-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذا ما فعله اليهود بحليفهم ترامب!

حسين لقرع
  • 2941
  • 4
هذا ما فعله اليهود بحليفهم ترامب!
ح.م

لم يسبق في تاريخ الكيان الصهيوني أن قدّم لهم رئيسٌ أمريكيّ خدماتٍ جليلة وعظيمة أكثر مما قدّمه لهم الرئيس دونالد ترامب طيلة أربع سنوات من حكمه؛ فقد تجرّأ على ما لم يتجرأ عليه أيّ رئيس أمريكي سابق ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بها عاصمة موحّدة للاحتلال، واعترف بضمِّ الجولان السوري المحتل إليه، وقدّم “صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية، وقطع كل المساعدات عن الفلسطينيين، وحاصر “الأونروا” بغرض تصفية قضيّة اللاجئين، وقاد ثلاث دول عربية إلى التطبيع… ولكنّ بمجرّد أن شعر الصهاينة ويهود أمريكا (6.9 مليون نسمة) بقرب هزيمته لم يترددوا في خذلانه وطعنِه في الظهر ومن دون أيّ تقدير لتفانيه في خدمتهم.

رئيسُ الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يرفض الإدلاء بأيّ تصريح يدعم فيه علناً حليفه وصديقه ترامب لولاية رئاسية ثانية، ما فوّت عليه نحو 77 بالمائة من أصوات يهود أمريكا التي ذهبت إلى جو بايدن وساهمت -رفقة أصوات مسلمي أمريكا والأمريكيين السود من أصل إفريقي- في صنع الفارق، وإن كان تصويتُ باقي الأقليات عقابيا لترامب الذي طالما كان عنصريا ومتغطرسا ومتعاليا عليهم، بخلاف يهود أمريكا المدلّلين.

ما فعله يهودُ أمريكا بحليفهم الوفيّ يوم 3 نوفمبر 2020 سيظلّ راسخا في التاريخ؛ فقد أثبت اليهودُ مرة أخرى أنهم لا صديق لهم سوى مصالحهم، وأنهم لا يحفظون جميلاً ولا عهدا لأحد، فبمجرّد أن يروا كفّة النصر تميل إلى أحد غيره وأنّ الدنيا ستدير له ظهرها، يسارعون إلى التخلي عنه ومدّ أيديهم إلى خصمه من دون أن يرفّ لهم جفن، وقد ذكرت تقارير إعلامية عديدة أنّ أكثر ما آلم ترامب خلال الانتخابات، هو تخلّي نتنياهو عن دعمه علنا وعدم توجيه نداء ليهود أمريكا للتصويت لصالحه، برغم كل ما قدّمه من خدمات للكيان وليهود بلده.

هو درسٌ للمهرولين الخليجيين والعرب الذين انخرطوا في علاقات حميمة مع الاحتلال الصهيوني ووقعوا معه اتفاقيات تعاونٍ اقتصادي وتجاري وسياحي، وتبادلِ زياراتٍ ووفود، وهم يستعدّون لإقامة حلف عسكري معه ضدّ إيران وحلفائها في المنطقة، ومنهم حماس والجهاد الإسلامي في غزة، فضلا عن شنِّ حملات شيْطنةٍ ضد الفلسطينيين وانخراط مثقفيهم في تبني رواية الاحتلال عن “الحقّ اليهودي التاريخي” في “أرض الميعاد” و”جبل الهيكل”، حتى أنّ مفتي سلطنة عُمان أبدى دهشته العظيمة للحماسة الشديدة التي يبديها المهرولون الجدد بالخليج في تطبيعهم الشامل مع الاحتلال إلى درجة أنّهم أصبحوا يفتخرون بعلاقاتهم الحميمة معه “بلا استحياء ولا استخفاء”!

إذا كان نتنياهو قد أدار ظهره لترامب، ورفض دعمه علنا، وسارع إلى تهنئة خصمه بايدن بفوزه بالرئاسة ووصفه بـ”الصديق العظيم”، فهل يطمع مهرولو الخليج بأن يصفو لهم ودُّ نتنياهو ويسارع إلى نجدتهم إذا داهمهم الخطرُ يوما، فثارت عليهم شعوبُهم أو ورّطهم في حربٍ خاسرة مع إيران؟ وهل يضغط اللوبي الصهيوني على الإدارة الأمريكية لتتدخّل لإنقاذهم؟

حينما ثار المصريون على رئيسهم مبارك في 2011، أدار له حلفاؤه الصهاينة ظهورهم بكل بساطة، ولم يسارع اللوبي الصهيوني في أمريكا إلى الضغط على الرئيس باراك أوباما لنجدته، وتركوه يسقط غير مأسوفٍ عليه، مع أنّهم كانوا يصفونه بـ”الكنز الاستراتيجي لإسرائيل”، ولا نعتقد أنَّ حال باقي المهرولين سيختلف عنه؛ سيُستَخدمون ردحا من الزمن لخدمة مخططات الاحتلال الرامية إلى ابتلاع فلسطين وتصفية قضيتها ثم يُرمون كحبّات الليمون المستعمَلة، والأيام دولٌ بين الناس.

 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • العمري

    اليهود في امريكا يصوتون دائما للديمقراطيين.في 2016 صوت منهم 80 في المائة لصالح هيلاري كتينتون و في 2020 هذه النسبة لم تتغير.حسب استطلاع للراي حوالي 20 في المائة منهم فقط يضعون التاييد لاسرائيل من اهم دوافعهم للتصويت في الرئاسيات الامريكية ويأتي في مقدمة انشغالهم ودوافعهم للتصويت المسائل الاقتصادية في امريكا. أغلبية الاعضاء اليهود في مجلس الشيوخ الامريكي ينتمون الى الحزب الديمقراطي.كل الرءساء الامريكيين أو المترشحسن للرئاسة يبدون تأيدهم لاسرائيل وليس ترامب فقط، وهذا يرجع الى الكتلة الناخبة من البروتستانت100 مليون تقريبا التي تؤيد اسرائيل وهذا يرجع الى معتقداتهم .ملاحظات عابرة علها تساعد

  • جزاءري

    محمد ص لم يطردهم من المدينة ظلما . فقد عرفهم عن قرب . في العصر الحديث هتلر هو من عرف اليهود اكثر من غيره .

  • خالد بن الوليد

    وسيتخلي الامريكان الصليبيون والصهاينة كذلك يوما عن ملوك الخليج الخونة العملاء كذلك وعن السيسي وعن ملك الاردن والمغرب
    الخزي والعار سيلاحقهم الي جهنم ان شاء الله تعالي
    حكام العرب الخونة العملاء وعلماء الدين الفاسدون المنافقون الذين باعوا فلسطين لليهود مقابل عروشهم وقصورهم وجواريهم وكراسيهم للاسف الشديد-صفقة القرن او صفقة العار-

  • صالح/ الجزائر

    من المؤسف جدا أن "القيادي الفلسطيني البارز" و"كبير المفاوضين الفلسطينيين" والمستفيد من "الجنسية الأمريكية" و"أمين سر اللجنة التنفيذية" ل"منظمة التحرير الفلسطينية" لتحرير فلسطين من الاحتلال والاستيطان الإسرائيليين ، ……. ، يلفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى هاداسا ل"العدو؟؟؟" الإسرائيلي ؟؟؟؟؟ .