“مير” البويرة يجبر الأساتذة على كنس وتنظيف الحجرات الدراسية

يتولى منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، أساتذة ابتدائية حجابي إبراهيم بمدينة البويرة، مهمة كنس وتنظيف الأقسام، وهذا بسبب رفض مصالح البلدية تعيين عاملة نظافة، فيما هدّد العشرات من أولياء التلاميذ بتنظيم حركة احتجاجية، أمام مقر البلدية، يحملون خلالها المكانس، وأدوات التنظيف لإرغام رئيس البلدية على تعيين عاملة نظافة في أقرب الآجال.

ولا تقتصر مشاكل المدرسين على النظافة، بل هم يعملون داخل أقسام مكتظة إلى درجة لا تطاق، وتناط بهم مرافقة التلاميذ في الساحة والمراحيض، وكل المرافق خارج قاعة التدريس. وفي بداية الموسم، كان التلاميذ يندهشون لمنظر أساتذتهم وهم ينظفون الحجرات، ليتعودوا مع مرور الوقت على الأمر، بل باتوا يتطوعون للمساعدة في أداء هذا العمل، قبل انطلاق دروس الفترة الصباحية.

وعند استفسار “الشروق” إحدى الأستاذات، عن “الوظيفة” الجديدة المناطة بها، ردت بأنها وزملاءها فضلوا تولي تنظيف الأقسام، “لأنه من غير المعقول إلقاء الدروس في قسم متسخ، فالمعلمة لها كل الحق في التنظيف”. وهذا يعتبر أيضا درسا للأطفال، حسبها، لحملهم على تجنب رمي الأوراق وبقايا الطعام، رغم أن المشكلة تعود إلى تهاون السلطات المحلية على رأسها “المير”.

ومن جهتهم استنكر الكثير من الأولياء الوضع، ودعوا رئيس البلدية إلى تعيين عاملة نظافة أو أكثر، في القريب العاجل، مهددين بتنظيم حركة احتجاجية في حال تأخر هذا الأمر، كما اعتبر الأولياء أنه من غير المعقول قيام الأستاذة بتنظيف القسم والغبار يتطاير على رؤوس الصغار، رغم أن الأستاذة مشكورة على ذلك.

وجب التذكير أن تعيين عمال المدارس الابتدائية، بالإضافة إلى تكاليف التدفئة والإنارة ومياه الشرب، تكون على عاتق البلدية، فهي تصرف من ميزانية التسيير. أما تكاليف التجهيزات كالطاولات والمدافئ وغيرها من التجهيزات، فتصرف من ميزانية التجهيز. أما مديرية التربية فمهمتها توظيف ودفع أجور الأساتذة والطاقم التربوي فقط، ليبقى توظيف العمال المهنيين وعاملات النظافة وغيرهم، من اختصاص البلدية.