-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الاستعانة بالخبرة الأجنبية في الدراما الجزائرية يقسم الساحة

نقص التكوين يغيّب صورة الجزائري لصالح استنساخ الواقع التركي المصري

زهية منصر
  • 894
  • 0
نقص التكوين يغيّب صورة الجزائري لصالح استنساخ الواقع التركي المصري
ح.م

سجلت الأعمال الجزائرية في رمضان هذا الموسم الاعتماد على الخبرات الأجنبية سواء في الإخراج أو المؤثرات الخاصة.

هذه الظاهرة التي كانت حكرا على السينما زحفت هذه السنة على الأعمال التلفزيونية وقد أثار هذا الأمر الكثير من النقاش على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بين من يعتقد أن الأمر ضرورة ولا بد منه في ظل غياب مدارس التكوين في الجزائر. وافتقادنا إلى الطاقات والكفاءات التي بإمكانها تقديم ما يبهر المشاهد صوتا وصورة.

تباينت واختلفت آراء من تحدثت إليهم “الشروق” بين مستحسن ومستهجن للخطوة، فقد أكدت الفنانة نضال في تصريح ل”الشروق” أن “اللجوء إلى الاستعانة بالخبرة الأجنبية أمر جيد لأنه يعطي للساحة الفنية الجزائرية نفسا جديدا جميلا، وتكون أداة فعالة في التكوين”.

وتعتقد نضال أن الجزائر ليست استثناء في هذا الاتجاه، حيث تم من قبل اللجوء إلى نفس الطريقة في استقطاب الكفاءات في عدد من الدول العربية على غرار، مصر، ودول الخليج، ولبنان وحتى تونس.عندما تم احتواء المبدعين وتسخير كافة الإمكانيات أمامهم. وأعطت نتائج مذهلة في الدراما والسينما. وأضافت نضال قائلة إن “الأعمال المشتركة تفتح آفاقا جديدة ومغرية أمام الإبداع والمبدعين. ثم أن الفن لا يعترف بالحدود ولا بالجنسيات”.

عماد بن شيني يعتقد أن الاستعانة بالخبرة الأجنبية في الدراما التلفزيونية يجب أن يخضع لاحتياجات الساحة الوطنية، وتراعى فيه مصلحة الفنان والطاقات الجزائرية، فبن شني لا يرى أي حرج في الاستعانة بالمخرجين الأجانب طالما أننا نفتقر لمن يمكن تعويضهم، لكن في المقابل مثلا يرى بن شني أن الاستعانة بفريق أجنبي في المؤثرات الخاصة ونحن نملك طاقات جزائرية بإمكانها تقديم خدمة مماثلة أو أفضل منها لا يمكن توصيفه إلا بعقدة تفضيل الأجنبي.

الاستعانة بالطاقات الأجنبية في الأعمال التي تبث حاليا طرح عددا من الإشكاليات وعلى رأسها مشكلة بيئة العمل وإسقاطها على الأعمال، حيث يرى في هذا الجانب المخرج عصام تعشيت أن “مشكل الاستعانة بتقنيين وفنيين من الخارج هو أن هؤلاء المخرجين الأجانب لن يقوموا بإنتاج مسلسلات تتكلم عن حقيقة واقع الجزائر.. بعض المسلسلات تبدو في مناخ مصري لا مناخ جزائري وبعضها الآخر يبدو أنه في مناخ تركي.. لكن أن نرى الطباع الجزائرية في مسلسلاتنا فلا وجود لها إطلاقا… ويضيف تعشيت قائلا “أنا لم أستسغ هذه الاستعانة بالمخرجين الذين لا يعرفون واقع الجزائر..فمثلا المجتمع المصري غير المجتمع الجزائر.. وأن يقوم مخرج بفرض واقع مصري لحارات مصرية على مدينة ليس بها نفس الواقع ونفس رائحة العيش فهنا لا تصدق القصة إطلاقا..” يفرق عصام تعشيت بين الجانب التقني وبين إسقاط الواقع عن آخر…”أنا معجب بالتقنية والتصوير فقط. أما من ناحية السيناريو والديكور والملابس والأفكار فهي تخص مصر وتركيا لا الجزائر.. لذلك أنا لا أحبذ أبدا الاستعانة بالمخرجين الأجانب فهناك كفاءات كبيرة في الجزائر يجب وضع الثقة فيها.. لأنهم يعرفون الواقع الجزائري”.

يرى صاحب سيناريو “عنتر نسيب الشداد” سفينان دحماني، أن الاستعانة بالكفاءات الأجنبية وخاصة المخرجين ضرورة لا بد منها أملتها قلة خبرة وتجربة المخرجين في الجزائر في التقنيات الجديدة “للأسف المخرجون عندنا لا يتحكمون في التقنيات العالية ولا توجد عندنا مراكز تكوين لتعليم التقنيات الحديثة في الإخراج”، ويضيف المتحدث للشروق أن اليوم أضحى من الصعب أن تعثر على مخرج محترف في الكوميديا.

هذا الرأي لا تتقاسمه المخرجة فاطمة وزان التي ترى أن الاستعانة بالمخرجين الأجانب واستنساخ القصص التركية والمصرية هدفها جلب المشاهد لكن ما يغيب عن أذهان صانعي هذه الأعمال أن المشاهد الجزائري ليس غبيا ويتفاعل مع الأعمال التي تعبر عن واقعه ويجد نفسه فيها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!