-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
استعادة رمزية الرئيس

هذا هو الوجه الآخر لرئاسيات 2019

صالح سعودي
  • 4039
  • 9
هذا هو الوجه الآخر لرئاسيات 2019
ح.م

لا يزال الجزائريون على وقع مخلفات نتائج الانتخابات الرئاسية التي توّجت عبد المجيد تبون رئيسا جديدا للبلاد، وهذا في أجواء خلَّفت الكثير من السجال والندية والإثارة إلى آخر لحظة، خاصة في ظل التنافس الذي ميَّز المرشحين الخمسة، واختلاف التكهنات بهوية الفائز إلى حين حسم الأمور بعد الاطلاع على النتائج الأولية التي تداولتها وسائلُ الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، قبل حسم الأمور بعد الإفصاح عن النتائج النهائية من طرف الجهات الوصية.

كشفت رئاسيات 2019 عن وجهها الآخر الذي تضمَّن العديد من الجوانب الإيجابية، وهذا بعد سنواتٍ من الإحباط وفقدان رمزية الرئيس، وبصرف النظر عن بعض التجاوزات الحاصلة من بعض الأطراف خلال عملية الاقتراع، وكذا موقف الحَراك من الرئاسيات، إلا أن الكثير من المتتبعين يجمعون على أن اللجوء إلى الانتخابات يُصنَّف في خانة الخطوة المهمة والضرورية، بغية استعادة رمزية منصب الرئيس في حد ذاتها، وهي الرمزية التي فقدها الجزائريون في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي حال وضعُه الصحي دون مخاطبة شعبه ست سنوات كاملة، إذ ذهب البعض إلى القول إن اختيار رئيس جديد للبلاد يفتح صفحة جديدة من شأنها أن تكون ايجابية بغية التعامل بجدية مع التحديات المقبلة، وفي مقدِّمة ذلك فك الألغام التي تسود الوسط الاجتماعي والاقتصادي والتربوي، وحاجة الجزائريين إلى من يبعث روح التفاؤل لتجاوز المرحلة الانتقالية والطويلة التي مرت بها البلاد، وكذا إيجاد أرضية مناسبة للإقلاع وتحسين الأوضاع وفقا لمطالب الجزائريين المنبثقة من حَراك 22 فيفري.

من جانب آخر، ورغم العديد من الجوانب الاستثنائية التي جرت فيها الانتخابات، في ظل انقسام الجزائريين بين مؤيد ومعارض لتنظيمها، إلا أن المكسب الحقيقي، حسب البعض، هو ضرورة إنهاء شغور منصب الرئيس، بالشكل الذي يسمح بالتطلع إلى آفاق أفضل قبل أيام قليلة عن دخول العام الجديد، وبعد 10 أشهر من الحراك الذي لا يزال مصرّا على تجسيد مطالبه على أرض الميدان، ولو أن الحراك في نظر البعض أعطى وجها ايجابيا يستحق التثمين، مثلما أساءت إليه بعض الأطراف بتصرفات صُنِّفت في خانة السلبية والمشينة، خاصة بعد الذي حدث خلال عملية التصويت في بعض مراكز الاقتراع بالمهجر، وكذا التجاوزات الحاصلة في بعض مناطق الوطن، في الوقت الذي أشاد الكثير بعدة جوانب أعطت الوجه الآخر والإيجابي لرئاسيات 2019، من ذلك القيام بمناظرة بين الخماسي المترشح، والتي تابعها الجزائريون، إضافة إلى الاحترام المتبادل بين المترشحين برغم بعض ردود الأفعال التي بدرت من بعضهم في سياق الندية والتنافس، ليبقى المكسب الحقيقي في نظر الكثير من الجزائريين هو العودة مجددا إلى سكة الشرعية القانونية، في انتظار العمل مجددا لوضع خارطة طريق تسمح باستعادة أموال الشعب التي نهبها رموز النظام السابق، وكذا التحلي برؤية جادَّة وعملية تحسُّبا للتحديات المقبلة.

وبعيداً عن الجدل الذي صاحب رئاسيات 2019 حول جدواها أو عدم نجاعتها، فإن الكثير من المتبعين أكدوا بأن الانتخابات لن تكون حلا جذريا لأزمة الجزائر، إلا أنها قد تكون خطوة نحو إيجاد العديد من الحلول للمتاعب التي تعرفها البلاد، ما يجعل الرئيس الجديد على موعدٍ مع تجسيد وعوده، وهو الذي أكد بأن يده ممدودة للجميع، وفي مقدمة ذلك الحَراك، إضافة إلى منح الفرصة للشبان، والحرص على لمّ الشمل ومحاربة رموز الفساد، ووضع إستراتيجية تراعي المطالب الحقيقية للجزائريين الذين تضرروا كثيرا من ممارسات النظام السابق التي كان ضررُها كبيرا على البلاد والعباد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • zaki l. algerien

    يالرقم1 اللسان طويل ودراع بارد

  • عز الدين - من برهوم - المسيلة

    تعليقات المهزومين تظهر مدى احباطهم النفسي ، هزيمة نكراء لن تقوم لهم بعدها قائمة
    هذا النصر اشبه بنصر 62 على فرنسا واتباعها ...موتوا بغيضكم .

  • جزائري حر

    لا وجه ولا هم يحزنون فبعد الغربلة يجب التصفية والعملية تمت بنجاح وفرنسا لن تستطيع نجدتكم تقول كليمة تبات في ظليمة تزيد يزيد الخناق.

  • جزائري حر

    ولما الإحباط يا رقم واحد ونحن على مقربة من النصر والإستقلال من الإستعمار الفرنسي بالنيابة.

  • HOCINE HECHAICHI

    "معنويا" ليس هذا هو الرئيس المناسب للمرور إلى الجمهورية الجديدة (الثانية)

  • نمام

    طبعا خطوات لتصجيح الوضع منها احترام الدستور الذي كان كراس محاولات جله تشطيب حقوق المواطنةلجميع مكونات المجتمع ديمقرطية تقوم على مفهوم وجود الاخر وقبول بان له نفس الحقوق حتى لو كان ينتمي لاقلية والخق لكل ان يدعو لرايه وافكاره وليس له الحقان يفرض رايه على الاخرين لان الناس هم اصحاب الحق في الاختيار والحق لاي حزب ذي طابع ديني و يساري او علماني ولا دور له محدد سلفا يقود و لا يفرض ولاننسى التامر وما يحاك من بقايا للنظام السابق وحرصه على اجهاض الاصلاح ولذا الحوار و التوافق لكل اصحاب المصالح لهذا ا لتحول وعلى الطاقم الرئاسي ان يزيل من فكره انه وحده قادر على الحكم حتى لا يقشل والله وراء القصد

  • محمد البجاوي

    الحكمة تقتضي تعليق الحراك و منح فرصة للرّئيس الجديد - رغم كلّ شيء - فالهدنة مطلب كلّ عاقل في هذا الظرف العصيب و على الشعب كلّه مساعدته في هذه المهمة الصّعبة و لكنها ممكنة لتحقيق ما وعد به في حملته و إلاّ فلا هم و لا نحن نريد الخير لهذا البلد بكلّ صراحة .

  • كمال

    قالك الجزائر تنتصر العام المقبل سوف ترون اكبر هجرة لالشباب والادمغة لم تشهدها الجزائر من قبل

  • عمر

    الاحباط مستمر لا تحاولو