-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

موقظ الضمائر

الشروق أونلاين
  • 956
  • 0
موقظ الضمائر
ح.م

هذا عنوان كتاب جميل عن عالم جليل، يؤكد كثير من أولي النهى في المشارق والمغارب، أعداء وأصدقاء، يؤكدون أن الجزائر لم تعرف رجلا أكثر أهمية وقيمة من هذا العالم في القرن العشرين، كما لم تعرف رجلا أكثر أهمية وقيمة من الأمير عبد القادر في القرن التاسع عشر.

إن هذا العالم هو “إمام الجزائر” عبد الحميد ابن باديس، الذي ارتضاه أكثر الجزائريين إماما لهم وقائدا لجهادهم في معركتهم الحضارية ضد فرنسا وأذنابها وعملائها، لأنه كان أمامهم في تلقي مكايد فرنسا وجنودها من أبنائها ومن خونة الجزائر، وهو في ذلك يجسد مقولة أخيه الإمام الإبراهيمي:

لا نرتضي إمامنا في الصف مالم يكن أمامنا في الصف

إن هذا الكتاب يتميز ويمتاز بأنه ليس من تأليف شخص واحد، بل هو تأليف جماعي لأساتذة وعلماء أكثرهم مايزالون أحياء، ولم يعرفوا الإمام شخصيا إلا الدكتور طالب الإبراهيمي، ولكن عدم معاصرتهم للإمام ابن باديس وعدم معرفتهم لم يمنعهم أن يكونوا من جنوده لإنجاز “المشروع الحضاري” الذي جاهد في سبيله، وهو “الإسلام ديننا، الجزائر وطننا، العربية لغتنا” من غير تنكر لأمازيغيتنا المسلمة، لا “بربرية” بعض المستلبين “منا”، اللاهثين وراء “أصلنا اللاتيني” الخرافي، والذي يستدبرون المسجد الحرام، ويستقبلون (leur damme)، والذين يستبدلون باريس بباديس، الذي أكد أبناء هذا “الحراك الشعبي” المبارك أنهم “أبناء باديس لا أبناء باريس”، وأسقطوا من ظن أن الشعب سيمجده من غير استحقاق لهذا التمجيد، وكيف يمجد الشعب من اعتبر مقدساته “طابوهات”، وراغ عليها دوسا وانتهاكا؟

إن عنوان هذا الكتاب هو من اقتراح الأخ الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، الذي عرف فضل الإمام ابن باديس على الجزائريين فاقترح على الرئيس الوفي للجزائر هواري بومدين اتخاذ يوم وفاة الإمام ابن باديس مناسبة لإحياء “يوم العلم”، لأن ابن باديس هو الذي أيقظ ضمائر الجزائريين، وأحيا عقولهم، ونبه شواعرهم إلى معرفة حقيقتهم التاريخية، التي عملت فرنسا بترسانتها الثقافية على محو هذه الحقيقة، وهي “أن الجزائر ليست فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت..”.

يحتوي الكتاب على مجموعة من المقالات، بعضها قديم انتقل أصحابها إلى رحمة الله، وأكثرها حديث من تدبيج أساتذة لم يدركوا عصر الإمام، ولكنهم اطلعوا على فكره الغني، وجهده الوطني فقدروه تقديرا.. كما أن بعض النصوص هي للإمام ابن باديس نفسه، ليلتقي معه القارئ مباشرة، خاصة أن هذا الكتاب هو بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية.

فتحية للإمام ابن باديس في الذكرى الثامنة والثمانين لتأسيس “خير جمعية أخرجت للناس”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!