-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نواب “يكرههم” الشعب!

الشروق أونلاين
  • 516
  • 0
نواب “يكرههم” الشعب!

عرض الحكومة الأسبوع المقبل لبيان سياستها العامة، سيُجبر معشر النواب على الحضور والمناقشة وإظهار “حنّة يدّيهم”، بعدما “والفو” الغيابات وتأثروا كثيرا بمنطق “راقدة وتمونجي وتستنى الكونجي”!
النوّاب، بالنسبة إلى الأغلبية المسحوقة، “راهم يخلصو باطل”، فجلهم، باستثناء القلة القليلة، هربوا من ولايتهم، وامتنعوا عن فتح مداومات لاستقبال المواطنين والاستماع إلى انشغالاتهم، ونقل شكاويهم إلى الوزراء المعنيين، وطرح قضاياهم المشروعة من خلال الأسئلة الشفهية والمكتوبة، وأثناء جلسات النقاش والإثراء، عندما تكون الحكومة حاضرة أمامهم !
بيان السياسة العامة، هو بالنسبة إلى العديد من “ممثلي الشعب”، اضطرار، لا يختلف كثيرا عن جلسة التنصيب التي تعقب انتخابهم في التشريعيات، ولذلك سيحضرون بقوة علهم يُفيدون ويستفيدون في جلسة استثنائية، لا تحصل “إلاّ نادرا”، وهو ما يدفع النواب ومعهم الوزراء إلى استغلالها أحسن استغلال !
لا يُمكن للنائب الذي فرّ هاربا من دشرته أو ولايته أو مسقط رأسه، مباشرة عقب فوزه، أن يكون المرآة العاكسة لمواطنين، منهم من انتخبه، ومنهم من صوّت على غيره من “الخاسرين”، ومنهم من كان صديقا أو قريبا، لكن هذا الامتياز والقربى لم يشفعا له للوصول إليه بعدما أصبح حاملا للحصانة !
قليل فقط من النواب، من الذين مازال المواطنون في ولاياتهم “يؤمنون بهم”، وهذا النوع دون شك يستحق كل العرفان والتقدير، ليس شكرا وامتنانا على واجبه في تمثيل ولايته والدفاع عن سكانها، وإنما احتراما لهم على الوفاء والولاء لمن أوفدهم إلى “قصر الشعب”!
هناك نواب ربحوا عداوات كثيرة، من وزراء ومديرين ومسؤولين آخرين، لأنهم ينقلون مشاكل مواطنيهم وولايتهم بلا رحمة ولا شفقة، وهذا النوع من النواب يفتك الفوز كلما أعاد حزبه ترشيحه، أو ترشح للتشريعيات حرّا، كما هناك بالمقابل نوع من النواب دخل بالصدفة إلى “برّ-لمان” ثم غادره دون سابق إنذار، لأنه كان يعتقد واهما ومخطئا، أن النيابة هي “تحواس وتشماس” وأجرة وحصانة وامتيازات والتقاط صور السيلفي مع الوزراء !
الأحزاب مسؤولة عن نوابها، لأنها مسؤولة عن الترشيحات، لكن، “سوء الاختيار” مسؤولة عنه كذلك الإدارة التي سمحت لغربالها بتمرير الشوائب بدل إسقاطها، والناخب مسؤول أيضا، إمّا لأنه أساء الانتقاء هو الآخر، أو منح صوته لصالح النطيحة أو المتردية أو ما أكل السبع !
خلال عرض الجهاز التنفيذي لبيان السياسة العامة، سيظهر النواب الذين كانوا في عداد المختفين والمفقودين والمبحوث عنهم، فالفرصة مواتية للتنظير والبهرجة واستعراض العضلات ومهاجمة الأرقام دون تقديم البدائل، ودون إقناع الرأي العام بالحلول السحرية التي بإمكانها إدخال الناس الجنة بلا حساب !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!