-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نفس الوعود.. نفس النتائج!

قادة بن عمار
  • 2391
  • 9
نفس الوعود.. نفس النتائج!
ح.م

هنالك حالة من الاستغلال السياسي البشع يقوم بها مترشحون للرئاسيات، للوضعية الاجتماعية الصعبة والمعقدة التي يعشيها معظم الجزائريين، حالة تتجاوز تقديم الوعود المجّانية والمشاريع الزائفة التي لا أصل لها ولا أساس، لتمتد إلى حدّ الهوس بالتضليل وممارسة “الهف” السياسي المحترف!

مرشّحٌ يعِدُ بمضاعفة مِنح الأرامل والمحتاجين، وبوضع حدّ نهائي للبطالة، وبتخصيص راتب للنساء الماكثات في البيوت، وآخر يعِد بمضاعفة عدد العاملين في الوظيف العمومي وبزيادة البلديات، وثالث يقول إنه سيُسكن 150 ألف جزائري في سنته الأولى من الرئاسة وإن لم ينجح فسيستقيل!

الغريب أنك عندما تسأل هؤلاء: كيف سينفذون تلك الوعود وسط واقع اقتصادي صعب تمرُّ به البلاد؟ يجيبونك بشاعرية تامة وبرومانسية فائقة، ومن دون أرقام أو إحصائيات، بأنّ الجزائر بلدٌ غني وبإمكانه أن يحتوي كل مواطنيه ويجعلهم يتمتعون برفاهية شديدة!

مقولة إنّ الجزائر بلدٌ غني بشعب فقير، سببها الأساسي، تلك السياسات الفاشلة التي لم تستطع أن تنتقل بالمواطنين من المعيشة الصعبة إلى المعيشة الكريمة، فكثيرٌ من الحكومات المتعاقبة، برعت في إنتاج تلك الوعود، لا بل إننا وصلنا إلى مستوى قام فيه بعض السياسيين من أصحاب القرار بتوزيع الريع دون رقابة، وبتقديم قروض دون فوائد، ومنح مشاريع دون تنفيذها، وفي النهاية، لم ينجح أحدٌ في البلد، ما عدا حفنة من الفاسدين واللصوص، فيما قضت تلك السياسات على الطبقة الوسطى وانهارت معها قيمة العمل.

وليست قيمة العمل وحدها من انهارت، بل أيضا قيمةُ التعليم مع مدرسة باتت مسرحا للتجارب المستورَدة، والمناهج الغبية، كما انهارت قيمة العلاج المجاني حين تحوَّلت المستشفيات إلى مقابر، ولم يعد هنالك من يعتز بوطنيته سوى عند مشاهدة مباريات كرة القدم، أما ما عدا ذلك، فهو في حالة انتظار مستمرّ، يبحث عن أي فرصة للهروب من هذا الوطن الذي تحوّل إلى طارد للكفاءات ومُجهض للمبادرات وقاتل للإرادات.

والمؤسف، أنه لا يوجد سياسيٌّ واحد ينطلق بموضوعية من هذا الواقع الذي تعيشه الجزائر، ليبحث عن حلول دون مراوغة أو كذب، وليسارع في تقديم وصفة علمية تساعد على الخروج من الأزمة وتخفيف تداعياتها دون الدعوة إلى لتعايش معها مجددا، أو إعادة إنتاجها مرة أخرى، لكن الجميع يبرع في توصيف المرحلة السابقة، ويتسابق في التغزُّل بالحَراك الشعبي، لعل وعسى تحمله الصدفة “التاريخية” إلى السلطة، وحينها سيخرج علينا بكلام آخر وبتصرُّف آخر، ونكون في ذلك الوقت، قد ضيَّعنا فرصة أخرى للأسف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • احمد

    نفس الوعود و بنفس الوجوه بالتأكيد نفس النتائج .

  • HOCINE HECHAICHI

    المترشحون سي بن فليس وسي بلعيد وسي بن قرينة (تبون وميهوبي من المفروض معنويا ألا يترشحا أصلا) يستحقون أن يكونوا رؤساء
    ولكن برامجهم يجب أن تقدم "حلا جذريا" لأزمة تخلف الجزائر المزمن وليس خطبا رنانة وكلاما معسولا ووعودا لا يمكنهم الوفاء بها .
    الحل الجذري هو الدخول فورا في "اقتصاد الحرب" الذي أساسه :
    -الشعب العامل والمتفاني وليس الشعب الخامل و المسعف الذي شعاره ( ragda wa t’manger )
    - التقشف (austérité)
    - الاستكفاء ( autarcie)
    - تنظيم النسل والتشجير المكثف
    - ترك القدرية (fatalisme)
    وغيرها من إجراءات التنمية المستدامة والبناء الديمواقراطي قبل انهيار اقتصاد الريع الوطني.

  • عبد الرحمان الجزائري

    الجزائر بحاجة الى شبابها كل شبابها الذين يفقهون ما يدور من حولهم في العالم انتهى عهد العجائز الذين يحكموننا من اجل ان يحكموننا فقط

  • عبد الحفيظ

    يا سي قادة ربما تريد القول : نفس الوعود،وبدون نتائج يتطلع إليها الشعب..

  • KF

    وهناك ايضا من يريد اعفاء مستفيدي اونساج وكناك من رد الاموال المستفاد منها وهي اموال عمومية وليست خاصة. كيف تريدون استرجاع اموال العصابة وتغفلون عمدا عن استرجاع اموال اونساج وكناك؟ لك الله يا جزائر المعجزات.

  • صالح بوقدير

    مادام الحل السياسي غائب أو مغيب فالحلول الاخرى كلها وهمية فالرئيس الذي يطارده الشعب لايمكنه أن يفعل شيئا لصالح البلد قلها ورأسك مرفوع

  • جزائري حر

    وما عسى الحابس أن يعمل غير لغنى اللي حافظو كل الجزائريين

  • ابن الجبل

    نفس الوعود .. نفس النتائج !. ترى لماذا ...؟ لأنهم ببساطة هم نفس الأشخاص الذين يخططون مع العصابة ، ولهم نفس النهج ، ونفس الخطاب ، وهو خطاب بيع الأوهام والأحلام وتزيين الفشل ... الشعب كان صادقا بمناداته بالتغيير الجذري ، لأن هؤلاء الساسة ببساطة ،تركهم قطار الزمن والعصر الحديث والجيل الجديد ... فلا نجاح الا مع رئيس شاب من الجيل الجديد ، يحظى بثقة شباب العصر الحديث .

  • جلال

    ربما ينطبق علينا المثل القائل في الصيف ضيعت اللبن أو المثل بين حنه ومنه فقد لحيته