-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين هاجس الحرارة وجاهزية اللاعبين وخيارات بلماضي

هذا ما ينتظره الجزائريون من المشاركة في كأس إفريقيا 2019

الشروق العربي
  • 938
  • 0
هذا ما ينتظره الجزائريون من المشاركة في كأس إفريقيا 2019
ح.م

سيكون المنتخب الوطني، بعد أيام، أمام تحديات هامة، خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي تحتضنها مصر، حيث تراهن الجماهير الجزائرية على ظهور “الخضر” بوجه مشرف يسمح بأداء مسيرة إيجابية تكلل بالوصول إلى أدوار متقدمة، خاصة في ظل الأجواء التفاؤلية التي تسود محيط العناصر الوطنية، في انتظار البرهنة ميدانيا، في مجموعة يصفها الكثير بالمتوازنة، تتشكل من منتخبات السنغال وكينيا وتنزانيا.

أصبحت ساعة محيط المنتخب الوطني والجماهير الجزائرية مضبوطة من الآن على العرس الإفريقي الذي تحتضنه الملاعب المصرية من 21 جوان إلى 19 جويلية المقبل، وهو الأمر الذي يجعل الجميع يترقب التحديات التي تنتظر “الخضر” في المجموعة الثالثة، التي تضم كلا من السنغال والعائدين إلى أجواء الكان كنينا وتنزانيا، حيث إن أبناء المدرب جمال بلماضي في موقع جيد لتجاوز عقبة الدور الأول، وبالمرة الظهور بمردود مقنع يمكنهم من الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، خصوصا أن القائمين على “الفاف” يعملون على الوصول إلى المربع الذهبي، في الوقت الذي تضمنت تصريحات الناخب الوطني أجواء من التفاؤل المواكبة للغة التحفظ.

بلماضي أمام فرصة تاريخية في أرض الفراعنة

ويجمع الكثير من المتتبعين على أن المدرب الوطني، جمال بلماضي، أمام فرصة تاريخية للذهاب بعيدا مع “الخضر” في العرس الإفريقي، خاصة أن الكثير من المعطيات تبدو في صالحه، والبداية بالمدة التي أتيحت له لضمان التحضير اللازم للتشكيلة، إضافة إلى ضبط الأمور الفنية وفقا للخيارات المتاحة، فضلا عن استثماره في روح المجموعة، ما يجعل العناصر المشكلة للتعداد تطمح في الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، ولم لا تنشيط الدور النهائي أو نصف النهائي على الأقل، خصوصا أن مجموعة المنتخب الوطني يصفها الكثير بالمتوازنة، ما يسهل مهمة تجاوز الدور الأول إذا تحلّى زملاء رياض محرز بالواقعية المطلوبة في مثل هذه المواعيد الرسمية الهامة، كما أن خبرة المدرب جمال بلماضي كلاعب سبق له حمل ألوان المنتخب الوطني في أدغال إفريقيا تجعله يراهن على النجاح بمناسبة توليه العارضة الفنية لـ”الخضر”، وهو الخيار الأساسي الذي يمكنه من كسب ثقة الجماهير الجزائرية، كما يسهم في إثراء تجربته العملية، موازاة مع الإنجازات التي حققها في الخليج، خلال إشرافه على عدة منتخبات وأندية قطرية، وفي مقدمة ذلك المنتخب الأول.

تخوف من الإصابات والمناخ هاجس الجميع

من جانب آخر، لم يخف الكثير تخوفهم من هاجس الإصابات التي كثيرا ما تخلط الحسابات في مثل هذه المواعيد الهامة، وفي الوقت الذي يعول الطاقم الفني على ضمان جاهزية أبرز الركائز، وفي مقدمة ذلك العناصر الأكثر جاهزية، إلا أن مثل هذه الأمور تجعل الجميع تحت ضغط عال، خصوصا أن بعض العناصر البارزة لا تلعب بانتظام مع أنديتها، وخاصة تلك الأسماء الناشطة في البطولات الأوربية، وفي مقدمة ذلك القلب النابض رياض محرز، فضلا عن مشكل المتاعب الصحية الذي يلاحق بعض الأسماء. وإذا كان هذا العامل يشكل صداعا في الرأس لدى المدرب بلماضي، إلا أن هذا الأخير سيكون أمام حتمية الاعتماد على الأسماء الأكثر جاهزية من الناحية التنافسية، وهذا من خلال الوقوف على مردودها مع أنديتها، وكذا الانطباع الذي وقف عليه في المباريات الرسمية والودية بألوان المنتخب الوطني، في الوقت الذي يفرض هاجس المناخ نفسه بحدة، بحكم ارتفاع درجة الحرارة في مصر خلال فصل الصيف، وهو الأمر الذي اعترف به بعض اللاعبين والتقنيين، من ذلك خير الدين ماضوي الذي عمل كمدرب في الدوري المصري، ولو أن ذلك لن يقلل من إرادة زملاء بن سبعيني الذين هم أمام فرصة تاريخية للبرهنة وخطف الأضواء، مثلما أكده الدولي السابق عبد الرؤوف زرابي، الذي أشار إلى أن إرادة اللاعبين كفيلة بصنع الفارق في مثل هذه المناسبات. ومعلوم أن المباراة الأولى المبرمجة يوم 23 جوان ستكون ضد كينيا بداية من الساعة التاسعة ليلا، أما المباراة الثانية، ضد السنغال، فتلعب يوم 27 جوان في السادسة، في الوقت الذي تم برمجة المباراة الثالثة أمام تنزانيا يوم الفاتح جويلية، في الساعة الثامنة.

نكسة 86 في البال وستكون أفضل درس مهما كانت الحال

وبالعودة إلى تاريخ مشاركات المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا، نجد أنه لعب دورة وحيدة في مصر، كان ذلك ربيع عام 1986، وذلك قبل 3 أشهر عن مونديال مكسيكو 86، وقد كانت المشاركة في الدورة المذكورة مخيبة، حيث استهل أبناء سعدان المنافسة بتعادلين سلبيين أمام المغرب وزامبيا وخسارة في المباراة الثالثة أمام الكامرون على وقع 3 أهداف مقابل هدفين.. مباراة تألق فيها روجي ميلا وتسببت في مغادرة زملاء ماجر “الكان” من الدور الأول، ما خلف متاعب وضغوطا كبيرة على المدرب رابح سعدان، الذي أرغم على إحداث تغييرات كثيرة في المجموعة، من خلال الاستغناء عن نحو 8 لاعبين لم يرافقوا المنتخب في رحلته إلى مكسيكو. ويرى الكثير أن نكسة “كان 86” بمصر تعد درسا حقيقيا لتفادي تكرارها هذه المرة، خصوصا أن المعطيات تبدو مختلفة من حيث الزمان ومن حيث نوعية المنافسين.

إجماع على ضرورة الحذر من السنغال وعدم الاستهانة بكينيا وتنزانيا

وإذا كان وجود المنتخب السنغالي في نهائيات كأس أمم إفريقيا عاديا، وهو الذي سجل حضوره في أغلب النسخ السابقة، إلا أن الحظ كان إلى جانب المنتخب الكيني في مشوار كان صعبا وحاسما، والكلام نفسه ينطبق على المنتخب التنزاني الذي يسجل ثاني مشاركة له في العرس الإفريقي في تاريخه الكروي، ما يتطلب من العناصر الوطنية التحلي بالحذر والواقعية في هذا الجانب. وكان المنتخب الوطني قد واجه نظيره التنزاني في 9 مباريات، سبع منها رسمية، حيث فاز “الخضر” في 3 منها وتعادلوا في 3 أخرى وخسروا في مباراة واحدة، أما الوديتان فقد عادت فيهما الكلمة إلى العناصر الوطنية. ويعود آخر لقاء جمع المنتخب الوطني ضد نظيره التنزاني إلى العام الماضي بملعب 5 جويلية، حين تفوق “الخضر” وديا بقيادة رابح ماجر بنتيجة (4-1)، بفضل ثنائية بونجاح، وهدف من مجاني وآخر سجله لاعب تنزاني ضد مرماه. أما آخر لقاء رسمي فعاد فيه التفوق إلى المنتخب الوطني بسباعية كاملة، وذلك تحت إشراف الفرنسي كريستيان غوركوف خلال الدور التصفوي التمهيدي لتصفيات مونديال 2018، في الوقت الذي لم يسبق للمنتخبين أن التقيا في كأس أمم إفريقيا على الإطلاق، خاصة أن تنزانيا تأهلت للمرة الثانية فقط في تاريخها، بعدما حضرت في نسخة 1980، حيث خرج وقتها التنزانيون من الدور الأول، بعد خسارتهم في لقاءين وتعادلهم مرة واحدة. في المقابل، أصبح منتخب كينيا مرادفا لنكسة إقصاء المنتخب الوطني في الدور التمهيدي من التصفيات المؤهلة لمونديال 98 بفرنسا، حيث انتهت مغامرة الجزائر آنذاك صائفة 1996، حين اكتفى أبناء فرقاني بنتيجة هدف لصفر في ملعب 5 جويلية التي لم تكن كافية لتجاوز الهزيمة التي منوا بها في نيروبي (3-1)، وهو الإقصاء الذي عجّل حينها بإقالة فرقاني. وقد واجه “الخضر” منتخب كينيا في 7 مواعيد، ستة منها رسمية، حيث عادت الكلمة إلى العناصر الجزائرية في 3 مناسبات، مقابل خسارتين وتعادل وحيد، إضافة إلى خسارة أخرى في المباراة الودية الوحيدة. ولم يسبق للمنتخبين الجزائري والكيني أن التقيا في كأس أمم إفريقيا، ما يجعل “كان 2019” أول مناسبة للتباري في هذه المنافسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!