هذه أسرار تشكيل “لجنة الحوار”.. والساعات الأخيرة لميلادها!

كشف النشاط والأكاديمي ناصر جابي، ملابسات تشكيل لجنة الوساطة والحوار، مفصلا إرهاصات ميلادها في الساعات الأخيرة من نهاية الأسبوع الماضي.

ونشر الباحث في علم الاجتماع السياسي في صفحته الرسمية على فايسبوك “كنت أنوي ومهما كان مسار التواصل الرسمي معي للمشاركة في هيئة الحوار الوطني أن أقوم بإبلاغ الرأي العام الوطني، في حالة القبول أو الرفض، وها أنا عند وعدي”.

وأوضح جابي أنه شخصيّا “قبل مبدئيا بالمشاركة في هيئة الحوار الوطني، إيمانا منه بأنه لا يمكن أن يكون ضد مسار الحوار الوطني”، مضيفا “أن نجاح الهيئة في مسعاها يتوقف في جزء كبير منه على مدى قدرة النظام السياسي على القبول بمطالب الجزائريين والتعاطي الإيجابي معها”.

وفي التفاصيل، أبرز جابي “تواصلت معي مؤسسات وطنية رسمية لإقناعي بالمشاركة في هيئة الحوار كشخصية وطنية مستقلة وهو ما قبلت به مبدئيا، انطلاقا من إيماني الراسخ أنني لا يمكن أن أكون ضد مسار الحوار الوطني الذي يجب أن يكون بيننا كجزائريين مهما طال الزمن”.

وقال جابي “وضحت أثناء هذه اللقاءات أن مشاركتي مشروطة بما أصبح معروفا لاحقا بقبول إجراءات التطمين التي تبين لي بسرعة أن هناك قبولا مبدئيا رسميا بها، كإطلاق سراح شباب الحراك، والكف عن التضييق عن الحراك وفتح المجال للسمعي البصري… الخ”.

وأضاف صاحب المنشور “ركزت في نقاشاتي مع الطرف الرسمي الذي اتصل بي على ضرورة الاتفاق المسبق على سيادية هيئة الحوار في كل ما يتعلق بتشكيلها وقراراتها وأسلوب عملها، قبل انضمامي الرسمي لها، وهو ما جعلني أبادر بالاتصال مع زملاء ذكرت أسماؤهم كأعضاء في هذه الهيئة، منهم سعيد صالحي وإلياس مرابط، قناعة مني بأن حضورهما في هذا المسعى سيضيف مصداقية على عملها، لما يتمتعان به من خصال وتمثيل ستنعكس إيجابا على نتائج عملها وفي عيون الحراك الشعبي”.

https://www.facebook.com/nacer.djabi/posts/2450493788368706

وكشف جابي “تواصلت مع الصديقين ورفعا كل تحفظاتهما وقبلا بالمشاركة في عمل الهيئة، وهو ما أخبرت به الطرف الرسمي يوم الأربعاء ليلا والأستاذ كريم يونس”، ثمّ يضيف في شهادته “اتفقنا نحن الثلاثة زيادة على إسلام بن عطية على ترك الأستاذ كريم يونس يقوم بلقائه في رئاسة الجمهورية، بعد أن أخبرنا بموعده هناك الذي كان في الأصل مقررا يوم الأربعاء، قبل أن يتأخر إلى الخميس صباحا، على أن ننطلق في عملنا بعد الإعلان عن تأسيسنا والقبول بإجراءات التطمين المتفق عليها، التي تسمح لنا بالبدء في وضع برنامج عملنا بكل سيادة”.

كما يوضّح العضو الساقط من اللجنة “قررنا أن نبادر بعملنا عن طريق بيان للرأي العام الوطني، نخبره فيه عن تأسيسنا كهيئة حوار سيادية، تناقشنا حول بعض محتواه، كرفض طلب مستحقات مالية أو القبول بأي امتياز مادي وهو ما رحب به إسلام بن عطية من الحضور”، مؤكدا بهذا الصدد أنه صاحب هذا الاقتراح الذي كان الهدف منه أخلقه العمل العام وعدم السقوط في تكرار عيوب التجارب السلبية السابقة التي عودنا عليها النظام في رشوة النخب، نقاش كان بيننا نحن أعضاء الفريق المقترح للهيئة، فتيحة بن عبو، كريم يونس، إسماعيل لالماص، إسلام بن عطية، ومن دون أي حضور رسمي.

وعن التطورات التي حدثت لاحقا، يؤكد جابي “ما حصل في الواقع كان بعيدا عن هذا التصور، فقد ضمت وجوه إلى الهيئة دون علمنا، وذهب كل أعضائها لرئاسة الجمهورية لمقابلة رئيس الدولة يوم الخميس صباحا، وهو ما كنا قد تحفظنا عليه قبل الإعلان عن تأسيسنا ووضع برنامج عملنا على الأقل في خطواته الأولى”.

وختم جابي بالقول “تؤشر تشكيلة الهيئة المعلن عنها رسميا من وجهة نظري على عدم انفتاح كاف على الوضع الذي تعيشه الجزائر بعد 22 فيفري…

ع.ع