-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
زار 17 بلدا.. كرّم 800 رياضي.. صديق المثقفين وصاحب المبادرات الإنسانية

هذه قصة لخضر مباركي الذي حوّل منزله إلى خيمة ومتحف للضيوف بباتنة

صالح سعودي
  • 2557
  • 1
هذه قصة لخضر مباركي الذي حوّل منزله إلى خيمة ومتحف للضيوف بباتنة
ح.م

يحظى السيد لخضر مباركي بالتقدير والاحترام في مدينة بريكة بباتنة، وهذا بناء على خفة روحه ومساره الرياضي ومواقفه الإنسانية، حيث لا يتوانى في مد يد العون للمرضى والمحتاجين، ناهيك عن تشجيع مختلف المبادرات التي تضفي الحيوية وسط الكبار والصغار، في الوقت الذي أنجز متحفا يتضمن مختلف أصناف الرايات الوطنية، كما يعد صاحب أكبر راية وطنية عام 2009، خلال مباراة “الخضر” ضد مصر بملعب القاهرة لحساب تصفيات مونديال 2010.

يشيد سكان بريكة بباتنة كثيرا بجهود وتضحيات لخضر مباركي لإعطاء الوجه الإيجابي للمنطقة، وهذا من خلال تحليه بالكرم ومد يد العون، ناهيك عن ميله الكبير للرياضة التي مارسها منذ الصغر، وحقق نجاحات وإنجازات مهمة في رياضة ألعاب القوى، كما خدم الرياضة من الناحية التسييرية، وهذا علاوة على انشغاله بهموم أبناء مدينته، وحرصه على مساعدة الطبقة المعوزة، في الوقت الذي حوّل منزله إلى متحف و”دار ضياف”، ما جعله مفتوحا أمام الضيوف من مختلف مناطق الوطن، وهو الذي يعبر عن ارتياحه الكبير لإكرام ضيوفه من مختلف الفئات والأعمار.

صاحب أكبر راية وطنية عبرت شوارع القاهرة

يعد لخضر مباركي من عشاق المنتخب الوطني ومناصريه الأوفياء، حيث أنه سجل حضوره في الكثير من مباريات “الخضر” خارج الديار، وفي مقدمة ذلك خلال تصفيات ونهائيات مونديالي 2010 و2014، وسجل حضوره في ملعب وشوارع القاهرة بأكبر راية وطنية صنعت الحدث، وذلك خلال المباراة الحاسمة التي جمعت المنتخب الوطني أمام نظيره المصري خريف عام 2009. وعلاوة على ذلك، يملك لخضر مباركي أكبر عدد من الأعلام والرايات الوطنية في الجزائر، والتي بلغت أكثر من 5 آلاف راية وطنية من مختلف الأحجام، ويقول لخضر مباركي عن علاقته مع المنتخب الوطني: “رافقت المنتخب الوطني لكرة القدم في أغلب خرجاته، وخاصة خلال بطولة أمم إفريقيا وكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ومونديال 2014 بالبرازيل، كما قمت بعدة معارض حول الأعلام الوطنية، منها اكبر معرض في الجزائر للأعلام الوطنية بمناسبة ستينية 60 الثورة الجزائرية بباتنة”، ومعارض أخرى في بسكرة وغرداية وبرج بوعريريج ومستغانم، وتلقى دعوات مشاركة في مهرجان دولي بتونس، ودعوات أخرى للمشاركة في قطر والأردن.

كان رياضيا بارزا في ألعاب القوى

وللسيد لخضر مباركي مسار مميز في رياضة ألعاب القوى، حيث كانت بداياته مع رياضة الجري في السنة الأولى من التعليم المتوسط، حيث يقول عن نفسه: “تعلمت الجري مرغما، لأن بيتي كان بعيدا من متوسطة بن بعطوش التي كنت ادرس فيها، والوقت لا يكفي للذهاب والإياب بأريحية، وقد مثلت مؤسسة ابن بعطوش في مختلف السباقات المدرسية، حيث فزت بالبطولة الوطنية للرياضة المدرسية والجامعية أنذاك”. وبعد نهاية الدراسة، كانت له تجربة مهمة أثناء الخدمة الوطنية، حيث فاز مرتين بالبطولة الوطنية العسكرية لنصف الماراطون والبطولة الوطنية بين الوحدات العسكرية، وشارك في البطولة العالمية للعدو الريفي وفي السباق الدولي للمدرسة الوطنية للرياضة العسكرية، كما شارك في عدة سباقات خارج الوطن.

وبعد انتهائه من الخدمة الوطنية خلال منتصف الثمانينيات، انخرط في فريق ليون الفرنسي لمدة 6 سنوات، حيث فاز معه بعديد البطولات والماراطونات، وكان من بين الرياضيين الذين كانوا معه في نفس النادي الفرنسي المرأة الأكثر تتويجا في فرنسا آنات سارجنتAnette-sergent، وهي بطلة فرنسا وأوروبا أكثر من 6 مرات، وبطلة العالم 3 مرات، وبعد ذلك عاد إلى الجزائر، حيث انتخب لعهدتين رئيسا للمجلس البلدي للرياضة، في الوقت الذي أسس نادي الكرامة للعدو الريفي الذي برز في ظرف 3 سنوات، ما جعله ثالث أحسن ناد جزائري في رياضة نصف الماراطون.

يملك متحفا وخيمة تتسع ل100 شخص

والشيء الملاحظ في لخضر مباركي هو تحويل منزله إلى متحف يحوي في ثناياه أشياء نادرة، كما يصنفه البعض في خانة الحديقة الساحرة، بالنظر إلى أجواء الإخضرار والأزهار التي تزين جميع أروقته، ناهيك عن انجازه لخيمة تتسع لـ100 شخص وقاعة لعقد الندوات واحتضان مختلف المبادرات، وحريص على تنظيم وتشجيع مختلف المبادرات الرياضية والإنسانية، في الوقت الذي تولى سابقا رئاسة لجنة تنظيم كأس الجزائر أواسط أكابر للكاراتي.

وبعيدا عن الرياضة، فإن ابن بريكة معروف بمبادراته الإنسانية، حيث قام مع نهاية شهر رمضان الكريم لهذا العام بحفل إفطار جماعي بمنزله على شرف جميع عمال النظافة ببريكة، وخصص عمرة لأحدهم بعد أن ابتسمت له عملية القرعة لزيارة البقاع المقدسة، وهي الالتفاتة التي استحسنها الكثير.

وفي السياق ذاته، يملك لخضر مباركي حديقة جميلة بشهادة من دخلوها من الضيوف، فيها عدة أنواع من النباتات تسر الناظرين، وعدة شلالات، كما يملك عدة أنواع من الحمام الزاجل والطيور، وحوالي 50 عصفورا من مختلف الأنواع. ويقول لخضر مباركي في هذا الجانب: “املك أيضا متحفا تقليديا فيه من الأشياء القديمة والتقليدية والتراثية النادرة، البعض منها يفوق عمرها 100 سنة. كما املك خيمة تتسع لأكثر من 100 شخص، وعندي من الأواني التقليدية ما يأكل بها 100 شخص في نفس الوقت بجميع لوازمها”.

الرجل الذي كرم الجميع ولم يتم تكريمه

ومن الجوانب التي عرف بها السيد لخضر مباركي، أنه لم يتوان في تكريم وجوه رياضية وثقافية واجتماعية كثيرة، سواء من مسقط رأسه بريكة ومن مختلف مناطق الوطن وخارجه أيضا، في الوقت الذي لم يحظ حسب قوله بأي تكريم لحد الآن، وفي هذا الجانب، يؤكد لخضر مباركي انه قام بتكريم كل رؤساء بلدية بريكة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، ورؤساء المجالس البلدية للرياضة لبريكة، وحكام كرة القدم لمدينة بريكة، كما كرّم أغلب رياضيي مدينة بريكة ممن حققوا نتائج منذ الاستقلال حتى الآن، في الوقت الذي كرّم حسب قوله الفريق الوطني العسكري لألعاب القوى، وكذا رؤساء اتحادات البيار ورفع الأثقال والكرة الحديدية.

مثلما كرّم أيضا شعراء الجزائر 2016 رفقة لجنة التحكيم، فريق أكاديمية برشلونة لكرة القدم بتونس، والفريق الوطني لكرة اليد.

وفي هذا الجانب، يقول محدثنا أنه كرم حوالي 800 رياضي من مختلف الرياضات على المستوى الوطني، في الوقت الذي حظي منزله بزيارة وجوه رياضية وثقافية بالجملة، على غرار المعلق الشهير حفيظ دراجي والإعلامي سليمان بخليلي والوزير السابق عز الدين ميهوبي والشاعر محمد جربوعة ووجوه رياضية كثيرة، مثل مدرب القوات الخاصة الأمريكية لرياضة الكينغ فو، ورئيس الاتحاد الإفريقي لرياضة البيار، ورؤساء اتحاديات رياضية مختلفة، وكذا فريق ليون الفرنسي لألعاب القوى لسنة 87 مع بطلة العالم Anette -Sergent، وفرق وطنية مختلفة في كرة القدم أو في رياضات أخرى.

ويشير لخضر مباركي في ختام الزيارة التي قمنا بها إلى مسقط رأسه ببريكة، أنه يفرح كثيرا كلما ازداد عدد الضيوف في بيته، حيث يقول في هذا الجانب: “منذ أكثر من 10 سنوات لم ابق أسبوعا دون ضيوف، ودون مبالغة قد أكون أنا الوحيد في الجزائر من كرم أكثر من 800 شخص من إمكاناتي الخاصة”، مضيفا أنه بفضل الرياضة، زار حوالي 17 دولة في العالم، وتعرف على رياضيين من مختلف الدول، والتقى بوجوه رياضية وثقافية جديرة بالاحترام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الصريح الواضح

    كل الأعمال التي قام ويقوم بها بدافع من إنسانيته النابعة من أصالته الجزائرية الشريفة جيدة وممتازة ويستحق عليها الشكر والتقدير باستثناء العمرة التي كان الأفضل تخصيص ثمنها لشراء ملابس أوكتب مدرسية للتلاميذ من أبناء الفقراء وإن كان قد سبق له أن فعل مشكورا # التصدق بالعمرة أراه عمل غير مفيد للجزائريين # وجهة نظر