نيلى كريم: لا أحب التمثيل وأحب السفر والبحر والبطاطس

نيلى كريم، فنانة وإنسانة تشبه البحر في هدوئه وبساطته، وكذلك في هديره وتلقائيته، تظل هادئة معظم الوقت، لكن في عينيها الكثير من الكلمات والمشاعر. في تصرفاتها رقي وإنسانية تفوق التصور، ولدت بالإسكندرية من أب مصري وأم روسية، طيبتها وجدعنتها لا تقل عن أي بنت بلد مصرية، عملها في الرقص بالأوبرا جعلها تجيد فن العمل الجماعي، عيبها أنها لا تجيد الكلام عن نفسها ولا تحبه، مخلصة إلى أبعد الحدود وصادقة في علاقاتها الإنسانية، وليس فقط في تمثيلها.. أتاحت لي ظروف العمل الشخصية أن أدخل بيتها، وتدخل بيتي، نتقابل على فترات متباعدة بالصدفة، وأجدها كما هي صادقة وبسيطة ومرحبة، لم تغيرها الشهرة والنجومية، بل ظلت طول الوقت محافظة على توازنها الإنساني والنفسي، كل عام تزيد تألقا ونضجا عن العام السابق له، فكان لابد من أن أبارك لها على نجاح مسلسلها (بمية وش)، مع النجم أسر ياسين، ومجموعة الفنانين الموهوبين، الذين شاركوها النجاح.

هل رحبت بالعمل في مسلسل “بمية وش” فور عرضه عليك، أم إنك ترددت؟

كل عام لا يكون لدي حماس للعمل، وحين طلبني المنتج، الصديق جمال العدل، للعمل كنت غير متحمسة بالمرة، وذهبت وتكلمنا وبدأت المخرجة كاملة أبو ذكرى تحكي لي عن العمل والشخصية التي أجسدها (سكر) فحببتها ولمستني.

هذا يدفعني إلى سؤالك عن أسباب اختيار أو رفض أى عمل؟

لابد من أن تلمسني الشخصية وأحبها، فأنا لا أحب التمثيل، فبين التمثيل والمعايشة شعرة. لذلك لا أحب البروفات، لأنني وقت دوران الكاميرا أحب التعايش بصدق مع الشخصية وأتقمصها، وإذا مثلت في مشهد ما أتوقف حتى أعود إلى حالة معايشة دور الشخصية.

وماذا عن فريق العمل وخاصة المخرجة كاملة أبو ذكرى؟

فريق العمل من أهم الأشياء التي تحمسني للعمل، وأنا محظوظة لأن مسلسل بـ ١٠٠ وش هو خامس عمل لي مع كاملة أبو ذكرى.. أول تعاون معها كان فيلم (١/صفر)، ثم فيلم يوم للستات، مسلسل (حكاية بنت اسمها ذات)، مسلسل سجن النساء. وهي تهتم بكل التفاصيل. وإذا كان في عمل خمسون ممثلا كلهم سيكونون نجوما بالعمل. وهو سر إعجابي بالعمل معها.

هناك أيضا رقم خمسة يربط بينك وبين الكاتبة مريم ناعوم. فهل تفضلين العمل مع نفس الأشخاص دائما؟

فعلا، مريم ناعوم قدمت معها خمسة أعمال، هي: (١/صفر)، ذات، سجن النساء، تحت السيطرة، سقوط حر. والحقيقة، إذا كنت أعمل مع كاملة ومريم ومديرة التصوير نانسي عبد الفتاح، أشعر بأنني في بيتي وأنا أحب أن أشعر بالراحة مع من أعمل معهم.

وكيف تعاملت مع مسلسل بـ 100 وش وشخصية سكر؟

شخصية (سكر) في المسلسل الذي كتبه كل من أحمد وائل وعمرو الدالي، وجدت فيه كوميديا مبنية على المواقف، وكنت أنتظر فرصة أن يأتي السكريبت به كوميديا الموقف، لكي أخرج من أدوار النكد التي ارتبطت بي في عدة مواسم رمضانية، والحمد لله وجدت ما بحث عنه في الورق، واكتمل بهذه الصورة بالمخرجة كاملة أبو ذكرى وكل أبطال العمل.

البطولة في المسلسل شبه جماعية. كيف تعاملت مع هذا الجمع من الفنانين ومنهم وجوه شابة؟

لم أشعر بأي قلق، فأنا عشت حياتي في الباليه بالأوبرا، وهناك نتعلم العمل الجماعي، وكلنا نساعد بعضنا، وأعتقد أن الجمهور تعلق بالمسلسل لأن كواليس العمل كان بها حب وتفاهم وتعاون، فكانت هناك روح طيبة بيننا، وأحببتهم جميعا وكلهم مواهب رائعة.

معروف أن الارتجال في النص يخلق حالات من التوهج. فهل حدث ارتجال؟

حدث ارتجال بموافقة كاملة أبو ذكرى، والحقيقة أنني تعلمت الارتجال من الفنان الجميل باسم سمرة في مسلسل (ذات). والارتجال يأتي من المعايشة للشخصية، وقد عايشت (سكر) فكانت ملزمتي حتى وقت الراحة، فكنت أتكلم بطريقتها وحماسها وليس بأسلوبي.

 ارتديت ألوانا قوية وجريئة في المسلسل. فهل يمكن أن ترتديها في الواقع؟

ارتديت في المسلسل ألوانا جريئة وقوية، لأن هذه ألوان شخصية (سكر)، أما في حياتي العادية فأرتدي ما يناسبني.

ما أهم ما تحرصين عليه في أناقتك؟

البساطة، فأذهب دائما إلى الملابس العملية البسيطة، وأرى أنها مناسبة لي، فأنا شخص مشغول، فأختار الجينز في حياتي اليومية، وأميل إلى الأقطان.. وفي المناسبات، أتجه إلى اللون الأسود، أشعر بأنه لون مريح وعملي، وربما بسبب آخر، أنني لا أحب البهرجة، فيكون اللون الأسود مناسبا لي.

ماذا عن فساتين المهرجانات؟

أحضر المهرجانات في أضيق الحدود، فأنا أفضل حضور مهرجان أشارك فيه بفيلم أو أكون عضو لجنة تحكيم، وقتها أحضر، وأرتدي فستانا يناسبني من حيث البساطة، فكثيرا ما أرسم فستانا ويتم تنفيذه لدى صديقاتي مسؤولي الملابس بالأوبرا.

 حصلت على عدة جوائز من عدة مهرجانات. أيها كان لها رد فعل قوي عليك؟ذ

جائزة أحسن ممثلة عن فيلم (أنت عمري)، لأنها كانت أول جائزة، كما أنني كنت في غاية السعادة بمشاركة فيلم (اشتباه) في مهرجان (كان) وسفري وحضوري المهرجان والسير على السجادة الحمراء لواحد من أهم مهرجانات السينما في العالم، كما أن استفتاء الجمهور الذي أحصل فيه على جائزة الأفضل أعتز بها جدا.

ما علاقتك بالمكياج؟

علاقة سطحية، فأنا نادرا ما أستخدمه خارج التصوير، وفي المناسبات أستخدم فوينديشن خفيف والبودرة لازم تكون شفافة، وأستخدم ألوان الروج الطبيعية، ولكنني أهتم بكريمات البشرة وماسكات الشعر.

هل تهتمين باقتناء لمجوهرات؟

 لا..

وماذا عن مكملات الأناقة؟

أحب اقتناء النظارات الشمسية، والحقائب، كما أقوم أحيانا بتصميم وتنفيذ بعض الحلي اليدوية. فهذه هواية لدي.

لو لم تخترك النجمة فاتن حمامة لتقفي أمامها في مسلسل (ضي القمر)، ما المجال الذي كنت تعملين فيه الآن؟

ربما مخرجة.. فأنا أحب الإخراج، أو مصممة أزياء، أو مصممة حلي.

لوالدة نيلى دور هام في حياتها. فهي تعيش معها، ولها دور كبير في اطمئنان نيلي على أولادها وقت انشغالها بالتصوير، فماذا عن الأوقات دون تصوير؟

بعد انتهاء التصوير أصطحب أمي وأولادي ونذهب إلى جنة الله في الأرض، مدينة الجونة، حيث البحر عشقي وطبيبي النفسي، فأنا عاشقة بحر، وهناك أستطيع أن أمارس هواية المشي، وكذلك السباحة وتأمل البحر وأسراره. وينافس البحر هوايتي للسفر، فأنا أحب السفر، خاصة إلى إيطاليا، روسيا، دبي، لبنان.. أما أمريكا، فأسافر إليها لأن أخي يقيم هناك.

مازلت أتذكر طعم طبق السمك والأرز اللذيذ، الذي أكلته من صنع يد نيلي في بيتها، فهي طباخة ماهرة، لكن لا أعرف ما هي أفضل الأطباق التي تحبها؟

أكلتي المفضلة البطاطس بكل طرقها والجبن بالطماطم.

تزوجت نيلي كريم في عمر السادسة عشرة، من رجل الأعمال المصري، بهاء صبري، وهو أبو ولديها، كريم (الذى أخذت اسمه ليكون اسم شهرتها)، ويوسف. وانفصلت بعد عشر سنوات، وتزوجت من خبير التغذية، هاني أبو النجا، وأنجبت منه ابنتيها، سيليا وكيندا، وتم انفصالهما في عام 2015، فهل تخشى نيلي من الطلاق؟

الزواج قسمة ونصيب، والانفصال كذلك قسمة ونصيب، والزواج لابد من أن يكون سعيدا، أو يكون الانفصال الصحي للشخصين أفضل، فيمكن أن يكون الزوج كويس والزوجة كويسة، لكن لا يكون زواجهما ناجحا، وهنا أفضل الانفصال دون البقاء في علاقة سلبية.

ما أساسيات الزواج الناجح؟

الزواج الناجح لابد من أن يكون به تفاهم، صدق، راحة نفسية.. وأهم شيء الثقة المتبادلة، وهو ما يوفر جوا من الاستقرار الرائع، فأنا أحب الاستقرار، وبطبعي شخص عائلي وبيتوتي.