-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نهاية زمن (الأم بي سي)

حسان زهار
  • 1749
  • 0
نهاية زمن (الأم بي سي)
ح.م

كشف القرار الذي اتخذته مجموعة قنوات “أم بي سي” السعودية بوقف عرض كافة الدرامية التركية على قنواتها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتعويضها بسرعة مذهلة بمسلسلات وأعمال برازيلية ومصرية وحتى باكستانية، كيف تلعب الخصومات السياسية دورا قذرا في محاربة الابداع، وقطع عرى التواصل بين الشعوب خاصة العربية منها والمسلمة.

وتشير مصادر مطلعة أن أوامر عليا صدرت من السعودية، ومن الأمير سلمان شخصيا، باتخاذ هذا القرار، مدفوعا بضغط مصري إماراتي، يستهدف معاقبة أنقرة على مواقفها المناصرة لدولة قطر في مواجهة الحصار الذي تواجهه، وعلى دعمها وإيوائها لجماعة الاخوان المسلمين وقياداتها المطاردة، وهذا مباشرة بعد زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر، والتي صرح في إثرها أن تركيا ضمن “مثلث الشر” كما أسماه، الذي يضم زيادة على الإرهابيين وإيران، تركيا العثمانية التي تبحث عن بعث أمجاد الخلافة الاسلامية.

لكن هل يمكن لمثل هكذا قرارات مسيسة أن توقف سيل الابداع الدرامي التركي، الذي تجاوز في الفترة الأخيرة دائرة المسلسلات العاطفية، وانخرط في أعمال تاريخية ضخمة، بدأت تؤثر بوضوح في صناعة الوعي داخل البيت العربي، نحو قضايا الأمة المصيرية، على غرار ما أحدثه مسلسل أرطغرل من هزة حقيقية في هذا المجال؟ أم أن القضية لا تعدو أن تكون تصفية حسابات ورسائل مشفرة لكن بلا طائل غير إحداث المزيد من التفتيت في جسد الأمة ؟

الأكيد اليوم، أن نجاح الدرامة التركية في العالم العربي، تجاوز دائرة المقاطعة، التي تقودها (أم بي سي) رفقة عدد من القنوات العربية الأخرى، عبر منع البث أو الحذف من الأرشيف، خاصة ونحن في زمن تطورت فيه التكنولوجيا كثيرا، ما يذكرنا بالمقاطعة السياسية والفنية العربية لمصر في أعقاب توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، والتي انتهت بالفشل الذريع وعودة العرب إلى أحضان الفن المصري بعدها بقوة أكبر.

الأتراك الذين تلقوا القرار، أعلنوا بأن لديهم بدائلهم الكثيرة والمتنوعة، عبر إتاحة الفرصة لمشاهدة الأعمال التركية عبر قنوات أخرى غير (الأم بي سي) وصويحباتها، بفتح قنوات خاصة تركية موجهة للعرب، وكذا عبر الفضاء الأزرق الأنترنيت الذي يستقطب ملايين المشاهدات، غير أن الأهم في الموضوع أن بلدانا عربية مثل قطر ولبنان وحتى الجزائر، يمكنها أن تستغل بذكاء هذه الثغرة، وتحويلها إلى حافز مهم أمام المنتجين في هذه البلدان وغيرها لصناعة دراما عربية عالية المستوى، على غرار ما شرعت فيه “الشروق” من تعاون مثمر مع الأتراك مؤخرا، في موضوع الصناعة السينمائية والدرامية.

لقد ظلت (الأم بي سي) لسنوات طويلة للأسف، تمارس حالة من التنويم المجتمعي، مع بث أفكار وسموم دمرت الكثير من القيم والأخلاق، وقد حان الوقت لتظهر قنوات عربية أخرى نحترم قيم وعادات الأسرة العربية، ولم لا تكون “الشروق” هي من يأخذ المشعل بحقه، وقد شرعت تغرف من الخبرة التركية، التي نرى أن نتائجها الرائعة ستظهر قريبا جدا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!