-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد كارثة بومرداس 2003 وتركيا وسوريا مؤخرا خبراء ومسؤولون ..

الجزائر ملزمة بتوظيف الذكاء الإصطناعي والهواتف الذكية للتحذير من خطر الزلازل

منير ركاب
  • 1453
  • 0
الجزائر ملزمة بتوظيف الذكاء الإصطناعي والهواتف الذكية للتحذير من خطر الزلازل
الشروق

عزّزت الجزائر ترسانتها القانونية بتحيينها للقانون 04/20 الذي يحدّد المخاطر الكبرى العشرة وأهمها الزلزال، ومع تعدد وتكرار المشهد في عديد الدول كان آخرها تركيا وسوريا، شهر فيفري الماضي، سارعت الجزائر إلى عرض أفكارها ومشاريعها عبر عدة ملتقيات دولية وعربية وتجمعات إقليمية وجهوية المتعلقة بعمل تنفيذ إطار سنداي تحت إشراف المكتب الأممي للحد من مخاطر الكوارث، بإعتبارها إحدى الدول التي تكبّدت أضرارا وخيمة عبر التاريخ كزلزال الشلف سنة 1980 وبومرداس العام 2003 ولعل آخرها كانت ولايتي ميلة وبجاية سنتي 2020 و2021.

وأثبتت تقنيات الذكاء الإصطناعي على مدار السنوات القليلة الماضية أنها أداة قوية في فهم وتحليل ومعالجة المعلومات المتعلقة بالزلازل والانزلاقات الأرضية، مما يؤدي إلى تقديم معلومات توقعية حول قدرة أنظمة هذا العلم في التنبؤ بالزلازل من خلال قراءة الإشارات والإنبعاثات الصوتية وحركة قشرة الأرض ومراقبة الضغط الذي يحصل بالتصوير الراداري وغيرها من البيانات ومعالجتها وهذا ما يراهن عليه مسؤولي قطاع السكن بالجزائر مع إمكانية التوقع القبلي لحدوث الزلزال عن طريق انظمة رقمية مرتبطة بتقنيات الذكاء الإصطناعي.

العزل الزلزالي أحدث التقنيات الرقمية في مقاومة البنايات
وكانت للجزائر منذ أزيد من 40 عاما حزمة من التدابير والإجراءات التي أقرّتها السلطات العليا في البلاد، مباشرة بعد زلزال الشلف العام 1980، كان أولها في مجال البناء بإصدار نظام جزائري مضاد للزلازل في نسخته الأولى سنة 1981 تلتها خطة وطنية للوقاية من المخاطر الطبيعية والتكنولوجية وإدارتها سنة 1985 ثم تحينها عقب زلزال بومرداس 2003، كما حرصت وزارة السكن والعمران والمدينة على التحيّين والمراجعة للنظام المضاد للزلازل الذي يعتبر الوثيقة التنظيمية والتقنية الأهم والأكثر استعمالا في الجزائر من خلال إدخال أحدث التقنيات الرقمية في مقاومة البنايات والزلازل باللجوء إلى استعمال التكنولوجيات الحديثة كالعزل الزلزالي للمباني ولعل أهم إنجاز تم إدخال هذه التقنية عليه تمثل في جامع الجزائر، ثالث أكبر جامع في العالم بعد الحرمين الشريفين وفق معايير تكنولوجية مضادة للزلازل .

أكثر من 400 جهاز قياس سرعة وتسارع الزلزال
ويسهر خبراء قطاع السكن على إعداد خرائط المخاطر الزلزالية وتقوية التقنيات والأجهزة التكنولوجية المستعملة في رصد وتسجيل الموجات الزلزالية والتسارع بشبكة تضم أكثر من 400 جهاز قياس سرعة وتسارع الزلزال، كما يحوز قطاع السكن على جهاز جد متطور لمختلف التجارب المتعلقة بعمليات المحاكاة مزود بطاولة اهتزازية أبعادها 6 متر على 6 متر، فريدة من نوعها في المنطقة العربية والمتوسطية والافريقية، بالاضافة الى مرافق الإختبار الدينامكي للهياكل كلوحة الإختبار 32 متر على 13 متر، وجدار رد الفعل، مع إحصاء قرابة 50 باحثا ذو خبرة عالية معظمهم تابعوا تكوينهم في اليابان.

منصة “ديما” حلا رقميا تعتمد على الذكاء الإصطناعي

أما من ناحية تسيير مرحلة مابعد الزلزال، ولأجل التحكّم بشكل سريع في الوضع، تم إعداد حلا رقميا كاملا من طرف الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء يتمثل في منصة “ديما” التي تعتمد على الذكاء الإصطناعي وتسمح بالحصول على نتائج تقييم تقني للبنايات المتضرّرة بعد الزلزال، وتحينها بصفة آنية مع إسقاط خرائطي للمناطق المتضرّرة التي تشكل أداة لاتخاذ القرار ووضع الاستراتيجية والاجراءات والتدابير المستعجلة للتدخل، ومن خلال هذه المنصة الرقمية، سيتمكن التقنيون والمهندسون من تسجيل المعلومات اللازمة في أجهزة ذكية وإرسالها عبر تطبيق يتيح للسلطات المحلية وإطارات القطاعات المعنية بالاطلاع على وضعية البنايات، وتعد المنصة حلا رقميا يعمل على جمع المعلومات ونشرها أثناء إجراء الخبرة في الميدان بصفة آلية، بعد وقوع الزلازل أو الفيضانات أو غيرها، مبنية على خرائط الوكالة الفضائية الجزائرية “آزال”.

الأخبار المغلوطة وجدت أرضا خصبة بوسائل التواصل الإجتماعي
تزامنا مع الزلزال الأخير الذي ضرب عدة ولايات بتركيا وسوريا، وراح ضحيته آلاف مع خسائر مادية كبيرة في الممتلكات، إنتشر وسط الجزائريون الكثير من الإشاعات والتنبؤات غير العلمية والدقيقة حول زلازل وهزات أرضية قادمة ستكون أكثر خرابا بالمنطقة العربية، حيث وجدت هذه الأخبار شبكات التواصل الاجتماعي أرضا خصبة لإنتشارها.

توظيف الهواتف الذكية في الكشف المبكّر عن الزلزال
مع تزايد معدلات وإحتمالات الكوارث الطبيعية، وفي مقدمتها الزلازل، بات لدى خبراء ومختصون جزائريون ، تساؤلات حول كيفية مساعدة الذكاء الإصطناعي في مواجهة الزلازل من خلال إستخدام آليات الإنذار المبكر، مع ضرورة زيادة الوعي بأهميتها، في ظل الافتقار الحالي لها بالجزائر وعديد الدول العربية والإفريقية، مثلما أشارت ميرنا أبو عطا، مسؤولة البرامج الإقليمية بمكتب الأمم المتحدة للحد من الكوارث الإقليمية للدول العربية، في تصريح لبوابة “الشروق أونلاين” إلى أن أنظمة الإنذار المبكر حاليا وبوجه عام، لا تغطي نصف بلدان العالم، ومن خلال هذا فإن ثمة تعويلا لدى السلطات العليا في البلاد على الاستثمار في الأنظمة الرقمية للإنذار المبكّر للزلازل بالشكل الذي يساعد على إنقاذ الأرواح وتقليل الأضرار الناتجة عنها، في وقت يذهب خبراء في الرقمنة والتقنية والهواتف الذكية إلى ضرورة إستعمال الذكاء الإصطناعي للتقليل من وفيات الزلزال بتوظيف الهواتف الذكية في الكشف المبكر عن الزلزال، حيث يمكّن إستخدام الهواتف الذكية للكشف المبكّر عن حدوث الكوارث الطبيعية، حيث برزت بعض الأنظمة التي تعمل على الكشف عن الزلازل، بإعتماد بيانات رقمية على الهاتف الذكي، مثل برنامج “Zizmos” الذي أُطلِق العام 2015، ويتميز بأنه أرخص نسبيا من أنظمة الكشف والإنذار التقليدية، ويمكنه العمل عبر شبكة رقيمة أوسع من أجهزة الإستشعار، عبر إنشاء شبكة من ملايين أجهزة الإستشعار المنخفضة التكلفة، إذ ينزّل المواطن المالك للهاتف الذكي تطبيقا يرصد عددا من المؤشرات عن طريق هاتفه الذكي، فيجمع البيانات عند حدوث الهزات، ويرسلها، بحيث يتمكَّن النظام من مراقبة حركة الزلازل وتنبيه المستخدمين، وقد برزت دعوات بضرورة الاستفادة من هذه التطبيقات الرقمية بدمجها في الهواتف عند تصنيعها بدلا من الاعتماد على تثبيت المستخدمين لها.
وظهرت مطالب لخبراء ومختصين تدعو من خلالها متعاملي الهاتف النقال إدخال تقنيات الذكاء الإصطناعي للمساعدة في التحذير من الزلازل، وإستدلوا بذلك مثالا عن شركة “Xiaomi” الصينية للهاتف المحمولة، حيث أدمجت هذه الأخيرة نظام التشغيل الخاص في هواتفها يرسل تحذيرات ورسائل إلى مستخدميها من الزلازل خلال ثوانٍ وقبل الشعور بالهزات الأولى لتنبيههم.

وزير السكن والعمران والمدينة طارق بلعريبي لـ”الشروق أون لاين”:
نراهن على التكنولوجيات الحديثة في مقاومة الزلازل


طالب طارق بلعريبي وزير السكن والعمران والمدينة، في تصريح له لـ”الشروق أون لاين” على هامش الملتقى الدولي للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية بالعاصمة شهر ماي الجاري من المصالح التقنية للبناء والمهندسين المدنيين والمعماريين المعتمدين، بإدخال أحدث التكنولوجيات المستعملة في البناء، ومقاومة الزلازل، التي انتهت بإبتكار تقنية العازل الزلازالي، وأجهزة إمتصاص الصدمات، على غرار ماتم إستعماله في قاعة الصلاة بجامع الجزائر، تلاها مشاريع إنجاز المرافق الرياضية العالمية الكبرى، بما فيها ملعب نيلسون منديلا ببراقي في العاصمة، والمركب الأولمبي، ميلود هدفي بوهران، وملعب الدويرة وتيزي وزو، المجّسدة بتصاميم وبناء وفق النظام الجزائري المضاد للزلازل “RPA”.
وقال الوزير، أن الجزائر بصدد إنشاء مشروع قانون تعمير جديد بمشاركة مختصين وخبراء من عدة دول، حيث تطمح الجزائر إلى الإستجابة للتطورات الإجتماعية والايكولوجية والإقتصادية، والرقمنة، مع ضرورة الإهتمام بمجال الذكاء الإصطناعي مستقبلا الخاص بالإنذار المبكر للزلازل، مع تجديد الأنسجة العمرانية بالجزائر وفق نظم حديثة.

المندوب الوطني للمخاطر بوزارة الداخلية حميد عفرة لـ”بوابة الشروق”:
إستخدام الذكاء الإصطناعي في الإنذار المبكّر للزلازل سينقذ أرواحا


أكد المندوب الوطني للمخاطر بوزارة الداخلية حميد عفرة، أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، شهر فيفري الماضي، أعاد إلى الواجهة الحديث عن أهمية أنظمة الإنذار المبكر للزلازل بإستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي للتقليل من عدد الضحايا، حيث يساعد توظيف تقنيات الذكاء الإصطناعي في تطوير أنظمة الإنذار المبكر للزلازل، كما يمنح المواطنين بعض الوقت للإخلاء والاستعداد، ويساعد على تقليل عدد الضحايا والأضرار التي تلحق بالممتلكات والبنية التحتية، إذ قد تساعد الفترة المقدرة بالثواني التي يمنحها الإنذار المبكر للسكان على خفض أعداد الضحايا بنسب تصل إلى 30بالمائة، ونظرا إلى السرعة الكبيرة للذكاء الإصطناعي يقول عفرة في تصريحه لبوابة “الشروق أونلاين”، فإنه يمكن أن يوفر مزيدا من الوقت قد يصل إلى دقيقة.
وتشير بعض التقديرات يضيف المسؤول إلى أن بناء نظام الذكاء الإصطناعي للإنذار المبكر في حالات المباني غير شاهقة الارتفاع، يمكن أن تنقذ الثواني القليلة التي يوفرها هذا النظام المزيد من الأرواح.
وأبرز عفرة، أن التكفل بالمخاطر الكبرى، بما فبها الزلزال، دخل في إطار التعهد رقم 33 من مجمل تعهدات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون الـ 54، الذي نص على إحترام متطلبات التنمية المستدامة وحماية البيئة لضمان حماية أمن المواطن والممتلكات، ووقايته من مختلف المخاطر الطبيعية كالزلازل والفياضانات و إنزلاقات التربة والحرائق والجفاف.
وحثّ المسؤول، على توظيف الرقمنة قصد تسيير المخاطر والتخفيف من حدّتها، في وقت يشهد فيه العالم تزايد في معدلات الكوارث الطبيعية والمخاطر كالزلزال الأخير بداية شهر فيفري الماضي، الذي حدث بسوريا وتركيا، وشعرت به بعض الدول المجاورة، وهو مرشح للإستمرار في بعض الدول العربية الموجودة على الشريط الزلزالي في ظل التغير المستمر للمناخ.
وأوضح عفرة، أن الجزائر لديها مركز بحث أنشىء منذ أزيد من 130 سنة، لابزال يشتغل لحد الساعة، وله باحثين لهم منشورات وأبحاث معترف بها عالميا، كما لها قواعد وتقنيات مضادة للزلازل منذ 1981 بعد زلزال الأصنام، قابلة للتطور والتحيين، علاوة على الخبرة فيما يخص البناءات المضادة للزلازل، ومشروع جامع الجزائر يعتبر -حسبه- مرجعا لبناءه على أسس عازلة للزلازل ،مع استعمال تقنيات فريدة تأخذ بها كبرى الدول المعرضة لخطر الزلازل كاليابان.

شهيرة حسن وهبي المختصة في إدارة الحد من مخاطرالكوارث
زلزال بومرداس الأخير يفرض على الجزائر إعتماد نظام الإنذار المبكر


قالت شهيرة حسن وهبي، مديرة إدارة الحد من مخاطرالكوارث، بجامعة الدول العربية، أن تقنيات الذكاء الإصطناعي ستوفّر العديد من الإمكانات والمزايا الداعمة لأنظمة الإنذار المبكر للزلازل، التي قد تساعد على اكتشافها مبكراً، كما ستمنح المزيد من الوقت لتقليل خسائر الزلزال.
وأضافت ممثلة أمين عام جامعة الدول العربية، في لقاء جمعها ببوابة “الشروق اونلاين”، عقب فعاليات الملتقى الدولى للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية شهر ماي 2023 بالجزائر، أن توظيف تقنيات الذكاء الإصطناعي في تطوير أنظمة الإنذار المبكر للزلازل سيمنح المواطنين، بعض الوقت للإخلاء والاستعداد للهروب من خطر الدمار الذي سيخلّفه الزلزال، كما سيساعد على تقليل من عدد الضحايا، والأضرار التي تلحق بالممتلكات والبنية التحتية، إذ قد تساعد الفترة المقدرة بالثواني التي يمنحها الإنذار المبكّر على خفض أعداد الضحايا بنسب تصل إلى 30بالمائة.
وأضافت المسؤولة، أن الجزائر قد إعتمدت “إطار سنداي” للحد من مخاطر الكوارث في الفترة مابين 2015-2030 ، الذي يعد أول اتفاق رئيسي لخطة التنمية في العالم العربي، ومدته 15 عاما، قد إستبقت عديد الدول العربية بالإعتماد على إنشاء “منصة ديما” التي تسمح بالحصول على نتائج التقنية للبنايات المتضرّرة بعد الزلزال.
وأضافت المختصة في إدارة الحد من مخاطرالكوارث بجامعة الدول العربية، أن الجزائر مطالبة بإستغلال نظام الإنذار المبكر للزلازل بإعتمادها للذكاء الإصطناعي الذي سيوفر-حسبها- مزيداً من الوقت قد يصل إلى دقيقة، من أجل عمليات الإخلاء المبكرة للمباني والسكنات قبل حدوث الزلزال، وذكرت المسؤولة في تصريحها أن نظام الذكاء الإصطناعي سيوفر قدرات أعلى لالتقاط الإشارات الدقيقة، في حين أنه من الصعب ميدانيا اكتشاف الهزات الأرضية ومؤشرات الزلازل والضوضاء الأرضية نتيجة عديد من العوامل، فإن قدرات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الاستشعار المتقدمة ستساعد على اكتشاف الإشارات الدقيقة التي لا يلاحظها البشر، ومن مزاياه القدرة على استخراج الإشارات التي تغرق في الضوضاء بسرعة.

ميرنا أيو عطا ممثلة مكتب الأمم المتحدة للحد من الكوارث لـ”الشروق”
الجزائر لها استراتيجية عربية لتسيير وإدارة مخاطر الكوارث


أكدت ميرنا أيو عطا، مسؤولة البرامج الإقليمية بمكتب الأمم المتحدة للحد من الكوارث الإقليمية للدول العربية، أن الجزائر عرضة للكثير من المخاطر الهيدروجينية والجوية والمخاطر الناجمة عن تغيير المناخ، والفياضنات والسيول والأعاصير والجفاف والزلازل، والأخطار الجيولوجية والإنزلاقات الأرضية، والأخطار البيولوجية مثل الفيروسات والجوائح كجائحة كوفيد 19 والأوبئة كالكوليرا، والحمى الصفراء، علاوة على الأخطار التكنولوجية والكيماوية مثل الإنفجارات في الغاز المسال والتسرب النفطي.
وقالت المسؤولة في تصريح لبوابة “الشروق أونلاين”، أن الجزائر تصنف ضمن البلدان المعرضّة لخطر الزلازل والفياضانات والجفاف، وأن زلزالي الشلف سنة 1980، وبومرداس 2003 تتصدران قائمة كبرى الزلزال خلال الـ 50 سنة الماضية، تبعها زلزال اليمن 1982، وزلزال مصر 1992 التي كانت لها خسائر كبيرة.
وأضافت ممثلة مكتب الأمم المتحدة للحد من الكوارث، أن الجزائر جدّدت إلتزامها بتنفيذ وتحيين القوانين الأممية لمواجهة الكوارث الطبيعية سيما الزلازل، فالجزائر -حسبها- كانت ولازلت في طليعة الدول المتعاونة في ذات المجال وعلى كل المستويات الاقليمية والدولية في مجال الحد من مخاطر الكوارث، كما لديها استراتيجية وطنية لتسيير وإدارة مخاطر الكوارث، ولديها قانون منذ العام 2003 حول الحد من مخاطر الكوارث، والتي تقوم حاليا على تحيينه وهذه من الأمور -تقول المسؤولة- مهمة في تعزيز حوكمة مخاطر الكوارث، لتكون الركيزة الأساسية لكل الجهود التي تبذلها فيما يخص الحد من المخاطر، بإستعمالها للتكنولوجيات الحديثة والتقنيات الرقمية للحد من الكوارث، في إطار إتفاق سنداي الذي اعطى لها أهمية كبرى للحد أخطار الزلازل .
ونبّهت ممثلة مامي ميزوتوري الممثلة الخاصة، للأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، أن زلزال بومرداس لسنة 2003 كشف أن معظم الخسائر التي شملت الممتلكات وقتها غير مؤمنة، داعية إلى التركيز أكثر على جانب التأمين الغائب.
وقالت ميرنا أبو عطا، أنه حان الوقت للتفكير بإنشاء صندوق عربي للتكفل بمخلفات الكوارث الطبيعية، مؤكدة أن توصيات الجزائرللحد من الكوارث الطبيعية كالزلزال شهر ماي الجاري سيثمرعنها مقترح تدعيم الجزائر على غرار الدول العربية التي هي عرضة لمخاطر الكوارث الطبيعية بنظام الإنذار المبكر قبل حدوث الزلازل الغير متوقّعة والمفاجئة، بإعتمادها تقنية الذكاء الإصطناعي.

والي بومرداس يحيا يحياتين :
نعمل على إستحداث نظام الإنذار المبكر للزلازل


كشف والي بومرداس، يحيا يحياتين، أن ولايته قد تعزّزت بمنظومة تنظيمية ورقمية هامة، على غرار باقي ولايات الوطن بعد زلزال 21 ماي 2003 الذي فرض معايير ومقاييس تكنولوجية جادة فيما يتعلق بالبناء والعمران وشغل الأراضي بصفة عامة.
وقال يحياتين، في تصريح لبوابة “الشروق اونلاين”، أن ولاية بومرداس، بعد 20 سنة من الزلزال، قد تحوّلت إلى ولاية جديدة بعد أن عملت على إزالة آثار الزلزال، التي لم يبقى منها إلا بعض المواقع القليلة من الشاليهات والتي سيتم إزالتها مع حلول سنة 2024.
وبخصوص السؤال عن إستحداث تطبيقات الإنذار المبكر للزلزال، بحكم أن ولاية بومرداس توجد على الشريط الزلزالي، قال الوالي، أن النظام الرقمي للانذار المبكر للزلازل يتطلب مشاركة البيانات بين الولايات الاكثر عرضة للظاهرة كالبليدة والشلف وتيبازة، خاصة أن الزلازل قد لا تضرب ولاية واحدة فقط، وقد لا تكون المؤشرات التي تقدمها الأنظمة الذكية في كل ولاية كافية لإطلاق إنذارات مبكرة في الوقت المناسب، وهو ما يتطلب جهودا إضافية من طرف المختصين والخبراء في مجال البناء والتعمير لأجل العمل بذات النظام الرقمي الذي سيساعد على التقليل من ضحايا الزلزال.
وأضاف المسؤول، أن زلزال 21 ماي 2003 الذي ضرب الولاية وتبعه زلزال ميلة وبجاية، يفرض علينا الإعتماد على جلب التكنولوجية لأجل الأستفادة من خبرات الدول الأكثر عرضة للزلازل كاليابان والصين.
وأضاف الوالي أن مصالحه تحرص كل الحرص على وضع كافة أدوات التعمير الخاصة بها من مخططات توجيهية للعمران ومخططات شغل الأراضي، وبرامج تكنولوجية ورقمية للحد من مخلفات الكوارث بما فيها الزلزال، بما يراعي مقاييس السلامة، والتوجيهات التي يقدمها خاصة الخبراء في ميدان الوقاية من الزلازل والمخاطر الكبرى.

أعمر بلحاج عيسى مدير عام المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل
الإلتزام بتقنيات مقاومة الزلازل بات أكثر من ضرورة بعد كارثة سوريا وتركبا


أعطى المدير العام للمركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى،أعمر بلحاج عيسى نظرة مستقبلية إستشرافية للحد من الكوارث عامة والزلزال خاصة، وراهن عن
تقنيات وأنظمة الإنذار المبكر للزلازل التي تعمل -حسبه- على دراسة إشارة الموجة الاهتزازية الأولى الناتجة عن هذا الاخير، والمقسمة إلى قسمين، أولها الموجة الأولية “P” سريعة الانتشار، والموجة الإهتزازية “S” الأقل في سرعة الإنتشار لكنها تحمل معظم طاقة الزلزال.
ويضيف المسؤول في حديثه لبوابة “الشروق” اونلاين” أن خبراء والمختصين في علم الزلازل يسعون حاليا لالتقاط الموجات الاهتزازية الأولية “P” مع إرسال إشارات تحذيرية ستكون كافية لاتخاذ إجراءات إخلاء سريعة والابتعاد عن موقع الخطر، كما وجد هؤلاء أن الموجات الزلزالية تحفّز اضطرابات الجاذبية التي تنتشر إشاراتها بسرعة الضوء، وبالتالي يمكن أن تصل إلى المحطات البعيدة في وقت أسرع من موجة “P”، التي تسمى علميا الإشارات السريعة للجاذبية المرنة “PEGS”، إذ يمكن للأنظمة الرقمية للإنذار المبكر استشعار الإشارات الأولى وإعلام المواطنين بها ن ويمكن لهذه الثواني القليلة أن تمنحهم فرصة للنجاة بأنفسهم.
لذلك فإن النظام الرقمي للإنذار المبكر بإستخدام علم الذكاء الإصطناعي القائم بذاته، وباستخدام تقنياته يمكن إحتمال التنبا بوقوع زلزال على المدى القريب مع هامش خطأ بسيط.
وقال المدير العام للمركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية ، أنه بعد الزلازل المدمرة في تركيا وسوريا بات من الواضح على الخبراء والمختصين الجزائريين في مجال البناء الإلتزم بتقنيات مقاومة للزلازل بإستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ستقلل من حجم الكارثة في حالة الزلازل القوية كما حدث في بومرداس سنة 2003.

المهندس المدني والخبير القضائي في البناء بوعلالم عيسى:
تطبيقات الإنذار المبكر على الهواتف الذكية أثبتت فعاليتها دوليا


يؤكد مهندس مدني والخبير القضائي في البناء المعتمد لدى مجلس سيدي بلعباس، بوعلالم عيسى، أن الكثير من المختصين يقولون أن التكنولوجيا الحديثة، كالذكاء الإصطناعي، كفيلا أن يساعد على التنبؤ بحدوث زلزال قبل وقوعه، ومن الممكن للهواتف الذكية أن ترسل إنذارات للأشخاص لتحذيرهم لإيجاد ملجٲ آمن، وهنا لابد من الفصل بين أمرين أولهما هو التنبؤ بحدوث الزلزال و الثاني هو توقّع حدوثه.
فأما التنبؤ هو غير ممكن إطلاقا لحد اليوم، وهو في طريق البحث و الدراسة، أما الثاني فهو ممكن لعدة أسباب منها التجارب التاريخية ودراسة موقع معين نظرا لوجود نشاط زلزالي متكرر، وبخصوص سؤالكم حول امكانية تسهيل التطبيقات التي يتم تحميلها على الهواتف الذكية في عملية الإنذار المبكر لوقوع الزلزال وتوقع حدوثه، فيعكف الباحثون و المختصون في مجال الذكاء الإصطناعي حاليا على تطوير تقنيات من شأنها توقّع حدوث زلزال في منطقة معينة، ولاشك يقول المختص في البناء، أن العالم سيصل مستقبلا إلى أكثر من ذلك، وعلى الجزائر الأخذ بتجارب الدول التي لها خبرات في مواجهة الزلازل كاليابان والصين وغيرها من الدول بحكم أن عديد الخبراء والمهندسين المدنيين الجزائريين، لهم تكوينات مباشرة في هذه البلدان، مضيفا أن هناك عدة تطبيقات هاتفية متاحة الآن موجّهة في إطار عملية التنبؤ بحدوث زلزال قبل وقوعه بثواني، و هذه التطبيقات إذا أثبتت فعاليتها قد تحد من الخسائر بنسبة تقارب 50 بالمائة، إذ لا يمكن التنبؤ بها مثلا قبل 24 ساعة وهي فقط بحوالي دقيقة إلى دقيقتين على الأكثر، حيث أن هذه التطبيقات يستطيع من خلالها المستخدم استشعار الهزة قبل وصولها إلى مكان الهاتف، رغم ضآلتها، ويمكن للشخص في هذه المدة القصيرة أن يبحث عن مكان آمن يحميه، حيث أن الهزة تستغرق وقتا منذ وقوعها في باطن الأرض إلى وصولها إلى سطح الأرض ثم انتشارها بشكل دائري إلى أن تتضاءل قوتها.
ودورنا كمختصين في البناء، يقول بوعلالم، يقتصر على مرحلة ما قبل حدوث الزلزال، و هي أهم مرحلة تتمثل في كيفية إنجاز بناية مقاومة لهذا الزلزال مهما بلغت درجة قوته، وذلك بداية بإعداد دراسة تقنية دقيقة محكمة ثم يأتي التشييد الذي لابد أيضا أن يتم وفقا للمعايير المعمول بها بوجود اليد العاملة المؤهلة، و متابعة الكوادر ذات الكفاءة العالية، فلابد للعام و الخاص أن يعلم أن المهندس المدني هو صمام الأمان لأي بناية، و بتغييبه و تهميشه سيتمكن الزلزال بقوته من كل ماهو مشيّد فوق سطح الّارض من بنايات،
وإذا فصلنا في الجانب التكنولوجي فالمهندس المدني يعتمد حاليا برامج رقمية خاصة ينتظر تبنيها من طرف الوصايا حيث لايزال هذا الأخير يعمل بالبرنامج التقليدي الكلاسيكي بإستخدامه
برنامج “روبو ميلينيوم” منذ السبعينات، ونأمل مع تحيين القانون 04/20 الذي يحدّد المخاطر الكبرى العشرة وأهمها الزلزال، أن تهتم بالجانب الرقمي والتكنولوجي بما فيها الذكاء الإصطناعي لتقليل عدد الضحايا مع الإستفادة من تجارب الدول المتطورة في هذا المجال وعلى متعاملي الهاتف النقال إستغلال الفرصة كونها الأكثر إنتشارا في المجتمع الجزائري.

الذكاء الاصطناعي قادر على منافسة البشر مستقبلا

ختاما. من الواضح مما سبق ذكره، أن الذكاء الإصطناعي وتكنولوجيات الهوانف الذكية ستحدث تغييرات كبيرة على حياة البشرية عامة، وعلى الجزائر بصفة خاصة، والتي
حدّدت عذه الأخيرة لها أولويات وطنية في مجال عصرنة البناء والحدّ من الكوارث الطبيعية كالزلازل والفياضانات، بربطها بالذكاء الاصطناعي، وتوظيف الجي بي أس للتقليل من ضحايا، الكوارث الطبيعية كالزلازل ،حيث تسعى حسب مسؤولين، إلى الاستثمار في علم البيانات والذكاء الاصطناعي من أجل تحسين عمليات التخطيط والتنبؤ والخدمات الحكومية المقدمة للمواطن.
وتعوّل الجزائر على إنشاء مدينة تكنولوجية على غرار المدرسة الوطنية العليا للذكاء الإصطناعي ستكونان ركيزتين هاماتين لاقتصاد مبني على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة، إذ تملك خزانا هائلا من الكفاءات في هذا التخصص، غير أنه ليس منتشرا في الجزائر مقارنة بدول أخرى، ما فتح المجال لتوظيفه بتطويره من خلال الإستراتيجية الوطنية في الذكاء الاصطناعي الممتدة من 2020 إلى غاية 2030، والتي ستفتح مستقبلا الأبواب تجاه إستخدامه في كبرى المخاطر الطبيعية كالزلازل، وهو تخمين طرحه مختصون في مجال البناء وعلم الزلازل ومسؤولون في الحكومة منذ تاريخ كارثة بومرداس الطبيعية في 21 ماي 2003 التي خلّفت نحو 2266 قتيل و10261 جريح، بالإضافة إلى إنهيار أكثر من 1243 بناية.
ويجتمع الخبراء والمسؤولين ممن حاورتهم بوابة “الشروق أونلاين”، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على التنافس مع البشر في حجم وسرعة العمليات، بينما ترتبط جودة التنبؤ بالزلازل بينما تقف العديد من التحديات مستقبلا أمام الجزائر بتطوير نظام الإنذار المبكر لحدوث الزلازل، الذي تكتنفه -حسب العارفين بهذا العلم بعض الصعوبات،ما خلق اهتماما جزائريا يراهن قبل 10 سنوات على توظيف تقنيات الذكاء الإصطناعي للإكتشاف المبكّر للزلازل مع تحديد موقعها ودرجة قوتها بشكل سريع، للعمل على تخفيف الخسائر والآثار المحتملة للكوارث، خاصة فيما يتعلق بالخسائر البشرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!