-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قواسم مشتركة وتتويج 2019 ينهي سنوات عجافا منذ إنجاز 90

هكذا أعاد بلماضي هيبة “المحاربين” الإفريقية في الملاعب المصرية

صالح سعودي
  • 1453
  • 4
هكذا أعاد بلماضي هيبة “المحاربين” الإفريقية في الملاعب المصرية
ح.م

تستعيد الجماهير الجزائرية الذكرى الأولى لأول تتويج قاري يحققه المنتخب الوطني خارج الديار، كان ذلك قبل عام من الآن في الملاعب المصرية، بفضل التألق المميز لتشكيلة المدرب جمال بلماضي في الملاعب المصرية، حيث أبهر زملاء محرز الجميع من حيث الأداء والنتائج وتألق الدفاع والهجوم، ما جعل المتتبعون يجمعون على وصف التتويج المحقق بالمستحق.

لم تتوان الجماهير الكروية في العودة إلى التتويج القاري المميز للمنتخب الوطني قبل عام من الآن في مصر، حيث أعطى أبناء بلماضي دروسا كروية لجميع المنافسين، والبداية كانت بالدور الأول، أين تم حسم ورقة التأهل إلى الدور الثاني قبل الأوان، قبل أن يواصلوا المسيرة بنفس التأنق والعزيمة، متجاوزين عقبة منتخبات افريقية قوية، على شاكلة فيلة كوت ديفوار ونسور نيجيريا، ليتجدد الموعد في النهائي مع المنتخب السنغالي الذي فازوا عليه مجددا بفضل هدف بونجاح الذي ذكر الكثير بهدف وجاني في نهائي 90، بعدما سبق للمنتخب الوطني أن فاز على ذات المنتخب بثنائية في الدور الأول، وإذا كان خط الهجوم قد صنع التميز بأهداف كثيرة ومتنوعة وحاسمة، فإن خط الدفاع أيضا كان في الموعد بفضل تألق الحارس مبولحي وصلابة الجدار الذي شكله رفقاء بن العمري، دون نسيان خيارات وتوجيهات بلماضي التي صنعت الفارق في فترات حساسة من المنافسة.

قواسم مشتركة وإنجاز 2019 أنهى “يتم” تتويج 90

وإذا كان المدرب بلماضي قد ساهم في انجاز نوعي خارج الديار، هو الأول في تاريخ الكرة الجزائية، فإن بعض المتتبعين يذهبون إلى القول بوجود عدة قواسم مشتركة بين الانجازين الذين حققهما المنتخب الوطني في 90 و2019، من خلال العديد من المعطيات التي خلفها كلا النهائيين، سواء من حيث الحصيلة الجماعية أو الانجازات النوعية المحققة، وكذا تكرار سيناريوهات متشابهة تعكس المسيرة المثالية للعناصر الوطنية في كلا الدورتين، وهذا بصرف النظر عن إجراء نسخة 90 في الجزائر ودورة 2019 في مصر. ورغم أن الإنجاز الثاني تم خارج القواعد على خلاف التتويج السابق الذي تم في الجزائر، إلا أن هناك عديد المعطيات المتشابهة، وفي مقدمة ذلك حصيلة الهجوم الذي وقع 13 هدف في كل دورة، ومردود الدفاع الذي تلقى هدفين فقط في مرمى مبولحي وعصماني، ناهيك عن بعض الجزائريات التي صنعها لاعبون بنفس الشجاعة والبصمة التي تشترك بين نهائيي 90 و2019.

تتويجات فردية والتاريخ سيحتفظ بإنجازي كرمالي وبلماضي

على صعيد آخر، فإن كلا الدورتين تحتفظان بمسيرة مثالية حققها المنتخب الوطني، حتى أن الصدف رسخت أرقام متشابهة، من ذلك أن الخط الهجومي سجل 13 هدفا في دورة 90، وهي نفس الحصيلة التي سجلها في دورة 2019، والكلام ينطبق أيضا على الدفاع الذي تلقى هدفين منذ 29 سنة، وهدفين أيضا في دورة مصر، في الوقت الذي حقق فيه أبناء كرمالي العلامة الكاملة بـ5 انتصارات، شانهم في ذلك شأن أبناء بلماضي الذين نالوا العلامة نفسها في 7 مباريات، وهذا وفقا للنظام الجديد، فيما نال المنتخب الوطني في كلا الدورتين جوائز فردية، حيث تم اختيار بن ناصر أحسن لاعب ومبولحي أحسن حارس، أما في دورة 90 فقد نال مناد جائزة أحسن هداف وماجر جائزة أحسن لاعب.

وبعيدا عن هذه القواسم المشتركة التي طبعت تتويج 90 و2019، فإن التاريخ سيحتفظ باسمين صنعا الفرجة وأهديا الجزائر لقبين قاريين غاليين، ويتعلق الأمر بالمدرب عبد الحميد كرمالي الذي عرف بخبرته كيف يشكل منتخبا يتكيف مع تحديات دورة 90 التي كان ختامها مسكا، وأمام منتخبات كبيرة من طينة نيجيريا والسنغالية كوت ديفوار، والكلام ينطبق على دورة 2019 في مصر التي عرفت اكتشاف المدرب جمال بلماضي في المنافسة الإفريقية، وكيف عرف ببصمته كيف يهدي الجزائر أول كأس إفريقية خارج الديار، انجاز انتظره الجزائريون لسنوات طويلة، وسيحتفظ به التاريخ على مر السنين، ما يعكس حسب البعض قيمة ووزن المدرب المحلي الذي كان وراء أغلب إنجازات المنتخب الوطني والكرة الجزائرية في المنافسات الإفريقية والإقليمية وحتى الدولية.

الجزائر واجهت السنغال مرتين وبن العمري واصل بشجاعة شريف الوزاني

ومن بين الجزئيات التي تجعل الأمر يتشابه نسبيا بين دورة 90 و2019، هو أن المنتخب الوطني واجه نظيره السنغالي مرتين في دورة مصر، حيث فاز في المباراة الأولى بفضل هدف بلايلي، وذلك في المباراة الثانية لحساب الدور الأول، والتقيا مجددا في الدور النهائي ليكون الفوز حليف “الخضر” مجددا بفضل هدف بونجاح، في الوقت الذي واجه فيه المنتخب الوطني في دورة 90 نظيره النيجيري مرتين أيضا، كان ذلك في افتتاح المنافسة، وفاز زملاء مناد بخماسية كاملة مقابل هدف واحد، إلا أن خاتمة التنافس أفرزت نهائي جزائري نيجيري بنكهة تختلف عن مباراة الدور الأول، وفاز المنتخب الوطني بهدف وحيد وقعه المهاجم شريف وجاني، فكان التتويج في كلا الدورتين، وأمام منتخب سبق أن واجهوه في الدور الأول.

وفي السياق ذاته، ذهب البعض إلى جزئية أخرى ميزت نهائي 2019 بطريقة لا تختلف كثيرا عن نهائي كأس أمم إفريقيا 1990 بالجزائر، ويتعلق الأمر بالإصابة التي تلقاها المدافع جمال بلعمري بالكتف على مستوى الوجه، إثر صراع ثنائي مع أحد اللاعبين السنغاليين أثناء عملية الارتقاء، ورغم تلك الإصابة التي جعلت الجماهير تتضامن مع بن العمري، إلا أن هذا الأخير فضل مواصلة اللعب بشجاعة إلى غاية انتهاء المباراة، وهو مشهد شبيه لما حدث للاعب الوسط شريف الوزاني في دورة 90، حسين تلقى إصابة على مستوى الرأس إثر احتكاكه مع أحد لاعبي المنتخب النيجيري، ما جعل المدرب كرمالي يقترح على شريف الوزاني تعويضه، إلا أن ابن الباهية وهران أصر على مواصلة اللعب بنفس العزيمة، وهذا على الرغم من تقاطر الدم من رأسه، وكذا تدخل الجهاز الطبي في أكثر من مناسبة لعلاجه.

بونجاج ووجاني اشتركا في سوء الحظ وحسم النهائي

من جانب آخر، لم يتوان البعض في تشبيه الدور الذي قدمه بونجاح بأنه لا يختلف كثيرا على البصمة التي تركها شريف وجاني، سواء من حيث سوء الحظ وغياب الفعالية وكذا الحسم في اللقاء النهائي، فشريف وجاني الذي سجل هدفا في الدور الأول، كان ذلك في مرمى كوت ديفوار برأسية محكمة، فقد ضيع الكثير في مرمى السنغال، في إطار الدور نصف النهائي الذي لم يتجاوزه زملاء ماجر إلا بصعوبة، قبل أن يكون وجاني الرقم الفاعل في فك شفرة الدفاع النيجيري في الدور النهائي، حين سجل هدف التتويج قبل 7 دقائق عن انتهاء الشوط الأول، والكلام ينطبق على بونجاح الذي سجل هدفا وحيدا في الدور الأول أمام كينيا عن طريق ركلة جزاء، في الوقت الذي ضيع فيه ركلة جزاء في الدور ثمن النهائي أمام كوت ديفوار خلفت متاعب بالجملة للعناصر الوطنية التي ضيعت فرصة قتل النتيجة، والأكثر من هذا أرغمت على اللجوء إلى الشوطين الإضافيين اثر انتهاء الوقت الرسمي بالتعادل هدف في كل شبكة، في الوقت الذي استعاد فعاليته في اللقاء النهائي، وسجل هدفا مبكرا في مرمى السنغال مكن الجزائر من التتويج باللقب الإفريقي الثاني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • watani watani

    Parce que Monsieur Belmadhi ne ressemble pas aux khainines li yaklou fi alghala du peuple wa ighirou min sidham dans le studio

  • Said

    ca suffit, oui c'etait un grand exploit bien metitè...mais il ya eu aussi suffisament de felicitations, de fetes....il faut pas en faire de cette victoire comme la guerre de liberation, un gras argument de propagande et un istrument pour user et abuser pour des decennies pour couvrire et repondre a sutres quedtions

  • ابن الجبل

    السؤال الذي يجب أن يطرح ، كيف استطاع بلماضي اعادة هيبة الفريق الوطني في المحافل الدولية ؟، لأنه ليس من السهل اعادة بناء فريق فقد : الجرأة ، الهيبة ، المبادرة ، التعاون ، الانضباط ، السرعة ، الانتظام ، الخ... فالمدرب بلماضي ، مثال للشاب الطموح الناجح على كل الأصعدة ... كم نحن في حاجة الى مثله في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،لتحقيق أمنية الشهداء . بورك في الشباب الطامحين .

  • سيف الحجاج

    كاس العالم في قطر رايح نعمل مفاجئة مدوية ان شاء الله ....انتظرونا .