-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
استفحال ظاهرة سرقة محصول الزيتون مع انطلاق موسم الجني

نساء وأطفال يتورطون في سرقة الزيتون بقرى البويرة

فاطمة عكوش
  • 940
  • 0
نساء وأطفال يتورطون في سرقة الزيتون بقرى البويرة
ح.م

تشتكي أغلبية العائلات بقرى ومداشر ولاية البويرة من تعرض محاصيل الزيتون إلى السرقة من طرف لصوص الحقول، أغلبيتهم أطفال ونساء والذين يبيعون المسروقات لأصحاب المعاصر، وكثيرا ما يجد هؤلاء أنفسهم أمام العدالة بجنحة سرقة محاصيل زراعية.

وعادة ما يستغل لصوص الزيتون الفترات الليلية لسرقة مجهود العائلات، والذين يسبقونهم إلى معاصر الزيتون وينقلون الأكياس إليها من دون تعب ولا كلل، وكانت محكمة الجنح بالبويرة قد عالجت خلال جلسة الخميس الفارط قضية تورطت فيها امرأة وزوجها واللذان قاما بسرقة الزيتون من حقل قريبهما، ما جعل هذا الأخير يقرر تقديم شكوى ضدهما أمام الجهات القضائية، حيث حاول المتهمان نفي التهمة المنسوبة إليهما والتأكيد أن الضحية متعود على تقديم شكاوى ضدهما كلما اكتشف أن اللصوص قد استغلوا جنح الظلام لسرقة محصوله الزراعي.

وتشتكي أغلبية العائلات كلما انطلق موسم جني الزيتون سواء بمشدالة، احنيف، بشلول، تاغزوت، الاسنام وغيرها من تعرض محاصيل الزيتون إلى السرقة من طرف عناصر مجهولة الهوية، وأكد هؤلاء في اتصال بالشروق أن تلك العصابات تقوم بعمليات سرقة خلال الليل وخاصة على مستوى الحقول البعيدة عن التجمعات السكانية، حيث يقوم الأطفال بغارات مسائية لسرقة الزيتون والذي يقومون ببيعه لمجموعة من المواطنين المصطفين حول الطريق وبعض المعاصر أيضا، وصرح الكثير من الضحايا خاصة بأهل القصر، أولاد راشد وغيرها من المناطق التي تكثر فيها ظاهرة سرقة غلة الزيتون، أن السرقة لا تخص فقط الأطفال، فهناك من يسرق برفقة زوجته وأبنائه، وأغرب سرقة حدثت الأسبوع الفارط بأهل القصر مباشرة بعد انطلاق موسم الجني، حيث قامت فتاة في العشرين من عمرها بالسطو على عدة أشجار في واد خال يوجد على بعد 02 كلم من المناطق المأهولة، ووجدها صاحب الأشجار متلبسة بالجرم، فانهال عليها ضربا وسلمها للجنة القرية.

ومن جهة أخرى، أكد أحد ضحايا سرقة الزيتون أنه بعد أن تعب في جمع المحصول، وقبل أن ينقل أكياس الزيتون إلى المعصرة، استولى عليه المجرمون في شاحنة، حيث سرقوا له 30 كيسا من الزيتون في وضح النهار، ولم يكن في البيت أحد، إذ كانوا في جنازة، وقد شاهد أحد الجيران شاحنة متوقفة بقرب البيت ورجلين يضعان الأكياس في الشاحنة، ظن أنهم من عمال المعصرة، وأنه هو الذي طلب منهم نقل الزيتون، وقاموا بالسرقة أمام مرآى الناس، ما جعله يضطر إلى نقل الزيتون إلى المعصرة كل مساء، وعادة يختار الفلاحون المعصرة المأمونة التي توظف حراسا لحراسة الزيتون في المعصرة.

وعمدت خلال السنوات الأخيرة العديد من القرى على عقد اجتماعات لمناقشة سبل محاربة ظاهرة سرقة الزيتون والتي تسبب خسائر كبيرة للفلاحين، ولإيجاد حلول عاجلة للقضاء عليها، حيث عادة ما يطلب المشاركون في الاجتماع من السكان بضرورة التكتل فيما بينهم، لمواجهة السرقة التي تهدد المحصول اليومي من الزيتون الذي يجمعه أفراد الأسرة الواحدة، حيث تم توجيه نداء إلى كل السكان من أجل الوقوف بالمرصاد أمام هؤلاء الانتهازيين واللصوص الذين يستعملون المراهقين والأطفال من أجل سرقة واستحواذ على كميات معتبرة من الزيتون وتحويله إلى معاصر خارج المنطقة، ومن ثم بيع الزيت بأثمان باهظة، خاصة وأن أغلب الأشجار أثمرت رغم صغر سنها، ما يبشر بتوفير محصول جيد كما ونوعا، غير أن مخاطر سرقة المحاصيل وطرق تأمينها باتت تشكل هاجسا حقيقيا بالنسبة لأغلب العائلات، في ظل تكرر عمليات النهب التي تطال الغلال ويتكبد الفلاحون، بسبب تكرر السرقات من عصابات نهب منظمة، مصاريف إضافية لحماية أشجارهم ومحاصيلهم، خاصة أن عمليات النهب غالبا ما تتسبب في أضرار للشجيرات النامية نتيجة قطع أغصان كاملة، ما يجعل الخسارة مضاعفة.

وبالإضافة إلى لصوص الزيتون الذين عاثوا في الأرض فسادا، تعرف أغلبية حقول الزيتون هجمات متتالية لحيوانات القردة التي اتخذت من أشجار الزيتون غذاء لها، مكبدة سكان القرى خسائر فادحة، وهي الحوادث التي خلفت الرعب وسط السكان الذين لم يتمكنوا من مقاومة هجومات القردة والدفاع عن بساتينهم والتي تتلف الأشجار وترمي بثمارها أرضا وتكسير أغصانها، وهذا رغم أن السكان راسلوا عدة مرات الجهات المعنية خاصة محافظة الغابات، لكن لا أحد استجاب لشكاويهم ما جعلهم يعانون في صمت ويواجهون القردة بوسائل تقليدية، وهذا أمام غياب آليات محاربة الظاهرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!