-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سيرقى إلى مصاف المواقع الأثرية الوطنية والعالمية

نحو ترميم الموقع الأثري لمدينة مرسى الدجاج بزموري البحري

علي لعناني
  • 648
  • 0
نحو ترميم الموقع الأثري لمدينة مرسى الدجاج بزموري البحري
ح.م

استفاد مؤخرا الموقع الأثري المشهور باسم “مرسى الدجاج” بزموري البحري، شرق عاصمة الولاية بومرداس، الذي تم اكتشافه عام 2006 إثر عملية تنقيب أولية أجرتها مصلحة الآثار بمديرية الثقافة وبالتنسيق مع الجمعية الثقافية “السواقي”، من مخطط تقني لحمايته وترميم مكوناته، بحيث شرع مؤخرا مكتب دراسات مختص في إعداده بهدف تعزيز الحفريات وترميم الآثار فور انتشال التحف الأثرية وحماية مختلف مكونات الموقع الأثري.

وحسب مصادر من مديرية الثقافة لولاية بومرداس، أنه تم اختيار وتنصيب مكتب الدراسات المذكور من طرف اللجنة الولائية لحماية الممتلكات الثقافية بعدما تم تسجيل وتصنيف هذا المعلم الأثري الهام سنة 2016 كمعلم أثري وطني، وإثر النتائج الإيجابية لعمليات الحفر والتنقيب الأولية التي قام بها خبراء المعهد الوطني للآثار. كما كشفت ذات المصادر في هذا الإطار أن هذا الموقع الذي يتربع على مساحة سبعة هكتارات، استفاد مؤخرا- بعدما تم تسجيله في قائمة الجرد الإضافي للولاية- من عملية تسييج بالكامل بالتعاون مع بلدية زموري من أجل حمايته من الإتلاف وسرقة محتوياته الأثرية، لاسيما أنه تعرض من ذي قبل إلى سرقة تحفه الأثرية من قبل مجهولين ما استدعى إخطار مصالح الدرك الوطني والمصالح الوصية التي تحركت فور ذلك إلى المطالبة بتسييج الموقع وحمايته.

هذا الموقع الأثري، الذي يحتوي على طبقات جوفية أثرية لمختلف الحقب الحضارية والتاريخية للمنطقة بدءا بعصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية (الفترة الممتدة بين القرن الرابع هجري -10 ميلادي- والقرن السادس هجري -12ميلادي) بالعناية ابتداء من سنة 2017 بعدما استفاد من أشغال “ريادة واستكشاف أثري” شارك فيها 35 طالبا من معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 تحت إشراف وتأطير الأستاذة الجامعية، حنفي عائشة، بمشاركة الأستاذ بن نعمان وباحثين من مختلف التخصصات.

وتعد عملية “الريادة والاستكشاف الأثري” استنادا إلى نفس المصادر، الثانية من نوعها حيث إن هذا الموقع استفاد كذلك من حفريات سبر الأغوار (Sondage Archéologique) شهر مارس 2007 وحققت العملية نتائج “علمية هامة ” أكدت ما يكتنزه من آثار باطنية شجعت على تصنيف الموقع وطنيا بتاريخ 28 أبريل 2016.

وكشفت أعمال الريادة والاستكشاف المذكورة التي تواصلت لمدة قاربت الشهر عن وجود أسوار قد تكون لمنازل متتابعة تدل على وجود مدينة بأكملها عاشت لأحقاب بالمكان المسمى مرسى الدجاج بزموري البحري، فضلا عن أدوات فخارية ومواد بناء وأحجار كلسية ورملية وقطع نقدية تعود إلى الفترة النوميدية أي القرن الثاني قبل الميلاد.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنه تم اكتشاف هذا الموقع الأثري سنة 2006 جراء عمليات التحري والمعاينة التي أجرتها مصالح التراث الثقافي بمديرية الثقافة ببومرداس بالتعاون مع الجمعية الثقافية (السواقي) المتخصصة في المجال ليتم بعد ذلك التأكد من أهمية الموقع من الوجهة التاريخية وعلم الآثار وثرائه الأركيولوجي. وعلى إثر ذلك أثبتت التحريات الميدانية والمصادر والمراجع التاريخية التي استندت عليها الأبحاث التي أجريت في المجال من طرف أخصائيين بأن المكان الأثري المذكور يتضمن موقعا للمدينة التاريخية المعروفة باسم “مرسى الدجاج” التي اشتهرت في الفترة الإسلامية وعرفت قديما باسم “روسوبيكاري” وهي من أشهر مدن “موريتانيا القيصرية”، حيث بنيت وشيدت على أنقاض مرفإ “روسوبيكاري “الذي شيده القرطاجيون خلال القرن السادس قبل الميلاد. وحسب المؤرخين والأساتذة الجامعيين ممن تحدثوا إلى “الشروق اليومي”، كما هي الحال بالنسبة إلى الأستاذ بن نعمان المختص في علم الآثار، أن مدينة مرسى الدجاج تعرضت سنة 1225 بعد الميلاد لهجوم عسكري بقيادة “يحيى بن أبي غانية الميورقي”، الذي ثار على الموحدين فهدم مدن وحصون هذه الدولة الموحدية ولم يتم تعميرها بعد هذا الخراب، ما أدى إلى تحولها إلى أطلال غطتها الرمال لقرون من الزمن ولم يعد اكتشاف مكانها إلا سنة 2006.

وأكد الأستاذ بن نعمان، في حديث خص به “الشروق”، على أن هناك تشابها كبيرا بين المحتوى الأثري لقلعة بني حماد والموقع الأثري لمدينة مرسى الدجاج بزموري البحري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!