-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فيروس العنصرية أخطر من فيروس كورونا

هؤلاء هم أشهر لاعبي العالم من أصحاب البشرة السمراء

الشروق الرياضي
  • 4598
  • 0
هؤلاء هم أشهر لاعبي العالم من أصحاب البشرة السمراء
ح.م

ما قاله اللاعب المالي الشهير عمر كانوتي، الذي تألق سابقا مع فريق إشبيليا عن العنصرية، التي وصفها بالفيروس الأخطر من فيروس كورونا، أعاد إلى الأذهان بعض المعاملات السيئة الخليط بالعنصرية التي تعرّض لها لاعبو الكرة وللأسف ليس من أصحاب البشرة السمراء فقط، وإنما من جميع الأعراق، ليس من المدربين واللاعبين المنافسين وإنما أيضا من الجماهير والصحافيين والهيئات العامة مما يعني أن ما حدث للأمريكي ذي الأصول الإفريقية جورج فلويد في الولايات المتحدة وما صاحبه من أحداث شغب، ليس إلا قطرة في بحر العنصرية التي تسري في جينات بعض البشر الذين يظنون أنفسهم أحسن من بقية البشر.

في كرة القدم لا يمكن للعالم أن ينسى ما قدمه اللاعب البرازيلي بيليه من فنيات أجبرت البيض قبل غيرهم أن يعيّنوه ملكا لكرة القدم، وينسوا لون بشرته ويفتح الأبواب للعالم بكل ألوانه ليخوض الكرة، وكان عدد كبير من اللاعبين من ذوي البشرة السمراء الداكنة قد مهّدوا الطريق للنجم بيليه ومنهم النجم البرازيلي زيزينيو الذي احترف في أتليتيكو مدريد والذي بلغ نهائي مونديال البرازيل 1950 من دون التتويج، إضافة إلى اللاعب المغربي العربي بن مبارك الذي كان ظاهرة كروية، وأطلق عليه أيضا لقب الجوهرة السوداء قبل عهد بيليه، وللأسف فإن عالم السمعي البصري لم يكن متطورا فخلد صاحب اللون الأسمر بيليه وذكره الناس، ولم يشهد العالم ألعاب بقية السُمر في عالم المستديرة.

أنسى بيليه العالم في لونه الأسمر، في مونديال 1958 عندما لعب المونديال وعمره لا يزيد عن 17 سنة، وقاد منتخب البرازيل لأول مرة للتتويج في تاريخه وأول تتويج لأبناء أمريكا اللاتينية في أوربا بلقب كأس العالم، وأكثر من ذلك فقد كان نجم النهائي بتسجيله هدفين في مرمى البلد المنظم السويد، أحدهما برأسه والثاني من مراوغة لمدافع السويد وحمل الكأس وجعل العالم يتعاطف معه وهو محمول على الأكتاف يذرف الدموع فرحا، وواصل مشاركاته في المونديال، فأصيب في دورة الشيلي وفازت البرازيل باللقب في سنة 1962 وتعرّض للترهيب في مباراة البرتغال في مونديال إنجلترا سنة 1966 وخرج مصابا وخرجت البرازيل من المنافسة التي فاز بها منتخب البلد المنظم إنجلترا، وعاد لينتقم بطريقته الراقية في مونديال المكسيك 1970 حيث فاز باللقب وكان الأحسن خاصة في النهائي أمام إيطاليا الذي سيبقى في الذاكرة بعد الفوز الكاسح برباعية مقابل واحد، سجل وهندس أهدافها الجوهرة السوداء بيليه الذي عاد ليذرف الدموع وعاد العالم ليضعه ملكا أبديا للعبة الأكثر شعبية في العالم.

أعطى بيليه الضوء الأخضر والتأشيرة للآلاف من لاعبي القارة السمراء وسود أمريكا وأروبا فتهاطل اللاعبون من ذوي البشرة السوداء، وصار ثلثي لاعبي منتخبات إنجلترا وفرنسا والبرتغال وبلجيكا، من أصحاب اللون الداكن، ومنتخب فرنسا الذي فاز بكأس العالم سنة 1998 كان يضم ما لا يقل عن نصف التشكيلة من أصحاب الأصول الإفريقية ومنهم فيييرا وكارامبو وتيري هونري وغيرهم، وفي المقابل ظهر نجوم كبار في العالم، وأبرزهم الليبيري جورج وييا الذي فاز بأول لقب أوربي بالكرة الذهبية وهو من إفريقيا، بعد أن بصم عن مشوار أسطوري في باريس سان جيرمان وفي الميلان، وحتى في هولندا أظهر غوليت وريكاد وكلايفيريت وغيرهم تفوقهم على أبناء الأراضي المنخفضة وصارت اللعبة لا تحلو إلا بوجود لاعبعين سود تألقوا مع برشلونة وريال مدريد وجوفنتوس وبيارن ميونيخ، وكل فريق يفوز بلقب رابطة أبطال أوربا التي تعني أوربا البيضاء، يمتلك عددا من اللاعبين من أصول إفريقية، وتوجد أندية في فرنسا في الدرجة الثانية، 100 بالمئة من لاعبيه من ذوي البشرة السمراء.

شعبية كرة القدم ازدادت في تلوّنها وتنوعها، فالجمهور الذوّاق يتمتع بالفنيات ولا يهمّه لون اللاعب وإذا سحرته الألعاب والفنيات وجمال الأهداف، نسي حتى أصول اللاعب ولونه، وأي مدرب أو رئيس نادي يبحث عن الذي يمنحه الألقاب حتى لو كان كل الفريق من أصحاب اللون الأسمر، وهو ما جعل الأفارقة وأبناء أمريكا الجنوبية ولاعبي سورينام الذي يفضل هولندا يجدون اللعبة مكانا ليقولوا للعالم بأن الجميع سواسية وبأن العنصرية التي ظهرت هذا العام في الكثير من مدرجات ملاعب الكرة إنما هي مرض نفسي لصاحبها وفقط.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!