-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نبيّ الديموقراطية الكاذب

نبيّ الديموقراطية الكاذب
ح.م

هذا الوصف الدقيق المعبّر عن حقيقة من أطلق عليه، هو للإمام محمد البشير الإبراهيمي، الذي وصفه الإمام عبد الحميد ابن باديس بـ”الحكيم”، وكلا الإمامين صادق فرحمهما الله رحمة واسعة.

أما هذا “النبيّ الكاذب فهي هذه “الدولة” التي قال عنها الكاتب والسياسي الفرنسي آندري مالرو بأنها “دولة تحسن مباشرة الحرب، وتسيء مباشرة السلام”، وإن كنّا لا نسلّم لمالرو بأن هذه الدولة تحسن مباشرة الحرب لأن تجاربها الفاشلة في كل من كوريا والفيتنام وأفغانستان تؤكد أنها لا تحسن الحرب كما أنها لا تحسن السلام. وما أصدق كلمة الرئيس الفرنسي جورج كليمانصو عن أمريكا بأنها “هي الأمة الوحيدة في التاريخ التي انتقلت من طور البربرية إلى طور الانحدار، دون أن تمر بطور الحضارة الوسيط”.

إن هذه “الدولة” التي تريد أن “تعلّمنا الديمقراطية والعدل” كما كتب الدكتور فهد العرابي الحارثي، تفتقد إلى أهم ركيزتين من الركائز التي تقوم عليها الدول، وهما “الانسجام الاجتماعي” و”السّمك التاريخي”.

إن الأدلة على أن هذه “الدولة” هي عدوة الديمقراطية، وأنها حامية الدكتاتوريات، وأنها تقول في الديمقراطية بفمها وتدوسها بدباباتها هو مساندتها الأخيرة المفضوحة لعميلها في فنزويلا ليقود انقلابا ضد رئيسها المنتخب من أغلبية الشعب الفنزويلي وحمايتها لعملائها في المنطقة العربية.

إن صناعة “العملاء” وتسخيرهم ضد شعوبهم، وحماية الطغاة المستبدين في عالمنا العربي والإسلامي هو أهم “منجزات” هذه الدولة المسماة أمريكا..

وإن الذين يحاولون تبرئة الشعب الأمريكي، والتماس الأعذار له بأن قادته لا يمثلونه هو كلام مردود عليهم، لأنه هو الذي مكّن لهذه “العصابة” التي تتمنطق بمنطق فرعون “ما أريكم إلا ما أرى”، وتريد فرض آرائها ومبادئها وقيمها على العالم كلّه، وفي مقدمته العالم الإسلامي.

قد يخطئ شعب في شخص لا يجاهر بآرائه “الطاغوتية” فلا يلام ذلك الشعب على ذلك الخطأ، أما بالنسبة للشعب الأمريكي فلا عذر له، لأن قادته يجاهرون ببرامجهم وسياساتهم العنصرية الاستبدادية، ويصرحون بإصرارهم على فرضها على شعوب العالم، ومن اعترض على هذه السياسة تآمرت عليه أمريكا سياسيا وحاصرته اقتصاديا، وقد تشن عليه حربا مسلحة، ولم يسلم من عنجهية هذه الدولة حتى المنظمات والهيآت الدولية.

إن هذا الـ”ترامب” العنصري، الطاغية، ليس الوحيد أو الفريد في أمريكا، فقد انتخب الأمريكيون قبله “البوشين” الكبير والصغير، ومن قبلهما نيكسون وجونسون الذين هم نسخة عن هتلر وموسليني..

وعلى حكام العرب المحتمين بأمريكا اللاعقين لحذائها أن يستيقنوا أنها أول من تتخلى عنهم إن ثارت شعوبهم لكرامتها، وقررت استرداد حريتها، وإقامة ديمقراطيتها.

فيا أيها المسلمون لا تؤمنوا لهذا “النبي” الكاذب، ولا تأمنوه ولو أطعمكم المنّ والسلوى، وأعطى لكل منكم ما نوى، ولا تخضعوا لعملائه “منكم” فإنهم جميعا عدو لكم، ولا عذر لكم إن ركنتم إليهم، فتمسّكم نار الدنيا، ولنار جهنم أشد حرا، ولا تخدعنكم مؤتمراتهم ولو عقدوها في جوف الكعبة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!