-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عرفت حركية دينية ورمضانية بعدما فكّ عنها الشيخ بن باديس الخناق

هكذا أقام سكان إينوغيسن أول صلاة جمعة بعد الحرب العالمية الثانية

صالح سعودي
  • 2099
  • 4
هكذا أقام سكان إينوغيسن أول صلاة جمعة بعد الحرب العالمية الثانية
ح.م

عرف الجزائريون كيف يقاومون مختلف أساليب الجهل والقهر التي كان يمارسها الاستدمار الفرنسي، ولم يمنعهم ذلك من الحفاظ على أنشطتهم الدينية خاصة في شهر رمضان، من خلال الحفاظ على مختلف الشعائر الدينية القائمة في هذه المناسبة، وهذا تزامنا مع الجهود التي بذلتها جمعية العلماء المسلمين، وقد أعطت منطقة إينوغيسن بباتنة دروسا مهمة في هذا الجانب منذ منتصف الثلاثينيات، وذلك بإقامة أول صلاة جمعة، ناهيك عن مختلف الاحتفالات الدينية التي أقيمت خلال شهر رمضان وفي غير رمضان خلال الأربعينيات والخمسينيات.

كانت لمدرسة الفلاح التي تأسست في إينوغيسن منتصف الثلاثينيات بمباركة من الشيخ بن باديس، عدة نشاطات في المناسبات الدينية، من ذلك ما حدث يوم 23 جانفي 1948 الموافق لـ 11 ربيع الأول 136، حيث أقامت ليلة المولد النبوي الشريف حفلا بهيجا حضره جمع غفير أتى من كل فجّ عميق من منطقة الأوراس، وحسب شهادة أحد تلامذة المدرسة ممثلا في محمود مرداسي، فقد قام تلامذة المدرسة بتمثيل رواية هجرة الرسول من مكة إلى يثرب، وذلك بعدة محاورات طريفة، وألقى معلم المدرسة عبد الحفيظ ابن المكي الخنقي خطابا في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، وختمه بالتنويه بجمعية العلماء وبجهود رئيسها في خدمة الإسلام والعربية في هذه البلاد.

ويجمع قدامى المنطقة، بأن أول جمعة أقيمت بمسجد قرية “إينوغيسن” كانت عام 1945، حيث استضاف أهل القرية أعيان المنطقة وشيوخها يتقدمهم الشيخ “اشباح” الذي جاء خصيصا من “القصر” بتكوت، ليعرضوا عليه فكرة إقامة صلاة الجمعة بمسجد القرية الذي بني حديثا. ويؤكد الهادي بن لمبارك بأن الشيخ “اشباح” كان ضد تأدية صلاة الجمعة بهذا المسجد لسببين اثنين هما: كون السكان رحالة لا يكتمل عددهم لتأدية صلاة الجمعة، وموقع مبنى المسجد بملتقى واديين يشكل خطورة على المصلين، فكان من أحد الحضور وهو من سكان إينوغيسن أن قام وأجاب الشيخ قائلا “إننا سنشتري السكان للإقامة بقريتنا حتى يصل النصاب وتقام صلاة الجمعة”، وقد تحقق ذلك وصلى الشيخ محمد الدراجي أول صلاة جمعة بالمسجد وباقي صلوات الجمعة ما دام مقيما هناك.

وفي يوم 25 ماي 1952 الموافق لـ01 رمضان 1371 للهجرة، استقبلت قرية إينوغيسن كسائر القطر الجزائري والإسلامي شهر رمضان المعظم لتصومه، وكان بالمناسبة الشيخ محمد الدرنوني إماما للوعظ خلال الشهر المعظم ممثلا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. أما يوم 03 ماي 1954م الموافق لـ 01 رمضان 1373هـ، فقد استقبلت قرية إينوغيسن كسائر القطر الجزائري والإسلامي شهر رمضان المعظم لتصومه، وكان بالمناسبة الشيخ عمار السلطاني كإمام الوعظ خلال الشهر المعظم ممثلا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. أما في 23 أفريل 1955م الموافق لـ01 رمضان 1374هـ، استقبلت قرية إينوغيسن كسائر القطر الجزائري والإسلامي شهر رمضان المعظم لتصومه، وكان بالمناسبة الشيخ أحمد ميموني كإمام الوعظ خلال الشهر المعظم ممثلا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

ويتحدث الأستاذ الراحل الهاذي بن لمبارك عن إينوغيسن خلال فترة الاستدمار الفرنسي قائلا “كانت قرية إينوغيسن مؤلفة من عدة قرى متناثرة قائمة على منابع وادي الأبيض العليا، انطلاقا من ايش ايليا شرقا إلى زلاطو غربا، معناه: شليا واينوغيسان كلمة أمازيغية تطلق على الأودية واحدها نوغيس، وجمعها إينوغيسن”.

وأكد أن هذه القرية ظلت معزولة خالية من مرافق الحياة باستثناء سوق أسبوعية تقام كل يوم الثلاثاء، وللالتحاق بها ينبغي قطع سبع أميال ذهابا وأخرى إيابا، لا مدرسة تربوية تتكفل بالأولاد، ولا مركز صحي يقدم الإسعافات الأولية للسكان، ولا فرع بلدي يقوم بتشغيل اليد العاملة، ولا طريق معبد يربط بينها وبين مركز السلطة بـ أريس سوى طريق السابلة الذي أبدعته سنابك الخيل، وحوافر البغال التي تغدو وتروح قوافلها في اتجاه مشونش لجلب التمر، عاصمة النخيل، ومأوى الكريم والبخيل. وختم الشيخ الراحل الهادي بن لمبارك بالقول “إلا أن الليالي حبالى يلدن العجائب فتطوّرت القرية فجأة إثر التهاب التنور بما حشاه ابن باديس من يابس الصنوبر بقسنطينة فأضاءت ناره ما حولها من المدن والقرى بنور العلم والمعرفة، فأدى ذلك إلى يقظة القرية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • okba

    inoughisane est un nom BERBERE

  • ثانينه

    اينوغسن كلمه امازيغيه

  • TABTAB

    طوّرت القرية فجأة إثر التهاب التنور بما حشاه ابن باديس من يابس الصنوبر بقسنطينة فأضاءت ناره ما حولها من المدن والقرى بنور العلم والمعرفة، فأدى ذلك إلى يقظة القرية .. لكن ما ينقص المقال هو أنه لم يتطرق الى مخرجات ومنتجات هذا العلم والمعرفة التي عرفت بها هذه القرية أو غيرها من القرى والبلاد برمتها في 1945 الا اذا كان المقصود بذلك علوم الخرافات والتنجيم والشعوذة ... الخ

  • TABTAB

    فتطوّرت القرية فجأة إثر التهاب التنور بما حشاه ابن باديس من يابس الصنوبر بقسنطينة فأضاءت ناره ما حولها من المدن والقرى بنور العلم والمعرفة، فأدى ذلك إلى يقظة القرية .. لكن ما ينقص المقال هو أنه لم يتطرق الى مخرجات ومنتجات هذا العلم والمعرفة التي عرفت بها هذه القرية أو غيرها من القرى والبلاد برمتها في 1945 الا اذا كان المقصود بذلك علوم الخرافات والتنجيم والشعوذة ... الخ