-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أعطت دروسا في الشجاعة والكرم

نانة ظريفة.. ناضلت في الثورة وتعيش وحيدة في خدمة الفلاحة

صالح سعودي
  • 1283
  • 2
نانة ظريفة.. ناضلت في الثورة وتعيش وحيدة في خدمة الفلاحة
ح.م

يجمع الكثير من سكان منطقة تكوت بباتنة بأن السيدة نانة ظريفة عبد الهادي من النساء اللائي يضرب بهن المثل في الكرم والروح المرحة، ناهيك عن اتصافها بالشجاعة التي اكتسبتها منذ فترة نضالها خلال فترة الثورة التحريرية، ورغم تقدمها في السن (83 سنة) إلا أنها لا تزال وفية لقرية جار الله بتكوت التي تقيم فيها لوحدها، وهذا رغم وفاة زوجها عام 1996، حيث تحرص على خدمة الأرض ورعي الغنم.

تحتل المناضلة ظريفة عبد الهادي مكانة محترمة وسط سكان منطقة تكوت، وفي مقدمتهم فئة الشباب الذين ينادونها جميعا بـ”نانة ظريفة”، وهذا بسبب كرمها ومرحها وحسن تواصلها مع الجميع، حيث كثيرا ما تضفي أجواء من المرح، من خلال حمل البندقية وإطلاق البارود ومشاركة سكان المنطقة أفراحهم وأعراسهم في أجواء عائلية تتصف بالود والاحترام، حيث يعتبر الكثير بأن العرس الذي تكون فيه نانة ظريفة يكتسي نكهة مميزة، وتتحدث السيدة نانة ظريفة عن نفسها بأنها من مواليد قرية شناورة بتكوت، وهي ابنة محند عبد الهادي وجمعة غقالي، ترعرعت في عائلة فقيرة ولم تدخل المدرسة في حياتها، حيث توفي والدها وعمرها 3 سنوات، وتزوجت في العام الذي اندلعت فيه الثورة التحريرية (1954) التي صنعت الحدث في منطقة الأوراس، كما أنها من عائلة ثورية، حيث أن الكثير من أفراد عائلتها فضلوا خيار صعود الجبل لتعزيز صفوف جيش التحرير الوطني، وفي مقدمتهم عمها بلقاسم عبد الهادي الذي كان سندها في مهمتها كمناضلة. وكانت تقوم بجلب المؤونة والذخيرة وتبليغها للمجاهدين عن طريق عمها المجاهد بلقاسم عبد الهادي، وتذكر نانة ظريفة بأنها تعرضت لقصف من طائرة عسكرية تابعة للاستعمار الفرنسي، ما جعلها تختبئ في المغارة وتنجو من الموت بأعجوبة، في الوقت الذي تلقت في مناسبة أخرى ضربا مبرحا من طرف عساكر الاستعمار الفرنسي رفقة أختها فاطمة التي تم سجنها بحجة إيواء المجاهدين.

وبدت المناضلة نانة ظريفة عبد الهادي راضية بالجهود التي بذلتها خلال فترة الثورة التحريرية، على غرار نساء شناورة وتكوت ومختلف قرى الأوراس والجزائر، مؤكدة بأن المرأة كانت دائما إلى جانب الرجل من أجل محاربة المستعمر الفرنسي، وبعد الاستقلال فضلت الاستقرار في قرية جار الله النائية، وهذا على الرغم من تقدمها في السن (من مواليد 1935)، وكذا وفاة زوجها منذ 22 سنة، حيث فضلت الوفاء للفلاحة ورعي الغنم، وحسب العارفين لـ”نانة ظريفة” عبد الهادي فإنها لا تعرف معنى الخوف، حيث تتصف بكثير من الشجاعة التي قد يفتقد إليها الرجال، حيث يحكي بعض مقربيها بأنها تعاركت ذات مرة مع رجل جاء إليها وفي يده العصى، فأسقطته أرضا وأعطته درسا لا ينسى، ما جعله يشتكي بها إلى مصالح الدرك الوطني، كما كانت لها مغامرة كبيرة مع الحيوانات البرية والزواحف، وفي مقدمة ذلك الثعابين الكبيرة التي كانت تقتلها بكل شجاعة وثقة، وفي السياق ذاته تبقى نانة ظريفة وفية للبارود والتراث الشاوي والغناء الثوري، مثلما تبقى وفية لابنتيها وأحفادها الاثني عشرة، كما تلقى معاملة طيبة من الجميع، وفي مقدمة ذلك صهرها بتكوت الذي يضعها في مرتبة الأم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جزائرية حرة

    كم أتمنى لو يبذل المتطفلون على النساء عشر الجهود التي تبذلها نانا ظريفة الثمانينية ، بدلا من قضاء جل أوقاتهم في مر اقبة ملابس المرأة : هادي لبست حجاب ، هادي لبست جلباب ، هادي لابسة الفيزو ، هادي دايرة خمار ، هادي متبرجة ، هادي شعرها يبان ، هادي لابسة مزير ، هادي بايرة ، هادي مطلقة ، هادي هجالة ، هادي ماكاش اللي يحكم فيها ، و تمضي الحياة و تبقى طيالبات الحمام تمارس النميمة على النساء
    فيما نجد الرجال الحقيقيين يمارسون كل جهودهم في بناء الوطن و تحقيق الانجازات العظمى

  • بلاصتي Partout

    المطبخ لم يكن مكان المرأة الوحيد منذ فجر التاريخ ، فمنذ الماضي السحيق و هي متواجدة في كل كان هي كانت تعمل داخل المنزل و خارجه : تحرث..حصد..تجمع الغلال و الثمرات ..تجني الزيتون..تبني المواقد و البيوت الطينية و تجلب المياه من الأماكن البعيدة بدون أت تتعرض لأذى الكلاب المسعورة ، لأنه في ذلك الزمان كان هناك رجال حقيقيين لا يتعرضون للنساء كما يفعل المنحرفون العطالون البطالون في وقتنا الحالي حيث يحملون لباس المرأة أسبب انحطاط أخلاقهم ، و فقدانهم السيطرة على سعارهم و غرائهزهم البهيمية
    ارتقوا أو انقررضوا