-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المهيبة من وسيلة للملاطفة إلى معيار للعلاقات

هدية توقف خطوة الحلال

نسيبة علال
  • 3826
  • 3
هدية توقف خطوة الحلال
ح.م

تعد المهيبة، أو الهدية التي يأتي بها العريس إلى خطيبته في المناسبات، وجها من أوجه الملاطفة، وسبيلا للتعبير عن الاهتمام والانتماء، خاصة في العلاقات التي تطول فيها فترة الخطوبة لأكثر من سنة، إذ لم تكن عادة المهيبة موجودة بشكل واضح لدى الجزائريين باستثناء عيد الأضحى أو عيد الفطر، وانطلاقا من دواعي تقديم المهيبة إلى غاية المزايدة والمغالاة فيها وخضوعها للعديد من الشروط، فقدت هذه الأخيرة مبدأها الرئيس للتحول من وسيلة لكسب الود، إلى معيار لقياس استمرار العلاقة من عدمه.

من العادات القديمة للعائلات الجزائرية في بعض المناطق من الوطن، أنها عندما تخطب فتاة لابنها، كانت تحتفظ للخطيبة بجزء من أضحية العيد، أو بنصيب لا بأس به من الحلويات، حتى يتسنى لها إهداؤها عند زيارتها للمعايدة، وكانت هذه الخطوة الطيبة والخالية من الخلفيات، بمثابة تعبير للفتاة ولأهلها بأنها تعامل معاملة فرد من العائلة، ولها نصيب من احتفالاتهم.

من ذوقهم

ضمن تكاليف الزواج المنهكة، التي تقع على الشباب الراغب في الارتباط في الحلال، دخلت المهيبة في الأعياد وحتى المناسبات الدينية الأخرى، كواحد من العناصر المهمة أيضا، إذ أصبح من واجب الخطيب اقتناء هدية محترمة لخطيبته، قد تكون قطعة حلي من الذهب، أو ثيابا وأحذية يمكن الاحتفاظ بها للتصديرة، وتكون من النوعية الجيدة الدارجة على الموضة، أو ساعة، أو تشكيلة من مواد العناية والتجميل والعطور، حسب ذوق العريس وأهله، وليس حسب إمكانياته.. ففي مفهوم عرائس اليوم، نوعية الهدايا مقياس لذوق أهل العريس المتقدم ومدى تحضرهم، أما قيمتها، فقد تجاوزت مرحلة النقاش حولها، تقول زينب: “كما هي العادة، في كل مناسبة كانت عائلة زوجي تقدم لي هدية ثمينة، ومنتقاة برفعة، مرفقة بعلبة ورود رومنسية، أو علبة شكولا فاخرة، أدركت حينها أنها عائلة راقية، ذوقها صعب، ويحسب لها حساب..”.

تركته لأجل هديته

وبما أن الأبعاد المعنوية للمهيبة، قد حادت إلى أبعاد مادية أكثر، فقد أصبح بإمكان هذه الهدية المناسباتية أن تغير مجرى العلاقة، وهو ما حدث مع فريدة، 23 سنة، بعد شهور من الخطبة: “جاء عيد الفطر، واستقبلت عائلة خطيبي، والأرض لا تسعني من الفرحة، وقامت عائلتي بواجب الضيافة حسب عاداتنا، ثم وبحضور أخواتي وزوجات إخوتي، قمت بفرز الهدية التي كان يعدني بها خطيبي لأيام، ويخبرني أن أمه وأخواته يتكفلن بانتقائها، ويا ليتني لم أفعل، فقد وقعت في موقف محرج جدا، لا أحسد عليه أمام الجميع، لقد كانت الهدية حذاء بمقاس كبير جدا، وحقيبة يد مستعملة من الطراز القديم”.. الصدمة التي تلقتها فريدة أمام أهلها، جعلتها تتصل بخطيبها لإلغاء الخطبة واسترجاع هديته.

وصفني بالمادية

في الوقت الذي يمر به بعض الشباب الراغب في الزواج، بمراحل مادية صعبة، يلزمهم الادخار وترشيد النفقات لتسديد المصاريف الكبيرة للعرس، فتلزمه خطيبته بجلب هدايا معتبرة للتباهى بها أمام قريباتها وصديقاتها، وتعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، أو تسقطها من قائمة جهازها التي تثقل عاتقها، وهذا ما لا يتقبله بعض الرجال، ويعتبرونه انتهازية، تقول ياسمين: “طلبت من خطيبي أن يجلب لي مجموعة من المستحضرات ومساحيق التجميل، من ماركات معروفة، اعتدت على استعمالها، كهدية بمناسبة زيارة أهله يوم المولد النبوي الشريف، فنعتني بالانتهازية والمادية، وأنني لا أعذر ضيقه الذي يمر به..”. أما صادق، الذي التقيناه صدفة بمحل لبيع الملابس النسوية، يختار فستانا بسعر معقول، ليقدمه هدية لخطيبته، اجتمع في رأيه مع صاحب المحل على أن المهيبة عبارة عن مجاملة زائفة، تتسبب في نفقات خانقة للعريس، وأنه يجب أن تكون رمزية غير خاضعة لشروط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • ابشع ما يقمع الحب الانانية

    لم افهم ماا يوجد في العلبة

  • بيجامة سامبل

    7500دج

  • وكانك تريد الزواج

    انا ارفضك