-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تروي شهادة المجاهد الفقيد عمار بن عودة

هذه كواليس اجتماع “22” وقرار اندلاع الثورة

الشروق
  • 2667
  • 14
هذه كواليس اجتماع “22” وقرار اندلاع الثورة
ح.م
عمار بن عودة

“بكل صراحة، الشعب كان مهيأ للثورة في 1954، لأنه وصل إلى قناعة بضرورة محاربة المستعمر، ما جعل استجابته تكبر يوما بعد يوم، بفضل العمل الكبير الذي كان يقوم به المناضلون في الخفاء”.

لقد كان هناك تيار مسالم مع فرنسا يقوده الرئيس يوسف بن خدة والذي كان من الأساس رافضا لقيام الثورة أو التأجيل إليها، وأفضل ألا أخوض كثيرا في هذه المسألة حتى لا أسيئ إلى العديد ممن لا يزالون على قيد الحياة، أما التيار المتحمس أو المتسرع لاندلاع الثورة فكان أغلبهم من المنظمة السرية الذين كانوا في الجبل وهم 13: سويداني بوجمعة، بن طوبال، بن عودة، بوصوف، عبد السلام حباشي، زيغود يوسف، العربي بن مهيدي، ديدوش مراد، رابح بيطاط، محمد بوضياف، محمد بوشعيب، بن عبد المالك رمضان، أما الـ8 الآخرين فهم مؤسسو المنظمة السرية محمد بلوزداد، ومرزوقي، العمودي، بوعجاج، بن بولعيد، باجي المختار، ملاح سليمان، السعيد بوعلي وصاحب الدار إلياس دريج الذي اختارت مجموعة الجزائر بيته القريب من الغابة، كنت ساعتها في العاصمة قي شهر جوان 1954 حتى جاءني بلوزداد وحملني إلى الدار، وهكذا فعل مع البقية.

وعندما التحقت بالدار وجدت بداخلها من وصل قبلي وهم: بن بولعيد، بيطاط، ديدوش، سويداني، وبوشعيب ثم التحق الآخرون والذين كانوا يعرفوننا بأسمائنا الحقيقية هم: ديدوش، بوضياف، وبن مهيدي. والعضو الوحيد الذي لم أكن أعرفه هو عبد القادر العمودي.

وبعد أن اتفقنا على صيغة البيان ترشح للرئاسة اثنان وهما بوضياف وبن بولعيد ولم يتحصلا على الأغلبية النسبية المطلوبة فتم اللجوء إلى الدور الثاني بعد تناول الغذاء فقمت وقتها باقتراح فكرة القيادة الجماعية ودعم المرشحين بـ3 أعضاء آخرين وهم : بن مهيدي وديدوش ورابح بيطاط.

وتم قبول الفكرة والتصويت الجماعي على القيادة الجماعية والإسراع باندلاع الثورة والذي كان مقررا يوم 15 أكتوبر ثم عدل فيما بعد، إلا أن 5 أعضاء كانوا ضد وجود رابح بيطاط في القيادة الخماسية للثورة وهم: مشاطي وحباشي وملاح سليمان وعلي بوغني وعبد القادر العمودي واقترحوا بدلا عنه عبد الرحمان قيراس على أساس أن بيطاط لم يكن مسؤولا كالأربعة في المنظمة السرية (os) وتجاوزنا هذا الإشكال المعقد بصعوبة بعد أن طرح المتحمسون للثورة وهم: سويداني، باجي المختار، بن عودة، وزيغود منهجا عمليا للبداية، أما الآخرون وبكل أمانة لم يكونوا متحمسين بشكل عاجل لاعتبارات يقولون إنها موضوعية.

والقيادة الخماسية هي التي قررت اندلاع الثورة في 1 نوفمبر وكان التاريخ المتفق عليه في السابق هو 15 أكتوبر، وعندما سألت ديدوش مراد عن غياب منطقة القبائل، قال لي بالحرف الواحد: لقد اعتقدوا أننا مركزيون، فطلبت منه وعلى جناح السرعة مقابلة أوعمران فسمح لي بذلك، إذ ليس من المعقول أن تندلع الثورة ومنطقة القبائل غائبة،  فقابلت أوعمران في 21 شارع بولينياك بالعناصر يوم 24 جوان 1954 رفقة بلوزداد وبوعجاج في دكان للمواد الغذائية ثم انتقلنا إلى (مقهى الجزائر) وأقنعنا أوعمران بأننا لسنا مركزيين ولا اتصال لنا بهم ونحن على استعداد لتفجير الثورة، فوافق على أن يكون معنا، واتفق مع ديدوش لاصطحاب كريم بلقاسم واجتمعنا في فندق بشارع روندو بالجزائر، وتم إلحاق كريم بالقيادة لتصبح قيادة سداسية بعد أن تنازل له أوعمران، ثم قررت القيادة توسيعها إلى جماعة الخارج وتم إضافة آيت أحمد وأحمد بن بلة ومحمد خيضر لتتحول القيادة إلى تساعية، وعدل تاريخ اندلاع الثورة من 15 أكتوبر إلى ليلة الفاتح من نوفمبر 1954″.

 ع. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • ابن باديس

    يا صاحب الأرشيف لا ريب انك من جماعة الطرقية الصوفية القبورية

  • omar

    ابن باديس تعرفه كل الكرة الارضية فمن يكون دكتورك محمد قنانش هذا
    وهل نحن مجبرون على تصديقه مثلك ؟
    دعك من النبش في قبور الاموات وانظر لواقعك ومستقبلك وعلق وتكلم فحينئذ يكون لماتقول معنى

  • التاريخ يشهد

    و أن تهيئ الجزائريين فكريا للتطبيع معها و الخضوع لها وهو ما جعل رجالات الجمعية يقتنعون أن محاربة فرنسا ضرب من الجنون و هو ما أكده الدكتور محمد قنانش في كتابه ذكرياتي مع مشاهير الكفاح ص 117 حيث قال :
    “في محطة القطار بتلمسان، تقابلنا مع الشيخ عيد الحميد بن باديس وطلبنا منه بعض التفسيرات حول الكلمة التي روجها الشيوعيون باسمه وهي “الشيوعية خميرة الشعب”، فأجابنا بأن “سياستنا تتلخص في أن عدونا صديقنا” فقلنا له “إن هذا ليس موقفا سياسيا صريحا، و الواجب أنكم تكونون بجانب الوطنيين. فأجابنا بـ”أنكم مجانين وأنا لا أتحدث مع المجانين، هل يمكن أو يُعقل أن تخرج فرنسا من الجزائر؟؟

  • التاريخ

    مثل كل التنظمات و الحركات الاسلامية في عهد الجزائر الفرنسية كانت جمعية العلماء تطالب بالعلمانية (فصل الدين عن الدولة) و كانت تقول في مذكراتها و مجلاتها و اصداراتها بأن الجزائر جزء لا يتجزأ من الامة الفرنسية التي هي الام الحنون للجزائريين على حد قول إبن باديس و كان لزاما على الجزائري (العربي) المسلم أن يحمل السلاح للدفاع عن فرنسا اذا تعرضت للعدوان كل ما طالبته جمعية العلماء اذا هو علمنة الدولة أي أن لا تمنع الجزائريين من تعلم العربية و اقامة شعائر دينهم وهو ما نفذته و قبلته فرنسا شرط أن تبقى جمعية العلماء التي كانت ممثلة الشعب خاضعة للدولة الام (فرنسا )

  • من الأرشيف

    كانت جمعية العلماء المسلمين) تدعوا الى التعايش مع فرنسا و لم تفكر في الاستقلال و لا الجهاد و لا الثورة ضد المستدمر الفرنسي بل على العكس عنونت أسبوعية “البصائر” لسان حالها بالبند العريض :
    ( لسنا أعداء لفرنسا ، و لا نحن نعمل ضد مصلحتها، بل نعينها على تمدين الشعب و تهذيب الامة و نساعدها ) بتاريخ 17 أفريل من سنة 1933 !!
    و كتبت في مجلة الشهاب عن ضرورة اللغة الفرنسية ما يلي :
    ( تعليم اللغتين ضروري لنا ( المقصود الفرنسية و العربية ) ” و تواصل :
    ( لغتان متآخيتان في هذا القطر كتآخي أبنائهما وضروريتان لتمام سعادته كضرورة اتحاد الناطقين بهما و هما ( اللغة العربية و اللغة الفرنسوية ) !!!

  • من أرشيف التاريخ 2

    نقل الباحث بو الصفصاف فحوى محادثة مع أحد مشايخ الجمعية علي عبد الرحمان بن عمر:
    “إن الإدارة الفرنسية ابتهجت لإنشاء الجمعية ( جمعية العلماء المسلمين ) بهدف ملئ الفراغ الذي كان يحس به الأهالي و لاستقطاب كل علماء القطر في هذه المنطقة حتى يكون ربطهم بها يسيرا ، و تتضح لها كل الاتجاهات المناوئة و المؤيدة لسياستها الاستعمارية في الجزائر ، وفي مقابل هذه العلاقة بين الجمعية وفرنسا هناك العلاقة بين الزوايا وفرنسا، فالزوايا رغم سلبياتها مثلت إحدى أهم مراكز الحفاظ على الشخصية الثقافية الجزائرية .”

  • من أرشيف التاريخ

    كان من بنود المؤتمر الإسلامي 1936 الذي ترأسه الشيخ الطيب العقبي المطلبة بضم الجزائر إلى حكومة باريس و إلغاء الولاية العامة بالجزائر..
    كتب الطيب العقبي جريدة الإصلاح في 19 جوان 1940 ما يلي :
    ” إن الأمة الفرنسية هي الأمل الأخير المادي و المعنوي للمسلمين في إفريقيا الشمالية ، و لذا فإننا نطلب من الحكومة مواصلة الحرب على أرضنا بحرا أو جوا و نؤكد للجمهورية الفرنسية المساعدة الكاملة والشاملة لشعوب إفريقيا الشمالية)

  • الليلة الليلاء

    عند انطلاقة الثورة عبرت جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين عن الحدث بأسلوبها الخاص فقالت في افتتاحيتها بتاريخ 5 نوفمبر :
    ( حوادث الليلة الليلاء ... فوجئت البلاد الجزائرية بعدد عظيم من الحوادث المزعجة، وقعت كلها ما بين الساعة الواحدة والساعة الخامسة من صبيحة الاثنين غرة نوفمبر، وهو عيد ذكرى الأموات، ولقد بلغ عدد تلك الحوادث ما يزيد عن الثلاثين..."

  • قباءلي قح

    الى سمير
    ولد عباس ليس ممن فجروا الثورة ، الثورة تفجرت برجال كلهم من حزب الشعب ومن هذا الحزب
    خرجت الجبهة ، وكلهم توفوا رحمهم الله أخرهم " بن عوده " رحمه الله فيما اعلم .

  • قباءلي قح

    abu
    تقول حواديث لأن لا ماضي لأهلكم في طرد فرنسا....هؤلاء هم الثوار ...رحمهم الله

  • سمير

    عندما رأيت ولد عباس اصبحت اشك في الثورة

  • chamharouche

    يكثر خيركم و الله يرحمكم دنيا و اخرة شكرا على المجهود الصبر التضحية في وجه مستعمر غاشم ظالم عنصري متكبر.

  • DJAAFAR

    ''وأفضل ألا أخوض كثيرا في هذه المسألة حتى لا أسيئ إلى العديد ممن لا يزالون على قيد الحياة....''.
    بل كان من الأفضل الخوض في هذه المسألة لأنها هي تركت المتواطؤون يحكمون في أولاد الشهداء والمجاهدين .... وهاهي رمعون وشكيب وبقية اولاد الحركى كامثلة على ذلك ...حسبنا الله ونعم الوكيل

  • abu

    حواديت الجدات والعجائز....