثينية: “يقل نشاط المنخرطات في شهر رمضان، فأغلبهن يفضلن التفرغ للطبخ والضيافة، فيعزفن عن الالتحاق بالجمعية، لهذا فكرت مع بعض المتربصات القلائل في الاستفادة من المقر وتجهيزاته والحصول على المال..”. وقد أكدت المتربصات، أو شريكاتها في الإنتاج الرمضاني، أنهن سعيدات وفخورات بدخولهن عالم الإنتاج في هذا الشهر الفضيل، مع العلم أن بعضهن موظفات وأخريات طالبات جامعيات ومتمدرسات.

العمل الرمضاني مصدر لتوفير نفقات العطلة

فيما تلجأ بعض العاملات إلى ترك مناصبهن في الشهر الفضيل، والتوجه إلى أنشطة أخرى، فقط من أجل جني المال، لأن رواتبهن الضئيلة قد لا تكفيهن في غالب الأحيان. وهناك فئة أخرى من الموظفات، رواتبهن ممتازة، ولكنهن وجدن في شهر رمضان فرصة فريدة للحصول على مال إضافي، وهو ما تقوم به “س. ز”، إطار بمديرية التربية، إذ ورغم منصبها الحساس، والحاجة الماسة إلى خدماتها في هذه الفترة الحاسمة من السنة الدراسية، إلا أنها تختار الغياب بعطلة مرضية في آخر أيام رمضان لإعداد طلبيات زميلاتها وجاراتها من حلويات العيد. “س. ز”، تحاول كل شهر رمضان أن تقوم بهذه العملية، حتى يتسنى لها جمع مال إضافي للسفر في عطلة مع أبنائها إلى خارج الوطن.

ومع أن ترك منصب الشغل، خاصة في الفترات التي يكون طاقم العمل في حاجة إلى خدمات الموظفة، يعد خرقا للقانون، ومساسا بالضمير المهني، إلا أن رجالات القانون يؤكدون أنه في الكثير من الاحيان لا يملك المسؤولون حرمان الموظفات من حقهن في عطلة سنوية، أو عطل مرضية، حتى وإن كانوا يعلمون بنشاطات كهذه، بما أنها تظل أنشطة حرة وفوضوية، فلا يمكن أن يتعامل معها القانون في مثل هذه الحالة، إلا بوجود أدلة وبراهين قاطعة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!