-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“هبلة” مدفوعة الأجر!

جمال لعلامي
  • 1321
  • 1
“هبلة” مدفوعة الأجر!
الأرشيف

لا أدري لماذا أصبح عامة الناس ينتظرون العطل المدفوعة الأجر، دون أن يسألوا عن المناسبة، وإن كانت وطنية أم دينية، والمهمّ عند الأغلبية المسحوقة من الموظفين والعمال ومعشر المستخدمين في مختلف الإدارات والقطاعات، أنهم لا يعملون، بعيدا عن “الخسائر” الناجمة عن هذه العطل التي تحوّلت إلى هبل، بسبب تكاثرها وعدم مردوديتها!

عندما تكشف الأرقام الرسمية، أن العطل المرضية وصلت إلى 14 مليون عطلة و”هبلة”، وأن النسبة الأكبر منها، هي عطل احتيالية، ولا أساس لها من الصحة، فمن الضروري التوقف للبحث عن أسباب وخلفيات هذا الخداع و”النفاق” والغشّ والتزوير، ومن يتحمّل مسؤوليته ومن يدفع فاتورته؟

14 مليون عطلة مرضية، إذا صحّت، فالأمر خطير، وإن كانت مغشوشة من طرف عدد من الغشاشين والمحتالين والمخادعين، ممّن لبسوا برانيس المرض المزيف للهروب من مناصب العمل وتبرير الغيابات والحصول على التعويضات من صناديق الضمان الاجتماعي، فإن الأمر أخطر!

14 مليون عطلة مرضية، يا جماعة الخير، هي أيضا دليل على أن “كلّ” العمال مرضى، وهذا إن دلّ فإنما يدلّ على حقيقة تراجع الإنتاج والإنتاجية، وسرقة الوقت، وانعدام الرغبة في العمل، والحال هنا يخصّ للأسف مختلف القطاعات والتخصّصات والمجالات المهنية!

المطلوب تغيير الذهنيات وتسبيق النوايا الحسنة على التفكير المصلحي والشخصي الذي أضر بالأفراد والجماعات، ولم تستفد منه البلاد والعباد، ولا تذهبوا بعيدا، لتشخيص الداء الذي تحوّل إلى وباء، فالزائر إلى الإدارات وعديد المصالح العامة وحتى الخاصة، يقف على حقيقة “عدم إتقان العمل”، بل والتفنن في تعذيب الناس وتنويم مصالحهم!

حكاية “عطلة مدفوعة الأجر”، لم يعد أغلب العمال والموظفين يتذوّقون طعمها وحلاوة الاستراحة فيها، بسبب الانهيار العنيف الذي يهزّ أركان القدرة الشرائية منذ عدّة سنوات، على خلفية تراجع أسعار البترول، واستمرار نفس الوضعية الحرجة والمزعجة، رغم تعافي بورصة النفط في الأسواق العالمية، وتحجيم فاتورة الاستيراد والكثير من جيوب النفقات!

انهيار الدينار أمام الأورو والدولار، وتنامي ظاهرة تهريب “الدوفيز” في عمليات غير قانونية، وتفشّي “الطراباندو”، قتل هو الآخر لذة العطل المدفوعة الأجر، خاصة مع تزايد أو استقرار نسبة البطالة وسط خرّيجي الجامعات والشباب، ممّن اختار الكثير منهم مضطرا أو مخيّرا، مجالات أخرى لا علاقة لها بدراساته واهتماماته ورغباته وأمانيه!

المشكلة الآن، أن عدد ساعات العمل الحقيقية في اليوم، بالنسبة لأغلب العمال، لا تقلّ كثيرا عن عدد الساعات المهدورة والضائعة في زحمة المرور وفترة الراحة والغداء، والحكايات الجانبية خلال وقت العمل، إضافة إلى العطل المرضية والغيابات التي وأدت روح المبادرة وحبّ العمل!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مواطن زعفان

    سيدي الكريم ما اتقلقش روحك صندوق الضمان الاجتماعي سارق و محتال بقوانينه و عماله و امتيازاته لاناس غرباء حتى على شبكة عماله المشتركين و لا غرابة في ان يسرق سارق سارق و لي افهم ايوصل الميساج