-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نافست على المراتب الأولى ولائيا ووطنيا

هذه أسرار تفوّق متوسطة لم تعرف طعم العطل المدرسية بتقرت

أيوب بن نونة
  • 2091
  • 1
هذه أسرار تفوّق متوسطة لم تعرف طعم العطل المدرسية بتقرت
أرشيف

تواصل متوسطة حمزة بن عبد المطلب بالزاوية العابدية بالمقاطعة الإدارية تقرت سيطرتها على المراتب الأولى ولائيا في امتحانات شهادة التعليم المتوسط في الخمس سنوات الأخيرة، حيث تمكنت هذا الموسم من احتلال ريادة الترتيب على مستوى متوسطات المقاطعة الإدارية تقرت ومركز الوصافة على مستوى ولاية ورقلة.
تمكنت متوسطة حمزة بن عبد المطلب من تحقيق نسبة نجاح في شهادة التعليم المتوسط تقدّر بـ 75.68 من المائة بعد نجاح 84 تلميذا من أصل 111 في الشهادة وحافظت على تميّزها على مستوى ترتيب المؤسسات التربوية بولاية ورقلة، حيث فاقت النسبة التي حققتها هذه المتوسطة النسبة الوطنية المقدرة بـ 51 من المائة والولائية المقدرة بـ 41 من المائة، النتائج التي تم وصفها بهذه المتوسطة بالجيّدة والتي تعود لعدة عوامل التي ساهمت في تفوقها على بقية المؤسسات التربوية، “الشروق” اقتربت من هذه المؤسسة واحتكت بطاقمها التربوي وتلاميذها لمعرفة سرّ هذا النجاح والاستقرار في المراتب الأولى طيلة المواسم الماضية، حيث أرجعها مدير المتوسطة مسعود بن زيد إلى إخلاص وتفاني الأساتذة بالإضافة إلى الجوّ العام الهادئ والمحفّز واستقرار الطاقم التربوي وآليات التحفيز، بالإضافة إلى النشاطات اللاصفية، التي جعلت علاقة التلاميذ بالمدرسة لا ترتبط بالتحصيل العلمي فقط والانفتاح على المحيط الخارجي من خلال تنظيم خرجات أو نشاطات هادفة كزيارة متحف المجاهد وتنظيم مناورات للحماية المدنية وأيام تحسيسية مع الدرك الوطني ومؤسسة سونلغاز بالإضافة إلى تبادل نشاطات مع قطاعات أخرى كالشبيبة والرياضة والثقافة.
وأما أستاذ مادة الرياضيات حسين بالراشد الذي يعتبر من بين أقدم أساتذة المتوسطة فأرجع سرّ النجاح كذلك إلى استقرار الطاقم التربوي وإسناد أقسام السنة الرابعة للأساتذة وفق مقاييس مدروسة ووضع مشروع مؤسسة واقعي وقابل للتنفيذ ويسهر الجميع على تنفيذه.
وأشار محدثنا إلى نقطة هامة وهي تشبع الجميع بثقافة التفوّق ومبادرة الأساتذة وخاصة الأستاذات في مشاركة الأسرة في العمل التربوي بتنظيم اجتماعات دورية مع الأمهات وكذلك الأولياء، وتربية وتدريب التلميذ على العمل لتحقيق النجاح الفردي الذي يعود للتلميذ والجماعي الذي يعود للمؤسسة ما زرع روح المنافسة الفردية والجماعية وسياسة الإدارة في التقرب من التلاميذ ومشاركتهم المعطيات التي تخص القسم والمؤسسة والاستماع إليهم بمساهمة وتأطير مستشار التوجيه، بالإضافة إلى اعتماد منهجية المرافقة سواء كانت عامة طيلة الموسم الدراسي بتطوع من الأساتذة ومساهمة الرقابة ودعم المدير بمتابعة التلاميذ من الجوانب التربوية والسلوكية.
والمرافقة الخاصة لمستوى الرابعة متوسط من خلال استغلال العطل الفصلية والفترة الممتدة بين الاختبار الأخير وامتحان الشهادة بتقديم دروس دعم وتوجيه ونصائح تختتم بخرجة ترفيهية، قبل موعد الشهادة بيومين وذلك كله ضمن مخطط مدروس من طرف المدير ويسهر شخصيا على تنفيذه.
ومن بين عوامل تفوق هذه المتوسطة التي أشار لها التلاميذ وأولياؤهم قوة الطاقم التربوي وخبرته في التأثير على التلاميذ وفرض الانضباط العام من ناحية السلوك وإنجاز الواجبات المدرسية، رغم الاكتظاظ والاعتماد على الأقسام المتنقلة بهذه المتوسطة، التي تحتاج لمشروع إعادة تهيئة داخلية.
ولعبت مصلحة الرقابة دورا كبيرا في محاربة كل أشكال الانحراف داخل المدرسة وطبقت القانون الداخلي بحذافيره بمنع حمل الهواتف النقالة وأشياء لا علاقة لها بالمدرسة أو تسريحات الشعر الغريبة أو جلب مبالغ مالية وعدم التسامح مع التأخرات والغيابات، ناهيك عن منع دخول كل تلميذ أو تلميذة بهندام غير لائق، كما كان لعمال الإدماج المهني بالإدارة ومن بينهم المستشار المكلف بالتوجيه والإرشاد دور في هذا التفوق، حيث لعب المستشار والمرشد التربوي دورا محوريا من خلال المراقبة شبه الأسبوعية لدروس وكراريس التلاميذ ومدى انضباطهم ومرافقتهم طيلة الموسم الدراسي من الناحية البسيكولوجية، كما ضحى الأساتذة بأيام من عطلتهم الشتوية والربيعية لتقديم دروس التقوية والاستدارك بالإضافة إلى أمسية كل ثلاثاء، كما تم ضبط جدول خاص في الثلاثي الأخير يبدأ من الساعة السابعة صباحا بالإضافة إلى جدول آخر للدروس وتكثيف المراجعة بعد امتحان الفصل الثالث وقبل امتحان الشهادة، والذي ضمّ كذلك تخصيص حصص جماعية توعوية مع طبيب وأخصائي نفساني حول النوم والأكل الصحي وتوقيت المراجعة وتقسيم الوقت خاصة بعد أن تزامن امتحان الشهادة مع شهر رمضان المعظم.
ولم يقتصر احتكار هذه المتوسطة على المراتب الأولى في النتائج الدراسية فقط، بل تنافس على المراكز الأولى وطنيا في النوادي المدرسية، حيث نالت فرقة المسرح الجوائز الأولى في التظاهرات الوطنية والولائية من خلال الأوبيرات بالإضافة إلى النادي التاريخي والرياضي، إذ تمكنت التلميذة نجاع أنيسة من إهداء الجزائر الميدالية الذهبية في منافسة رمي الجلة في البطولة العربية المدرسية بلبنان خلال بداية هذا الموسم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ولي..أحمد

    الأسباب الرئيسية للنجاح هي اجتهاد التلاميذ؛ انضباطهم؛ منع الهاتف النقال وتسريحة الشعر الغريبة؛ عدم التسامح مع الغيابات؛ منع دخول أي تلميذ(ة) بهندام غير لائق
    أما الدراسة خلال العطل والواجبات المنزلية؛ فهذا خرطي في خرطي حيث أثبتت الدراسات أن حرمان التلاميذ من الراحة خلال العطل وكثرة الواجبات المنزلية لا يؤدي إلا لمزيد من نفور التلاميذ من المدرسة وتدني مستواهم
    فنلندا رائدة التعليم في العالم؛ يمنع فيها إعطاء واجبات منزلية للتلاميذ التي لا يتعلمون منها سوى النقل والإتكال عن بعضهم بعض؛ ولا يدرس التلميذ أكثر من 20 ساعة أسبوعيا مع ابتعاده عن جو الدراسة خلال العطل واستغلالها في الراحة والرحلات