-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذيان المخزن بوسوسة من الإليزي

حبيب راشدين
  • 2492
  • 8
هذيان المخزن بوسوسة من الإليزي
ح.م

فيما يتعثر حتى الآن المبعوث الأممي، السيد كوهلر، في تنفيذ توصيات قرار مجلس الأمن الأخير 2414 حول وجوب إحياء المسار التفاوضي بين جبهة البوليساريو والمغرب، دخل المغرب في ما يشبه الهروب الخطير إلى الأمام، برفع وتيرة وحدّة التصريحات المعادية للجزائر، وافتعال بؤر توتر مرتفع على المستويات السياسية والدبلوماسية والأمنية، كان آخرها تسويق قرار قطع علاقات المغرب مع إيران بذريعة وجود “تعاون عسكري بين حزب الله وجبهة البوليساريو” وإطلاق حملة مسعورة على خلفية إحياء جبهة البوليساريو للذكرى الـ45 لتأسيس الجبهة، وتنظيم استعراض عسكري بتفاريتي بالمناطق المحررة.
الجديد في المواقف المغربية أنها استهدفت هذه المرة الجزائر استهدافا مباشرا، بنبرة عدائية عالية، تحمل كثيرا من التهديد، بما في ذلك التهديد باللجوء إلى القوة لردع ما وصفته الدوائر الرسمية المغربية بـ”الخرق الفاضح لقرار وقف إطلاق النار” بتشجيع من الجزائر، فيما يعلم القاصي والداني أن لجبهة البوليساريو وجودا سياسيا إداريا وعسكريا بالمدن الواقعة شرق الجدار العازل منذ سبعينيات القرن الماضي، وقد سبق لها استقبالُ وفود أجنبية، منهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، كما كان لها نشاطٌ عسكري معلوم ومتابَع من قبل المينورسو، ولم يسبق لأي قرار صادر عن مجلس الأمن أن تعرَّض له أو أدانه.
حتى الآن جاء رد الجزائر متزنا متوازنا، إذ رفضَ التصعيد الخطابي، واكتفى برفع وتيرة المناورات العسكرية، في رسالة لم تكن موجهة ابتداء إلى المغرب، بقدر ما هي موجهة إلى القوى الغربية ـ وتحديدا فرنساـ التي رأيناها تدفع المغرب نحو التصعيد لغاية في نفس يعقوب، وكانت فرنسا قد فشلت في استدراج الجزائر إلى المستنقع المالي، وفشلت من قبل في نقل الفوضى الليبية إلى الداخل الجزائري، ولم يعُد لفرنسا سوى الجبهة الغربية وأزمة الصحراء الغربية لزعزعة وضرب الاستقرار في المنطقة، حتى إن الرسالة التي هاجم فيها ملك المغرب الجزائر بلغة عدائية غير مسبوقة إنما حُرِّرت أثناء إقامته بفرنسا، وحاولت فرنسا جاهدة في اجتماع مجلس الأمن الأخير تغيير مرجعية المقاربة الأممية، وإدراج فقرات تسمح للمغرب بالهروب من استحقاق المفاوضات المباشرة مع جبهة البوليساريو.
وإذا كان التحليلُ العقلاني المنطقي يستبعد وجود أيّ مصلحة للمغرب في هذا التصعيد مع الجارة الجزائر، والتلويح بالعودة إلى أجواء المواجهة في تسعينيات القرن الماضي، فإن فرنسا -الطرف الفاعل والمؤثر في الأزمة منذ النشأة- لها أكثر من مصلحة في جرِّ البلدين الشقيقين إلى هذا التصعيد، الذي قد ينزلق إلى المواجهة المباشرة.
لقد فشلت جميع رهانات فرنسا على عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وتسخيره للعب دور حصان طروادة داخل المنظمة، كما تعثرت مساعي دعم انضمامه إلى منظمة دول غرب إفريقيا، آخر مربع نفوذ لفرنسا في القارة، وجاء قرار المحكمة الأوروبية ليُحبط مشاريع فرنسا الحالمة بشق “طريق حريرٍ” فرنسي عبر الصحراء الغربية يسوِّق للشركاء الأوروبيين، ويصرفهم عن الاقتراب من بوابة الجزائر.
ثم إن فرنسا التي كان لها الباع الطويل في تخريب ليبيا، وضرب الاستقرار في تونس، وإفشال المصالحة في مالي، تعلم جيدا أن حصاد ثمار هذه الفوضى يظل ممتنعا ومؤجلا ما لم يتوَّج بضرب الاستقرار في الجزائر إما بثورةٍ مخملية لم تعد تمتلك لها الأدوات والفرص، أو باتخاذ المغرب المحاصَر بالأزمات كمنصة لتفجير حرب إقليمية قد يعوض فيها لبعضهم ما فاتهم من الهزيمة المنكرة في الشام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • إلى المعلق المغرب

    وهل تعتقد أنت أن البريطانيون والنرويجيون، صالحون؟ دولا وشعوبا تحيا قمة الكُفر وتستشهد بها لتقول مجازا انها دولا صالحة. هل تعلم أن الفساد درجات، وأن اعلى درجاته الكفر.
    لكن الاستشهاد الذي سيكون دالا حقا، هو الاستشهاد بمملكة الغرب الشقيق، الذي أُشفق على حال مواطنيه الطيبين، الذين أُرغموا على العيش بالحرام ، المال الحرام من تجارة المخدرات و عائدات السياحة الجنسية. طبعا كل هذا تحت رعاية امير المؤمنين.
    نسأل الله لأخوتنا المغاربة العيش الحلال.
    أيها المُعلّق ، هل عرفت متى وكيف يكون الملوك فاسدون مُفسدون ؟؟؟

  • ميمون

    حييت استاذنا حبيب ....يبدو ان المغرب يلعب اوراقه ما قبل الاخيرة ...فقد فشل في الصاق تهمة الارهاب بالبوليزاريو و فشل في جرها الى اخرق وقف اطلاق النار ..... لم يبقى له الا بهندسة عملية ارهابية داخل المغرب و الصاقها بالبوليزاريو

  • المغرب

    إلى أحد المعلقين
    و لماذا لم تذكر بأن الله يعطي الملك لمن يشاء
    و هل الملوك أفسدوا بريطانيا و النرويج و السويد و غيرها من الدول المتقدمة

  • العباسي

    المخرب قاصر لا سياسه له ولا دبلوماسيه يمتهن التجاره في المخذرات و بارع في التسول لهادا فرانسا و اسرائيل توجهه حيت تريد الله غالب لا لوم عليه

  • abdrabou

    إلى السيد عبد القادر الجزائري،الله عز وجل لم يتهم الملوك بالفساد في القرى ،وإنما هذا كلام ملكة سبأ التي دعاها نبي الله سليمان إلى الإسلام أي الإيمان بالله وحده ، فالله لم يختر من أنبيائه ملكا فاسدا حسب ظنك أنت ،فما ورد في الآية الكريمة هو كلام الملكة الكافرة ،حيث استشارت ديوانها في هذا الأمر ،والله أعلم

  • Ziyad fatih

    لا

  • عبدالقادر الجزائـــري

    قال الله سبحانه وتعالى :{ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) سورة النمل /// قال ابن عباس : قالت بلقيس : ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) ، قال الرب ، عز وجل ( وكذلك يفعلون ) >>> تفسير ابن كثير

  • ABDI Ahmed

    لحد الآن لن ننسى خطاب الراحل الملك المغربي السابق بأن المغرب ينتظر رد الجزائر للحرب، لكن الراحل هواري رحمه الله لم يرد عليه بل قال كلمه المشهورة "دم الشهداء لم يجف بعد" ...لأن الموسطاش كان يعلم بأن الملك مدفوع من فرنسا و الآمبريالية العالمية. هذا هو حال الهارب الى الأمام ماذا كان سيفعل الملك لو اجتاحت الجزائر القطر المغربي ؟ الجواب هو الهروب الى فرنسا، و يذهب كل مرة الى مدغشقر حيث هناك......اللهم اني صائم.