-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ما بعد الارتباط بالفاتحة في زمن الكورونا

نصب واحتيال وابتزاز لتوثيق الزواج مدنيا

نسيبة علال
  • 2557
  • 5
نصب واحتيال وابتزاز لتوثيق الزواج مدنيا
ح.م

سجلت حالات الزواج ارتفاعا رهيبا في زمن الكورونا، رغم كل الإجراءات الاحترازية، وتشديد السلطات على تطبيق قانون منع عقد القران وإيقاف حفلات الزفاف، فهناك دائما صيادون محترفون يختارون المياه العكرة، وهو ما أثبتته النتائج المريبة للزواج بالفاتحة، والارتباط على عجل، من حالات طلاق، ونصب واحتيال وابتزاز، غالبا ما تكون النساء ضحيتها.لتتستر على خطيئتهاأوهمتني بالعفة والتعاطف مع وضعي المادي والاجتماعي يقول نصر الدين من واد السمار: “تعرفت على فتاة جامعية، بينما أقضي أيام بطالتي الأولى الموافقة لانتشار كرونا، تحدثنا أولا عبر الفايسبوك، ثم أظهرت لها نيتي في الارتباط على المدى البعيد لكوني يتيما.. في غضون شهر فقط، كانت قد أقنعتني بأنها متحمسة للزواج، خاصة أنها في عطلة، وأخبرتني أنه علينا استغلال فترة كورونا وعدم إقامة عرس..” يضيف نصر الدين ذو الثماني والثلاثين سنة، “.. لا أخفي أنني أعجبت بتعاطفها مع وضعي، وبما أنني أملك مسكن الأبوين، قدمت لها عقد والدتي المتوفاة، على أن أكمل مهرها عند عودتي إلى العمل. قبلت وأقنعت أهلها وتم الزفاف. ويا للصدمة، اكتشفت أن الفتاة ليست عذراء، وقد كانت تصر على الارتباط لإخفاء فضيحتها. طلبت مني البقاء معها لمدة شهر وتطليقها على أن تعيد عقد أمي وتمنحني ما أريد، ولكنني طعنت في كرامتي إلى درجة أنني فكرت في التخلص منها بأي طريقة حتى بالقتل، فكان الطلاق أرحم..”.

عندما يتحول الزواج إلى صفقة الملايين مقابل العقد المدني

تزوجت بريزة، 27 سنة، ابنة باتنة، من شاب بطال، كانت تربطهما علاقة حب دامت ست سنوات، طلب منها أن تقرضه مبلغ 15 مليونا، حتى يتمكن من اقتناء بعض الهدايا ليجلبها إليها يوم الفاتحة، وسيرد المبلغ بعد كورونا وحصوله على شغل. تروي بريزة قصتها تقول: “أقرضته عشرين مليونا بدل 15، قام بشراء ورود وبعض العطور وخاتم، وجاء إمام ليعقد قراننا بالفاتحة، وتنقلت للعيش في بيتهم في ظروف مزرية، صبرت ثلاثة أشهر ثم بدأت أطالبه بالبحث عن عمل حتى أقوم بتسديد ديون صديقاتي وبنات من العائلة.. فراح يضربني ويهددني برميي إلى الشارع، وليس علي استرجاع المال لأنه قام بإنفاقه في مقتنياتي..”. زوج بريزة لا يزال يهددها إلى اليوم، ويمتنع عن إمضاء عقد مدني معها، مادامت تطالب باسترجاع المال. رجل آخر في العاصمة، تزوج من امرأة ثانية بالفاتحة، ثم بدأ يطالبها بإعطائه مبلغ عشرة ملايين، حتى يعقد قرانه معها مدنيا، وكأنه يبيعها وثيقة.

فرصة للتعدد وخداع الخليلات

بالنسبة إلى المتزوجين الذين كانوا على علاقة مع نساء أخريات، اغتنموا الفرصة وتقدموا للزواج بهن، فقط بالعقد الشرعي، من دون أي وثيقة، وكان عذرهم إلغاء السلطات المؤقت للعقد المدني عذرا مقبولا من طرف أولياء العروس، بوعد زائف بتسوية الوضعية فور تغير الأحوال، غير أن الكثير من هؤلاء النساء اللواتي صدقن هذه الكذبة انتهى زواجهن سريعا، ولم ينتظر حتى تفتح مكاتب البلديات. تتحدث السيدة زهرة فاسي، بصفتها مفتشة تربوية أيضا، بأن إحدى الموظفات بقطاعها، لم يدم زواجها بالفاتحة سوى أسبوع واحد، أخبرها زوجها الغدار أنه قد ارتبط بها ثم مل منها سريعا، ولم يجدها امرأة على هواه، تزوجها بكلمة وطلقها بكلمة.

خبراء ومحللون: “الزواج بالفاتحة في زمن كورونا أنتج مشاكل اجتماعية عميقة”

تشير الخبيرة في شؤون المجتمع، الأستاذة زهرة فاسي، أول محللة قدمت استقراء في موضوع الزواج بالفاتحة في زمن كورونا، أنه: “وقعت عبثية مجتمعية خطيرة، تتحمل المرأة وزرها أكثر من الرجل، فالفتاة التي اصطحبها أجنبي من دون طقوس ولا تكاليف، في زواج يحمل طابع الزواج السري، وقد انتشر خبر ذلك وسط أهلها وجيرانها، ثم تعود مطلقة بعد فترة قصيرة، وتجد نفسها أمام أروقة المحاكم تحاول إثبات زواجها بالفاتحة بلا جدوى وسط إنكار بعض الأزواج، أو معاناة الوصول إلى الطلاق على الأوراق، بإثبات وجود الدخلة.. كل هذا يؤثر على حالتها النفسية، وعلى علاقاتها الاجتماعية مع أسرتها ومحيطها، وقد يعطل أو يمنع ارتباطها مرة أخرى، حتى في حال تقدم لخطبتها رجل آخر، فإنها لن تثق به وستظل تعيش على آثار التجربة الأولى، وهذه الآثار خلقت عنفا غير مسبوق في المجتمع الجزائري، فضلا عن ارتفاع نسبة الطلاق والانتحار وجرائم القتل لحفظ الشرف”.

 

 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • خليفة

    فعلا الزواج المبني على التحايل و المصالح الخاصة لا يدوم طويلا ،فاذا كان قصد المرأة من الزواج هو فقط للتغطية على فضيحة تخص الشرف ،فهنا يكون الزواج مجرد وسيلة لذلك ،و اذا كان قصد الزوج هو مجرد البحث عن متعة عابرة و موقتة ،او استغلال الزوجة من الناحية المالية ،فهنا ايضا يكون الزواج مجرد وسيلة لذلك ،و من هنا يفقد الزواج معناه و مقصده الشرعي و الذي يتمثل في السكينة و المودة و الرحمة و انجاب الاطفال و رعايتهم و التعاون على متاعب الحياة و التضحية المتبادلة بين الطرفين في السراء و الضراء ،فعندما يفقد الزواج هذه المعاني السامية نكون امام كاءنات انتهازية تبحث عن صفقات تجارية و مصالح انية فقط.

  • كرامه

    يمكن ان يكون الزواج قانونيا و ذلك بعقده لدى اي موثق و عند فتح الحاله المدنيه يسجل عقد زواج الموثق و هذا امر قانوني . و حتى ان لم يسجل فيبقى الزواج سليم من الناحيه القانونيه و يؤخذ به في حاله الطلاق او الميراث

  • مستغرب

    يجب تجريم زواج الفاتحة ومنع الائمة من اقامته مالم يحضر الطرفين عقد مدني
    لان دوما هناك من يصطادوا بالمياه العكرة وهناك دوما ضحايا من الطرفين
    من يريد الزواج باخلاص و بنية صادقة لن يعترض على عقد مدني يحفظ حقوقه مع شريك حياته

  • ديار الغربة

    و تستمر المهازل مع ذوي النفوس الضعيفة !!!

  • عندما نتزوج بمن لا يحبنا

    فهناك حب وهناك مصلحة وهناك الفقير الذي يأوي فقيرة متشردة ويهذب طباعها الشرسة وتحبه