-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذا هو الطريق الصحيح للحل..

هذا هو الطريق الصحيح للحل..
ح.م

بدايةُ توجُّه الشباب الجزائري إلى وضع اليد على المشكلات المحلية والأهم من ذلك اقتراح الحلول لها يُعَد من وجهة نظري نقطة تحول نحو العقلانية والإيجابية في الطرح يمكن تعميمها على المستوى الوطني وعلى كُبريات المسائل الشائكة مركزيا، وهو من زاوية أخرى تجاوز واضح لِكلٍ من الطرح العَدمي (كل شيء مرفوض) أو الطرح التمامي (كل شيء أو لا شيء) اللذين لا يؤديان سوى إلى طريق مسدود، كما أن في هذا التوجه تأكيدا على وجود نخبة محلية واعية بإمكانها أن تحمل معها أملا فسيحا في التغيير بمنهجية إيجابية واقعية وقابلة للتطبيق.

لقد اطلعت، كما الكثير من المتابعين للشأن الوطني، على مبادرة شباب وجمعيات حي حاج مسعود بغرداية التي حملت عنوان “نظرة عن كثب حول حي الحاج مسعود.. مشاكل حلول وآفاق” والتي أعدت خلال شهر أوت الجاري في شكل دراسة ميدانية. وصادف أن كانت بين يدي رسالة دكتوراه للباحث الاستشرافي الشاب عمر علوط من ذات الولاية في علم الاجتماع لم تناقش بعد، تشرفت أن أكون عضوا في لجنة مناقشتها وعنوانها “مستقبل فرص العمل في المؤسسة الاقتصادية الخاصة دراسة سوسيو استشرافية في ولاية غرداية”… وسبق لي أن اطلعت أو أشرفت على أكثر من بحث أعده شباب جامعي حول أساليب تخطي حالة التخلف التي تعيشها بلدياتنا وولاياتنا ووطننا خاصة فيما تعلق باستشراف “مستقبل الدولة الوطنية” (رسالة دكتوراة) أو “الحكومة الإلكترونية” (مذكرة ماستر) على سبيل المثال لا الحصر. وأعلم أن طلبتنا قد أجروا دراسات معمقة ميدانية في كافة القطاعات وفي كافة المجالات وفي كافة الولايات، ومنهم من قَدَّم اقتراحات عملية لتطوير الصحة والصناعة والتربية… وكيفية إدراج المعلوماتية لتطوير مختلف القطاعات… الخ، أي أن المخزون السابق والحالي لإنتاج باحثينا داخل الوطن وخارجه لا يحتاج سوى إلى تفعيل لأجل أن يتحول إلى واقع ملموس.

ولعلها اليوم الفرصة مواتية للنخبة العلمية المحلية والوطنية لأخذ زمام المبادرة كما فعل أبناء حي الحاج مسعود، أي أن تقوم بتأطير المطالب الشعبية علميا، وبذلك تمنع هدر هذه الفرصة الثمينة في التغيير الإيجابي، والأهم من ذلك تمنع إفراغها من محتواها أو توجيهها نحو المخرجات السلبية كالعدمية أو التمامية التي تسعى أطراف عن وعي أو عن غير وعي لدفع أبنائنا نحوها.

إنها فرصة نخبة المجتمع من شبابنا الواعي لكي يستثمر في مرحلة تاريخية نادرا ما تتكرر، ولِيُبيِّن أنه على خلاف ما يبدو، لم يتعلم لكي يبقى مكتوف الأيدي أمام التحولات المصيرية التي يعرفها بلده، وأنه لم يتعلم ليبقى مُنقادا من قِبل آخرين يأخذونه إلى حيث أرادوا، أو يدفعونه للفرار وترك الميدان فارغا لمن لا خير فيهم للبلاد والعباد…
لقد بلغني الصدى اليوم من غرداية، وبلا شك هناك العشرات من المبادرات الفردية والجماعية في كافة الولايات، كلنا أمل أن ترى النور في القريب العاجل باعتبار طريق العلم هو الطريق الصحيح للحل ولا بديل لنا عن هذا الطريق…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • HOCINE HECHAICHI

    Les solutions efficaces de la « problématique algérienne»
    "Pour « accompagner » le Hirak (infiltré par le FIS : slogans zitotiens et le MAK : emblème « nord africain ») : mener un redressement" pour accélérer le départ des grands symboles du régime de Bouteflika.
    Pour sortir de la crise économique et par la suite du sous- développement : instaurer une "économie de guerre" durant 10 - 15 ans dirigée par Benflis et Benbitour et autres technocrates (en tenant compte de l’équilibre régional) dans le cadre de la Deuxième République.

  • علي

    للأسف الشديد يا أستاذ ، إنه باد للعيان أن هناك صراع أجيال.
    جيل أكل عليه الدهر و شرب و لا يريد التغير إطلاقا، و جيل كله حيوية و طموح لمستقبل أفضل.
    فالأول مسيطر على كل سلاطات القرار ، أما الثاني فهو مهمش .
    ترى كيف الخروج من هذه المعظلة الفتاكة؟

  • منور

    فعلا ما طرحته يستحق التأمل والوقوف عنده مليا ؟لكن البداية تكون بكم أنتم النخبة ؟لمادا رضيتم بسي كريم هو الوسيط للسلطة وأنتم همشتم وتساندونها بطرق مباشرة أو غيرمباشرة ؟أنظر السودان من وضعواعلى رأس الحكومة ؟رجل عالمي وليس وطني فقط ونحن فافا أحتفظت بسي يونس في الأرشيف وأخرجته لنا بعد 15 سنة من الوفات ؟تدكرني حكاية أحد المجاهدين ربي يرحمه ويرحم كل الشهداء أن المرحوم سي مصطفى بن بوالعيد قال له يوما سي بولهشات :ياسي مصطفى لمادا أنت في مقدمة المعارك من يقود الجزائر بعد الأستقلال ؟أجابه سي مصطفى : يقودها لحمير لزيك ؟

  • فريد

    لا تكذب على نفسك. الجزائر مريضة في رأسها و لا فائدة ترجى من مبادرات محلية محدودة الطموح ما لم يكن هناك مشروع وطني و ما دام على رأس الدولة عسكر فسدة جهلاء لا همّ لهم سوى ملذات السلطة من شهوات و ثراء و أبهة و حسابات بنكية في الخارج. أتظن أن المبادرات الفردية المحلية و النوايا الحسنة في القاعدة كانت غائبة منذ 57 سنة؟ الورم الخبيث الذي سمّم ويسمّم البلد كله موجود في رأس الدولة. فيق يا بريق!

  • AMIN

    La bonne solution serait de supprimer les DAIRAS