-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أنسى العالم بخرجته في "ثمانية" بيارن ميونيخ

ميسي يعود إلى برشلونة.. من دون أن يغادرها

الشروق الرياضي
  • 1069
  • 0
ميسي يعود إلى برشلونة.. من دون أن يغادرها
أرشيف

لم يشغل لاعب في تاريخ كرة القدم العالمية، الناس، كما فعل البرغوت ميسي الذي حمل حقيبته وأعلن مغادرته الفريق، الذي ارتبط به فحدثت مظاهرات غضب في قلب مدينة برشلونة التي نسي أهلها الهدف الكتالوني السياسي، وفيروس كورونا، ثم قرر العودة فابتهج أهل برشلونة والكثير من محبي هذا اللاعب الذي سيكون من الصعب تعويضه ولو بعد عقود ليس بالنسبة لبرشلونة وإنما في كل بلاد العالم، باعتراف أعداء ميسي فما بالك بمحبيه.

لم تشعر برشلونة وحدها بالحيرة عندما صار اسم ميسي متداول بين باريس وميلانو ومدينة مانشستر وحتى في أمريكا اللاتينية، بل إن الدوري الإسباني وضع يده على قلبه، فبعد أن غادر رونالدو منذ موسمين الدوري الإيطالي بقي عزاء متابعي الدوري الإسباني في وجود صاحب الـ 33 سنة ليونيل ميسي، وحتى أهل مدريد أصيبوا بالصدمة وعلم زيدان وأشباله في النادي الملكي، بأن مغادرة ميسي ستجعل الكلاسيكو حدثا عاديا في عالم الكرة في غياب موهبة بحجم رونالدو مع ريال مدريد، وفي حجم ميسي مع برشلونة، وكتبت صحف إسبانيا بعنوان كبير: “إنه الحظ العاثر، فبعد كورونا جاء رحيل ميسي”، وهناك من قرر توديع لاليغا إن تأكدت مادرة ميسي لإسبانيا.

لحسن حظ الإسبانيين أن فيلم رحيل ميسي المرعب، لم يعمّر إلا بضعة أيام حتى نزل الجينيريك، ليقول للعالم بأن ما شاهدوه وتابعوه عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحف والمجلات، هو كاميرا خفية لا أكثر ولا أقل، وعاد الفتى إلى برشلونة وهو أصلا لم يغادرها، ليبدأ السؤال الكبير والمحرج، عن سبب ما قام به ميسي وعما سيقوم به بعد العودة، وهل الفريق الذي خسر بثمانية أهداف أمام بيارن ميونيخ، وكان مهيء لأن يُهزم بنتيجة أثقل قادر على رفع التحدي، والتحدّي بالنسبة لبرشلونة هو طبعا الفوز بسادس لقب من رابطة أبطال أوربا بفريق جديد سيكون من دون فيدال ولا أرثير وبالتأكيد من دون سواريز.

أكيد أن طعنة الثمانية مازالت تزور اللاعب ليونيل ميسي في المنام، فكما كان اسم ميسي في أكبر انتصارات برشلونة في تاريخها منقوشا للأبد، سيكون أيضا مع الفريق وهو يخسر بأثقل نتيجة في تاريخه في رابطة أبطال أوروبا، وهو ما جعل ميسي يشعر بالإحباط والخيبة وهو ما جعله يفكرّ في الخروج من جلده، فنوى فكان الزلزال الذي ضرب العالم، أما عن حديث ميسي لأجل تبرير رغبته في الرحيل، عن رئيس النادي وعن مشروع برشلونة الغائب، وعن الحالة المعنوية للفريق في التدريبات والمباريات وفي غرف تغيير الملابس، فهو كلام للاستهلاك، لأن ميسي يعلم بأنه هو مشروع برشلونة وكثيرا ما كان يقود برشلونة لانتصارات حاسمة من دون أن يكون لمدرب الفريق أي دخل في تلك الإنجازات ولا لرئيس النادي وأحيانا من دون تدخل زملائه على الميدان حيث يكونون مثل الديكور فقط، وميسي لوحده يصنع الانتصارات.

هكذا هو حال أحد أحسن لاعبي الكرة الأرضية في تاريخ اللعبة، فهو عندما يلعب يشغل الناس، وعندما يبتعد يشغلهم، وفي سن الـ 33 واضح بأن ميسي أراد أن ينهيها بأجمل صورة مع فريق له طموحات كبيرة، فهو لا يشبه ظواهر الكرة مثل بيليه ومارادونا، فالأول لم يلعب في أوربا ودفن نفسه في البرازيل فقط، وحتى عندما قرر الرحيل لعب في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما عجن مارادونا مساره بالكثير من الفضائح من منشطات ومخدرات، ويبقى ميسى حالة فريدة بعد تتويجه بكل الألقاب الممكنة للاعب ولفريق، إضافة إلى استقامته حيث لم يحدث وأن تورط مع العدالة إلا في بعض قضايا الضرائب، وغالبا ما يتضح بأن اللاعب على حق، مع الإشارة إلى أن ميسي الذي لعب في كل مدن إسبانيا، وواجه كبار اللاعبين لم يحصل على بطاقة حمراء في حياته.

سينسى أهل برشلونة ما حدث في الأيام السابقة، وإن أنهى ميسي مشواره في العاصمة الكاتلونية فسيُنحت له تمثالا عملاقا، لأن ميسي صنع الفرجة حتى وهو بعيد عن الميدان، وكل الذين لا يشاهدون فنياته التي تزيّن عالم اليوتوب، صاروا يطلبون مبارياته وصوره، فارتفعت شهرة ميسي هذه الأيام مثل السهم، من دون أن يراوغ لاعبا أو يسجل هدفا أو يحمل كأسا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!