-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في ظل انشغال الوالدان بالوظيفة وانتشار خطف الأطفال

“مُرافق التلميذ” وظيفة جديدة بمبالغ مغرية!

نادية سليماني
  • 4626
  • 6
“مُرافق التلميذ” وظيفة جديدة بمبالغ مغرية!
ح.م

أضحت عمليّة البحث عن مرافقين لتلاميذ الطور الابتدائي، مهمة استعجالية للعائلات التي يشتغل فيها الوالدان، واللّذان يجدان صعوبة في اصطحاب أبنائهما بعد نهاية الدوام الصباحي، والظاهرة وجدها بعض الأشخاص والجمعيات فرصة مناسبة للتكفل بالموضوع مقابل الحصول على مدخول مالي.

تحوّل سلوك مرافقة أو اصطحاب تلاميذ الطور الابتدائي إلى ظاهرة في المدارس العمومية، لدرجة تحفظ الوالدة رزنامة الدخول المدرسي والعطل أكثر من أبنائها المُتمدرسين وكأنها هي التلميذة، وكثيرات يحضرن أنفسهن مثل أبنائهن استعدادا للدراسة. فانتشار عمليات خطف والاعتداء على الأطفال مؤخرا استنفرت العائلات، وجعَل أمر مرافقة أبنائهم الى المدرسة أكثر من ضرورة. لتتحوّل مشاهد جلوس الأمّهات على أبواب المدارس، الى مشاهد عادية تعوّدنا عليه.

ففي ظلّ انشغال كثير من العائلات بالوظيفة، صار أمر تأمين مُرافق للأبناء مهمة مستعجلة، فكثير من إعلانات البحث عن مرافقين قرأناها منشورة على مواقع إلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وحتى على جدارن المدارس، مقابل مبالغ ليست بالبسيطة. فمثلا ومع الدخول المدرسي الحالي قرأنا إعلانا تبحث فيه والدة موظفة تقطن بحي قاريدي بالعاصمة عن فتاة أو سيدة ترافق ابنها يوميا الى المدرسة وتعيده منتصف النهار.

والظاهرة استغلّتها بعض العائلات، حيث تقصد مثلا سيدة بيوت الجيران لتصطحب أطفالهم والذين قد يصل عددهم حتى 7 أو 10 أطفال، فتصطحبهم للمدرسة وتعيدهم منتصف النهار إلى منزلها، إذ تتكفل بتحضير وجبة غداء لهم ثم تعيدهم للمدرسة مساء في حال الدوام المسائي.

وأكدت لنا إحدى السيدات تلقيها مرتبا يصل حتى 4 ملايين سنتيم شهريا نظير خدماتها.

ودخلت الجمعيات مؤخرا على الخط، وصارت تتكفل بمرافقة التلاميذ بطلب من أوليائهم، حيث توفر لهم مكانا يتناولون فيه الغداء ويتسلون.

والإشكالية المطروحة، هل مثل هذه السلوكات آمنة على الأطفال ولا تشكل تهديدا على حياتهم، في ظل انتشار المدمنين على المخدرات والشواذ، ولربما إهمال بعض السيدات المهتمات برعاية الأطفال؟

وفي الموضوع، ترى المختصة في علم الاجتماع، سليمة عثماني لـ “الشروق”، أن تطوّر المُجتمع الجزائري وخروج المرأة للعمل، حتّما على الأسرة البحث عن بديل لرعاية أطفالها، وإن كان السلوك حتميّة لا مفر منها في العالم المعاصر، ولكن تقول عثماني “لا يمكن تجاهل بعض المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال بعيدا عن أسرهم”.

فرعاية سيدة غريبة نجهل طريقة تعاملها مع أطفالنا فيه خطر، فلربّما سهت عن الطفل فتعرض لمكروه، أو ناولته شيئا مضرا بالصحة، كما أن بعض العائلات لديها أبناء شباب، قد يكون منهم مدمن مخدرات أو شاذ جنسي، يمكن له الاعتداء على الطفل.

تلميذة تعرضت للاعتداء من طرف ابن مرافقتها المراهق

وأخبرتنا محدثنا، عن سيدة موظفة روت لها بأن جارتها كانت تستقبل ابنتها ذات 9 سنوات بعد عودتها من المدرسة منتصف النهار، وبعد شهور أخبرت الفتاة والدتها بأنها ابن الجارة المراهق يقوم بسلوكات غريبة معها. وعندما واجهت الأم جارتها بالموضوع، نفت الأخيرة الأمر بل وتشاجرت معها وقطعت علاقتها معها.

وحتى الجمعيات قد تكون غير آمنة، فإحدى الجمعيات بالعاصمة والتي تتكفل باستقبال أطفال المدارس، تم اكتشاف أن المربيات يتركن مهمة رعاية الأطفال لشباب، في وقت يخلدن هن للراحة أو النوم. وهو ما جعل محدثتنا تناشد العائلات باختيار مرافقين “ذوي ثقة وأخلاق، وأن لا تتركن أبناءهن بين أيادي من هبّ ودبّ، حتى لا تندمن في وقت لا ينفع الندم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • خالد - البرج -

    ياو لمهيش قادرة تتحمل مسؤولية الاولاد متتزوجش قاع، اتروح تخدم على روحها وأتشوف احياتها، علاه اتزيد تظلم معاها براءة متستاهلش واش راه يصرالها من ظلم وقهر .

  • Mohamed

    ورَد في المقال" تطوّر المجتمع و خروج المرأة للعمل"، التعبير الأدقّ هو " تعقّد المجتمع و ليس تطور المجتمع" فالتبعات الخطيرة جرّاء خروج المرأة للعمل لا تعد و لا تحصى، أعيدوا المرأة لمكانها الطبيعي و اتركوا العمل للرجال و سترون النتيجة الإيجابية بإذن الله، هذه هي طبيعة الأشياء

  • قناص قاتِل الشـــــــــــر

    قد يبدو للبعض أن هذا غريب ، لكن في اليابان هناك من هو موظف فقط لكي يمرر تلاميذ الابتدائي من رصيف الى الآخر من أجل ضمان عدم اصطدام سيارة بهم ، بالرغم من أن هذا نادر جداً ما يحدث ، و هذا لأهمية هذا الانسان المستقبلي الذي ينادونه سيد فلان من أولى ابتدائي ، أما نحن الشطارة يطيرو فيهم و زعما زعما.

  • السلام عليكم

    يلا كان لازم واحد يرافق الطفل الى المدرسة ذهابا وايابا فهي امه باعتبار ان الاب مشغول بعمله فالام هي الوحيدة القادرة على حفظ ولدها اما هؤلاء المرافقين فلا امان لهم مائة بالمائة سواء كانو رجال او نساء
    هذه نصيحة مني بدون تفاصيل ولا ننسى التوكل على الله مع الاخذ بالاسباب فهو خير الحافظين

  • محمد☪Mohamed

    راكم ذخلت في العصرنة هكذا تحافظ على نمو التلميد بدون خوف
    على بالكم في فرنسا ليس لك الحق تلمس الطفل أو تسلم عليه العقليى تاعنا لا تمشي ..

  • عبد الحكيم الثانى

    شكرا على المقال .....عجيب ما يحدث فى المجتمع الجزائرى من تطورات ... نرجو من الشروق اماطة اللثام عن مثل هاته الظواهر السوسيولوجية ليكون القارئ على بينة مما يجرى ......