-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
واكبت أبرز الانجازات والتتويجات والرياضيون كان لهم نصب من التكريمات

هذه أسرار “الشروق” في ترقية الإعلام الرياضي بفضل علي فضيل وخلطته السحرية

صالح سعودي
  • 763
  • 0
هذه أسرار “الشروق” في ترقية الإعلام الرياضي بفضل علي فضيل وخلطته السحرية
ح.م
علي فضيل

لعب المدير الراحل علي فضيل دورا فعالا في جعل مجمع الشروق يصنع الحدث على جميع الأصعدة في سماء الإعلام الجزائري والإقليمي، وهذا بفضل خلطته السحرية التي جعلته يعطي أهمية لجميع الأقسام والمجالات، ومن بين ذلك القسم الرياضي الذي ساهم في نجاحات مجمع الشروق، سواء على مستوى الجريدة الورقية أو الموقع الالكتروني أو القنوات التلفزيونية، بمواكبة دائمة ونوعية من حيث التغطية والتحليل والأخبار اليومية.

عرف الأستاذ الراحل علي فضيل كيف يعطي لجميع المجالات حقها في التغطية والمتابعة الإعلامية، حيث كان شغله الشاغل إشباع طموحات الشعب الجزائري وفق ما يتماشى مع رؤيته وفضوله وتطلعاته، بدليل أن الأمر لم يقتصر على الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الفني أو الرياضي فقط، بل كان حريصا على التنويع والثراء والجدية في الطرح والتغطية، ما جعل الجميع يتحدث الآن عن مناقب فقيد الإعلام الجزائري الذي حضر جنازته السياسيون والمثقفون والرياضيون، وشرائح المجتمع من مختلف الأطياف والمستويات. وعلى هذا الأساس، فقد كان القسم الرياضي محل اهتمام ورهان الأستاذ الراحل علي فضيل الذي أدرجه ضمن خلطته السحرية التي دوخت القريب والبعيد، ما جعل “الشروق” تتحول في بعض المناسبات إلى مؤسسة شبه مختصة في الرياضة وشؤون الجلد المنفوخ، خاصة في الأحداث الكبرى، وهذا حتى تكون في مستوى تطلعات قرائها ومشاهديها، والدليل ما حدث في ملحمة أم درمان، وفي مونديالي 2010 و 2014، ناهيك عن بقية المنافسات الإفريقية والإقليمية التي لم يتوان مجمع الشروق في متابعتها بالتغطية النوعية والحوارات الحضرية، بفضل توجيهات الأستاذ علي فضيل وتجند الزملاء الصحفيين حتى يكونوا في مستوى تحديات أسرة “الشروق”.

وظف الجريدة والموقع والقنوات أسلحة في خدمة الرياضة والميادين

والواضح من خلال الإستراتيجية التي اتبعتها إدارة مجمع “الشروق” بقيادة الأستاذ الراحل علي فضيل، أنها سعت جاهدة إلى كسب الكثير من التحديات رغم صعوبة المهمة في الكثير من الحالات، فكان شعار علي فضيل هو خدمة الجزائر والجزائريين وترقية الإعلام الجزائري في مصاف الكبار، وهذا من خلال منح الأهمية لجميع المجالات، ومن بين ذلك الجانب الرياضي الذي حظي بالاهتمام على جميع الأصعدة، بدليل أن الجريدة الورقية تتوفر على قسم رياضي جند جميع جهوده لخدمة عشاق الرياضة والجلد المنفوخ على الخصوص، والكلام ينطبق على بوابة الشروق أون لاين التي عرفت تأسيس قسم رياضي مستقل بذاته، وذلك منذ 5 سنوات، ما جعله يكون رافدا إضافيا ومهما لمنح القارئ آخر الأخبار والمستجدات، وبالمرة ترك بصمة فيم جال الصحافة الالكترونية، في الوقت الذي سخرت الإمكانات التي تتوفر عليها قنوات الشروق في منح الإضافة الأزمة في مجال السمعي البصري، وذلك من خلال حصص تلفزيونية ونشرات إخبارية تبث فيها آخر الأخبار الرياضية على طريقة القنوات الإخبارية والرياضية الكبرى، ما يعكس حجم الطموحات التي كان يراهن عليها الأستاذ علي فضيل من اجل ترقية الإعلام الرياضي والإعلام الجزائري بشكل عام.

“الشروق” كانت تلبس ثوب الكرة والرياضة في الأحداث والمنافسات الكبرى

ويجمع القراء الأوفياء ل”‘الشروق” بأن جريدتهم المفضلة لم تقصر يوما في حقهم، بل كانت في مستوى طموحاتهم وتطلعاتهم، بدليل مواكبتها لأبرز الأحداث الكروية والرياضية الكبرى، فكانت دوما إلى جانب المنتخب الوطني في تحديات الإفريقية والعالمية، مثلما كانت إلى جانب الأندية التي مثلت الجزائر خارج الوطن، ما جعلها بمثابة المرجع الحقيقي في تتبع المعلومة الصحيحة والتصريحات الساخنة والنوعية في حينها، فكان بذلك الوجه الرياضي ل”الشروق” مشرفا على غرار بقية الأوجه، ما جعلها تتلقى الإشادة والثناء على جميع الأصعدة، بفضل طاقم صحفي متكامل وحريص على تقديم المعلومة في حينها، وبفضل إدارة توفر الظروف المحفزة والمناسبة بقيادة مديرها الراحل الذي كان دوما إلى جانب الصحفيين. حتى يكونوا في مستوى الرسالة الإعلامية من جهة، وفي مستوى تحديات المؤسسة التي تسعى دوما أن تكون عند حسن ظن قرائها ومستمعيها.

علي فضيل كان حريصا أن تكون الشروق مع “الخضر” في جميع التحديات

وبالعودة إلى مسيرة مجمع “الشروق” مع تحدياته الكبرى في مجال ترقية الإعلام الرياضي فلم يتوان الأستاذ علي فضيل في الدعوة إلى إعطاء صورة مشرفة في هذا الجانب، بالشكر الذي يسهل مهمة القارئ والمستمع في متابعة آخر المستجدات، سواء في الأنشطة والمنافسات الوطنية، أو خلال التحديات الإفريقية والإقليمية وحتى الدولية، بدليل مواكبة تتويجات عديد الأندية خارج الوطن، على غرار وفاق سطيف وشبيبة القبائل وغيرها من الأندية، في الوقت الذي كانت الشروق دوما إلى جانب المنتخب الوطني في مختلف تحدياته، من ذلك ما حدث خلال ملحمة أم درمان عام 2009 التي مهدت للعودة إلى واجهة المونديال، بعد الفوز التاريخي في اللقاء الفاصل أمام المنتخب المصري، وكذا في مونديال 2014 بالبرازيل الذي عرف مرور “الخضر” إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، وفي تلك النسخة حصلت “الشروق” على الحصرية في نقل كواليس المنتخب الوطني وجعلها مادة دسمة في خدمة قرائها ومشاهديها في انجاز غير مسبوق كر الكثير بالتقاليد التي تميز كبرى القنوات الإعلامية العالمية.

تمويل “الخضر” والمولودية وبلوزداد والوفاق والحمراوة وأندية أخرى

وفي السياق ذاته، فقد خاض مجمع الشروق غمار تمويل الأندية وبعض الهيئات الكروية على شكل سونسور، حيث نسجل في هذا الجانب إقدام “الشروق” على تمويل الفريق الأكثر شعبية مولودية الجزائر، وشباب بلوزداد، إضافة إلى المتوج بعدة ألقاب عربية وافريقية وفاق سطيف،، وكذا مولودية وهران، وشباب باتنة وجمعية الشلف، دون نسيان المنتخب الوطني الذي محنت له الشروق رعاية خاصة بتشجيع من طرف المدير العام الراحل علي فضيل الذي كان يعتبر “الخضر” بمثابة مكسب مهم للجزائر، وهو الذي بعث البسمة في نفوس الجزائريين في عديد المحطات والتحديات الكبرى.

منتديات وملاحق لمواكبة الحدث والرياضة ملح وسكر في موائد الشروق

ومن الجوانب التي تعكس مكانة الرياضة في إستراتيجية مجمع الشروق هو حرص المدير العام علي فضيل على توظيف جميع الجهود والمقترحات التي تخدم انشغال الجزائريين وشريحة الشباب على الخصوص، وهي المتعطشة بأمور الجلد المنفوخ والرياضة بشكل عام، وعلى هذا الأساس فإن أسرة الشروق تميزت بعدة مزايا وتقاليد جعلتها تصنع التميز في هذا الجانب، وهذا من خلال إقامة منتدبات (فوروم) يتم فيه استضافة ابرز الرياضيين والقائمين على الهيئات الرياضية والكروية، من اجل مناقشة مختلف القضايا التي تخص واقع ومستقبل الاتحاديات والأندية والمنتخب الوطني ومختلف الرياضات الفردية منها والجماعية، كما لم تتوان أسرة “الشروق” بتشجيع من المدير الراحل علي فضيل في إصدار ملاحق رياضية مستقلة تحت لواء “الشروق” الرياضي لمواكبة الأحداث الكروية الكبرى، على غرار ما حدث يوم 21 ماي 2008، حين أصدرت حينها ملحق “الشروق الرياضي” في حلة بهية من 24 صفحة، بمناسبة نهائي الكأس العربية الذي نشطه وفاق سطيف أمام الوداد البيضاوي، وهي ثاني تجربة مع نسور الهضاب في أقل من عام، بحكم أن أسرة الشروق كانت قد أصدرت ملحقا للوفاق في ذهاب نهائي الكأس العربية الذي نشطه الوفاق أمام الفيصلي الأردني، حيث نفذ حينها من الأسواق، ما دفع المدير العام الراحل علي فضيل إلى إصدار “قرار عاجل” بإعادة طبع النسخة بكميات ضخمة نفذت كذلك بسرعة، قبل أن يقرر المدير علي فضيل إصدار عدد ثان مع تتويج الوفاق باللقب العربي في عمان، وهي الخطوة التي جعلت بعض وسائل الإعلام الأخرى تسير على نهجها. كما حظي المنتخب الوطني وأندية جزائرية بارزة باهتمام وتغطية الشروق كما ونوعا، بشكل يعكس مواكبتها للجانب الرياضي وكل من يصنع أفراح الجزائر والجزائريين.

شخصيات حُظيت بالتكريم وأخرى منحت الأولوية ل”الشروق”

والواضح أن المعالجة الإعلامية التي تتميز بها “الشروق” جعلتها تحظى بالأولوية من قبيل الاحترام والودية، حيث أن الكثير من الوجوه الرياضية كانت لا تتوان في طرق أبواب الشروق لنقل انشغالاتها أو الموافقة على الإدلاء بتصريحات نوعية وأخرى نقدية، بدليل أن الرئيس السابق للاتحادية محمد روراوة اختار حينها قناة الشروق وخصها بحوار عجزت عنه الكثير من وسائل الإعلام الأخرى، والكلام ينطبق على وجوه وشخصيات رياضية كثيرة لا تتوان في تلبية دعوات الشروق أو تتوجه إليها مباشرة احتراما وتقدير لها ولسمعتها وشعبيتها، وفي هذا الجانب كانت لأسرة “الشروق” تقاليد حظيت بتشجيع من المدير الراحل علي فضيل، من ذلك تكريم بعض الشخصيات والوجوه الرياضية نظير إسهاماتها النوعية، على غرار الملحق الرياضي حفيظ دراجي الذي حظي بهذه الالتفاتة شهر أكتوبر 2010، مثلما حظيت به وجوه رياضية أخرى في مناسبات وسياقات مختلفة، ناهيك عن الثقة التي تحظى بها “الشروق” التي كانت ملاذ الرياضيين الذين يجدون فيها راحتهم.

مواكبة ملحمة أم درمان وشيخ المدربين كان على الراس والعين

وإذا كانت التغطيات الرياضية للشروق يصعب حصرها وعد مزاياها في ظل كثرتها في زحمة التحديات اليومية، فإنه لا يمكن للجزائريين نسيان رهانها في مواكبة ومتابعة ملحمة أم درمان خريف العام 2009 وما عرفتها من مخلفات، بسبب الحرب الإعلامية التي مارستها القنوات المصرية، ما جعل الشروق تواجهها بسح الطبعة الورقية والموقع الالكتروني، وكسبت حينها المعركة، وكان لها دور فعال في رد الاعتبار للجزائر، فكانت بذلك أفضل سفير في هذا الجانب، في وقت عرفت تشكيلة سعدان كيف تكسب الرهان فوق الميدان. وفي هذا الجانب، فإن شيخ المدربين رابح سعدان سبق له أن منح الأولوية ل”الشروق”، سواء في تحديات تصفيات مونديال 2010 وبعد ذلك أيضا، حيث وافق على أن يكون في الأستوديو التحليلي ل”كان 2013″، مثلما وافق على جلسات حوارية أخرى تحدث فيها بقلب مفتوح، كان آخرها في حضرة الزميل قادة بن عمار. وفي السياق ذاته فإن شخصيات رياضية تبقى تشيد بمناقب وإسهامات ودور الأستاذ علي فضيل في ترقية الإعلام الرياضي، على غرار ما ذهب إليه بيراف ومدوار وقرباج ومرسلي وحفيظ دراجي وغيرها من الأسماء.

خوض غمار الإصدارات وللكتاب الرياضي نصيب

ولم تبق أسرة الشروق عند حدود مهمتها الإعلامية التي تسعى دائما إلى القيام بها بمسؤولية واحترافية، فإن المدير العام الراحل علي فضيل كان له دور فعال في خوض غمار عالم التأليف والإصدارات، بدليل الحضور النوعي لمؤسسة الشروق في نُسخ المعرض الدولي للكتاب، فكان جناحها قبلة للقراء والباحثين والمهتمين، حتى أنها حققت نجاحات قياسية لمؤلفات لا تزال تصنع الحدث في الشق التاريخي والسياسي والديني والإبداعي، وفوق كل هذا فقد كان للكتاب الرياضي نصيب، من ذلك الكتاب الذي ألفه الأستاذ محمد يعقوبي حول مخلفات ملحمة أم درمان بأسلوب صحفي إبداعي حمل في ثناياها الكثير من الحقائق التي عرفتها مخلفات تلك الملحمة التي أعادت المنتخب الوطني إلى المونديال، كما كان للأستاذ ناصر بن عيسى كتاب بمناسبة مونديال 2014، وذلك بعنوان “نصف قرن من الكرة”، تعرض فيه إلى ابرز محطات المنتخب الوطني منذ الاستقلال، وهي تجارب تعكس الأهمية الكبيرة التي منحت للشق الرياضي من الناحية الإعلامية وحتى في مجال التأليف والإصدارات.

الحنكة والموسوعية من أسرار نجاحات وفتوحات علي فضيل الإعلامية

وإذا كان عد مناقب الأستاذ علي فضيل رحمه في الله في الشق الإعلامي يعد في خانة المستحيلات، فإنه من اللازم القول أن نجاحات عراب مجمع الشروق ليست وليدة صدفة، بل هي نابعة من عدة عوامل ومعطيات مهمة، وفي مقدمة ذلك تحليه بالحنكة والنظرة الموسوعية والاستشرافية، ناهيك عن طيبته ومرونته، وكذا طموحاته التي تجعله في كل مرة يراهن على خطوات ميدانية لترقية الإعلام الجزائري نحو الأمام، وهذا على الرغم من العراقيل الممارسة في هذا الجانب، وغياب آليات وقوانين تحمي وتسهل المهمة، إلا أن طموحات علي فضيل كانت أكبر من تحفظاته، فكان يتمتع بحيوية الشباب وطموح المتفائل الجاد، ما جعله يرفع الشروق إلى المستوى العالي، ومن ثم وضع لبنات نوعية في تاريخ الإعلام الجزائري، انطلاقا من مسيرته المهنية خلال فترة الثمانينيات، وبصمته كمدير ومسؤول منذ التسعينيات، فكانت له مواقف لا تخرج تصب في خدمة ثوابت الأمة، مثلما كان رهانه منحازا دوما إلى طموحات الشباب وجميع الشرائح، ما جعله يحقق انجازات وإنجازات نوعية، ويساهم في ترقية الإعلام الجزائي بشقيه السياسي والثقافي والاجتماعي، وحقق طفرة نوعية في الجانب الرياضي. فكان بذلك صديق الجميع فاتحا الباب للجميع، ما جعل الجميع يسجلون حضورهم في جنازته بأجسادهم وبقلوبهم.. معزين ومترحمين ومشيدين برجل سخر حياته من أجل تحديات الأمة، فكانت الأمة خاصة بقوة في وفاته.. وهو الذي يبقى حيا في قلوبنا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!