-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بئر الخيانات والغراميات المحرمة

هاتف الجزائري… خط أحمر

فاروق كداش
  • 4134
  • 3
هاتف الجزائري… خط أحمر
بريشة: فاتح بارة

بعد أن كانت النفس تناجي، والصديق “يفاجي”، والرجل يرمي أثقاله في بئر حميمه، انقلب كل شيء رأسا على عقب، وأصبحت قطعة من حديد هي النفس والبئر والصديق.. الشروق العربي، تزيح بعض الغموض عن هذه العقلية الجديدة، في زمن الخيانة والغراميات المحرمة.

 هاتف الجزائري خط أخمر، ليست جملة من خيال الكاتب، بل واقع أصبحنا نعيشه في كل تفاصيل حياتنا.. هذا الهاتف، الذي يحوي بين الأرقام رقم هاتف العشيقة والخائنة وقائمة المدينين وغيرها من الأسرار، التي لا يباح بها مع مطلع الصباح. ورغم أن الدزيري يدري أن هاتفه دليل ضده إلا أنه في تعنته ونرجسيته ومازوشيته يترك الدليل ويحوله إلى دليل وفاء.. وعلى رأي غادة السمان، نحن في زمن “القبيلة تستجوب القتيلة”…

رجل مصاب بمتلازمة الهاتف

لا يحب الجزائريون التحدث مطولا في الهاتف، عكس النساء، لكن هاتفهم هو جزء لا يتجزأ من روتينهم اليومي، فهم يستعملون المسنجر والفايبر وغيرها من التطبيقات للتواصل، ويضعون كودا بالأرقام ورسمة أو شيما معقدا كي لا يقلده أحد، وأحيانا يضعون كل هذا بالإضافة إلى بصمتهم.. وتزيد بارانويا الرجل في حالة الخيانة أضعافا مضاعفة، فتراه يحرس على أن يكون موبايله نصب عينيه حتى عند شحنه، ويغير الكود كل مرة، ويغير الأسماء في قائمة المتصلين، وغيرها من أدلة الخيانة.. وككل مجرم متمرس، يترك أحيانا أدلة هنا وهناك، تدينه، فينسى إغلاق هاتفه أحيانا، وأحيانا أخرى يرن هاتفه فجأة، فيضطرب وينعزل للرد.. والأدلة كثيرة.

هاتف يرن في مسرح الجريمة

 سألنا عينة من الرجال والنساء عن هاتفهم، ولماذا لا يجب أن يمسه أحد، وهل يحوي أدلة تدينه إن وقع بين يدي العدو.. فكانت الردود تصب في اتجاه واحد: “دعه يشحن.. دعه يرن”، أسامة كان أول الذين سألناهم، رد بلهجة وعيد: “لا أحد يمس هاتفي، حتى أمي، وضعت له كود ورسمة شيما، وأغيرهما كل مرة، خوفا من أن يفضح أمري، خاصة من خطيبتي، لأنني ما زلت أكلم البنات على الهاتف”. أما علي، وهو موظف في الأربعين، فيرى العكس: “أنا أثق في زوجتي، ولا أخفي عليها ما يحويه موبايلي، وهي تعرف الكود، وتعرف كلمة الدخول إلى صفحتي في الفايسبوك”. ويضيف: “اللي ما في كرشو تبن ما يخاف من النار”.. بينما يتموقع رفيق، شاب على وشك الزواج أو قاب قوسين: “أرى أن الثقة مهمة، لكن لا يجب أن تكون عمياء، لست مجبرا على كشف أسراري دفعة واحدة”. ويواصل قائلا: “خطيبتي تسعى دائما للحصول على كود هاتفي وكلمة سر فايسبوك والواتساب وإنستغرام، لكن هذه خطوط حمراء، لا يجب أن تتعداها، وهي تدعي دائما أن هذا من باب الفضول وللاطمئنان علي”. ويتكلم يوسف باسم أقرانه معللا: “الهاتف مدجج بأدلة الخيانة، تعليق من هنا وجام من هناك، ورقم هاتف مشبوه باسم رجل، وهو في الواقع رقم فتاة، وغيرها.. فلذا، من المستحيل أن يترك الشاب هاتفه مفتوحا، إلا بعد أن يزيل كل الشبهات ويمسح كل البيانات المدينة”.

امرأة تبحث عن دليل

ترى البنات الأمر من منظور مختلف، فالأمر بحسبهن يخضع لأمور عدة، منها شخصية الرجل وكاريزمته، ودرجة وفائه لخطيبته أو زوجته.. فمنال، تؤكد أن على الرجل ألا يخفي هاتفه، لأن هذا التصرف يؤدي إلى الشك، وقد يتحول الشك إلى يقين، وهجيرة تشاطرها الرأي تماما: “في بداية زواجي تعرضت إلى موقف محرج بسبب الموبايل، ولأنني كنت عروسة جديدة لم أشأ أن أتجسس على زوجي، الذي سمعته يكلم امرأة، قال إنها زميلته وإنها طلبت منه تجهيز ملف للعمل”، وتسترسل: “لم أصدقه وبدأت أتعقب رسمة الدخول إلى الهاتف، وأخيرا فتحته خلسة واكتشفت الرقم المحظور، وعندما طلبته من هاتفه ردت علي امرأة باحترام: أهلا سيدي، لقد جهزت لك شهادة العمل التي طلبتها.. كان موقفا محرجا واضطررت إلى غلق الخط وأنا محرجة للغاية”.. لريهام رأي متشدد في الموضوع: “الهاتف خط أحمر بالنسبة إلي أيضا، لذا أحترم من يريد الاحتفاظ بأسراره، على الزوجين أن يحترما خصوصية بعضهما”.

قصص على رنة هاتف

تروي لنا أم خالد (لتجنب ذكر اسمها) قصتها مع كود الهاتف: “لم أكن أتخيل أن يثور زوجي ويفقد أعصابه عندما بحت له بأنني فتشت في هاتفه، تشاجرنا بشدة، ولعنت اللحظة التي أمسكت فيها ذلك الموبايل، فرغم حبي له إلا أن كلمة مرور تحول بيني وبين ثقتي به… في إحدى المرات كان هاتفه مفتوحا فانتهزت الفرصة لأكتشف أنه يملك حسابا آخر لبرنامج محادثة شهير ويدردش من خلاله مع قائمة طويلة من النساء، وعندما صارحته ثار واتهمني بأنني لست جديرة بثقته، وغير مسار الحديث وخرج”. وتضيف: “الدزيري صعب المراس ولا يعترف بالخطإ إلا نادرا رغم أن كل الأدلة ضده”.

 الهاتف وتمام الثقة

في النهاية، أسدي نصيحة للرجال: “اترك هاتفك مفتوحا” دون كلمة مرور حتى تضع أساسا للثقة، لأن العلاقات حالياً تتم من خلال هذا الجهاز الصغير، سواء بوسائل التواصل الاجتماعي أم من خلال التواصل الهاتفي. وحين تشعر الزوجة بأن هاتف زوجها متاح أمامها وقت ما شاءت، وثقت به وتأكدت أنه لا يخفي عنها شيئاً، فيزيد قدره في نفسها وترتاح، فالصدق والصراحة دعامة حقيقية لعلاقتهما.. وأعتقد أن ذلك الأمر مهم جدا لبناء أسس الحياة الزوجية المتينة..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • بجانب هاتف

    مفعوص ومفعوصة

  • السعيد الوحيد

    اخي النساء يخن أيضا تبحث وتحقق تتجسس على زوجها هي لا تريد أحد ان يشك فيها ويبحث عنها وبعضهن في الاخير تجد خيانة و هذا بسبب الثقة اللازمة بها ويعرفون كيف يمثلون ليس والرجال

  • كمال

    اظن ان اكثر الناس خيانة الان هم النساء , فكم من واحدة تخفي هاتف ثاني