-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نهاية الحرب أو تقسيمُ اليمن

حسين لقرع
  • 846
  • 2
نهاية الحرب أو تقسيمُ اليمن
ح.م

أخيرا، تصاعدت دعواتُ الدول الكبرى والأمم المتحدة إلى إنهاء حرب اليمن، وحدّدت مهلة 30 يوما لوقف إطلاق النار والبدء في مفاوضات بين الحوثيين وحكومة هادي للتوصُّل إلى سلام دائم يضع حدا للحرب التي دامت قرابة أربع سنوات بلا طائل.

 خلال هذه المدة، حدث دمارٌ كبير في البنية التحتية لليمن، وقُتل نحو 10 آلاف يمني وجُرح عشرات الآلاف، منهم 6 آلاف طفل بين قتيل وجريح، وأضحى البلد يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم بتعبير الأمم المتحدة بعد أن تفشّت أمراضُ الفقر بين اليمنيين، وأصبح 14 مليون يمني مهددا بالمجاعة. وبالمقابل لم يحقق التحالفُ السعودي أيّ هدفٍ من الأهداف التي شنّ من أجلها هذه الحرب منذ 26 مارس 2015، ولم تستطع جيوش هذا التحالف الانتصار حتى في معركة الحديدة أمام كمشة من الحوثيين، لذلك أضحى من الضروري إيقاف الحرب بعد أن أصبح استمرارُها لا يعني سوى المزيد من القتل والتدمير العبثيين وتواصلِ معاناة اليمنيين..

وما دام طرفَا الصراع يستعدّان لخوض مفاوضات في آخر نوفمبر الجاري بإشراف دولي، فإن الفرصة مواتية للتوصّل إلى تسويةٍ تُنهي الحرب وتسمح بالذهاب إلى مرحلةٍ انتقالية تشرف عليها حكومة يتفق عليها الطرفان تكون مَهمَّتها التحضير لانتخاباتٍ عامة تعيد بناء المؤسسات الشرعية للبلاد. وإذا توصّل طرفَا الصراع إلى مثل هذا الاتفاق، فسيكون اتفاقا عادلا، وسيمنح الفرصة لكل الأطراف لحفظ ماء الوجه؛ فهو فرصةٌ للحوثيين لإنهاء انقلابهم والانسحاب إلى صعدة حيث يمكنهم التحوّلُ إلى حزبٍ سياسي من حقه المشاركة في الانتخابات العامة، ونأمل فقط أن يستفيد الحوثيون من هذه التجربة المريرة ويتعلموا التعايش مع باقي اليمنيين في إطار سلمي حضاري، ويقتدوا بتجربة “حزب الله” في لبنان الذي كان بإمكانه الاستحواذ على الحكم بقوة سلاحه، لكنه فضَّل الجنوح إلى الحكمة والتعقل والتعايش سلميا مع باقي الطوائف.

وبالمقابل، سيعطي الاتفاقُ الفرصة للسعودية والإمارات وبقية أعضاء التحالف العربي للانسحاب من هذه الحرب العبثية التي خلّفت مآسي شوّهت سمعتها وجعلتها محلّ انتقادات دولية كثيرة بارتكاب انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان واقتراف جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية..

مثل هذا الحل العادل هو الوحيد الذي ينقذ اليمن من التفكك والانهيار والتقسيم؛ لقد تحدّث وزيرُ الدفاع الأمريكي ماتيس، وهو يدعو اليمنيين إلى مفاوضات سلام في غضون 30 يوما، عن منح “حكم ذاتي” في صعدة للأقلية الحوثية لإنهاء الصِّراع الدائر في اليمن، وهذه الدعوة المشبوهة تكشف في الواقع أن أمريكا لم تيأس بعد من إمكانية تقسيم المنطقة على أسسٍ طائفية وعرقية تخدم في نهاية المطاف استمرار تفوّق الاحتلال الصهيوني، وإذا فشلت هذه المساعي في العراق وسوريا، فقد تنجح في اليمن إذا أصرّ طرفَا الصراع على العناد وعدم تقديم تنازلات متبادلة قصد التوصل إلى حلّ وسط، لذلك نأمل أن تنتصر “الحكمة اليمانية” هذه المرة ويتوصّل الطرفان خلال المفاوضات المنتظَرة إلى تسويةٍ تُنهي الحرب وتحقن دماء اليمنيين، أما إذا حدث العكس وفشلت المفاوضات وتواصلت الحرب، فقد يكون تقسيم اليمن إلى ثلاث دويلات في الشمال والجنوب وصعدة، إحدى نتائجها الوخيمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الطيب

    في ظل الانحطاط الذي تعيشه الأمة من أقصاها إلى أقصاها فكل البلدان العربية مقصودة بما آل إليه اليمن فإما التقاتل القذر الذي يأتي على الأخضر و اليابس أو تنفيذ قرارات رسل السلام الأمريكية و الأوروبية بإشراف صهيوني في التأسيس لتجمعات عرقية و طائفية و مذهبية و عنصرية تباع و تشترى حسب الطلب .....و هي الجراء التي حملتها القومية العربية في رحمها كنتاج لعلاقات غير شرعية كانت تتم سرًا تحت جناح الليل و لكنها اليوم تتم علانية في النهار و على الهواء الطلق !!!

  • يحآيزرين

    وأصبح 14 مليون يمني مهددا بالمجاعة.
    سأشرح
    14مليون يمني أي 14مليون عربي
    حتى يفهم العرب وأحفادهم كان على كاتب المقال إستعمال مفرة ــالعرب ـ بدل اليمنيين