-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مشاكل مع الحماة.. اتهامات من طرف العائلة وعقوبات منزلة

هكذا تدفع الموظفات ضريبة خروجهن للعمل

الشروق أونلاين
  • 2918
  • 0
هكذا تدفع الموظفات ضريبة خروجهن للعمل
ح.م

تفرض الحياة المهنية على المرأة العاملة نمطا عيش مختلف عن الأخريات، فبحكم تواجدها خارج المنزل لساعات عديدة يترتب عليها إعادة تعديل جدول مهامها الأسرية وفق ما يتماشى مع مواعيد دوامها، غير أن الموظفات اللواتي يقمن في منزل مشترك برفقة عائلات زوجهن تختلف برامجهن تماما عن مثيلاتهن، ويجدن أنفسهن في مواجهة إعصار سخط وغضب حماتها وشقيقات الزوج من جهة وسيل من الأعمال التي لا تنتهي من جهة أخرى.

بمجرد دخولها للمنزل تستقبل الكنة العاملة صراعا من نوع آخر وسلسلة من المهام الطويلة التي لا تنتهي، تعمل والكل جالس يتفرج ويشاهدها وكأنها مجبرة على دفع ضريبة خروجها للعمل كل يوم وتسديد ثمن غيابها، وهو ما يؤدي في عديد المرات لصدامات وخلافات بينها وبين أفراد عائلة زوجها قد تتفاقم أكثر وتزداد حدتها إذا لم يكن بوسع الزوج تأمين مسكن مستقل لها.

صراع الأعمال المنزلية بين الكنة العاملة وعائلة الزوج

تصف محدثتنا وهي معلمة متزوجة منذ 5 سنوات، حياتها كعاملة تتقاسم ذات المنزل مع أسرة زوجها بالجحيم، فزيادة على مرتبها الذي يصادر في بداية كل شهر، فهي تعمل طوال اليوم في المدرسة من الثامنة صباحا حتى الرابعة بعد الزوال، وهذا الوضع دفع بحماتها لتقسيم أعمال المنزل بينها وبين شقيقة زوجها الماكثة بالبيت حتى لا تقع جميع الأعباء على هذه الأخيرة حسب ما تدعيه الحماة دوما، فالعمل بالتناوب بينهما غير أن ما يثير غضب المعلمة تعمّد عائلة الزوج خلال دورها ترك أواني قهوة الصباح والمساء ووجبة الغذاء في انتظارها، لحين دخولها البيت على الخامسة لتتولى عملية غسلها وتحضير العشاء، مع أن الحماة وابنتها يجلسن طوال اليوم دون القيام بأي عمل سوى مشاهدة التلفزيون أو التجول في الشارع وحين تحتج أو تعترض يردن بأنه دورها ولكل منهن دورها.

أعمال لا تنتهي وأزواج يرفضون المنزل المنفرد

هي ذات المشكلة تواجهها سيدة تعمل في مؤسسة عمومية بالعاصمة، تقيم برفقة حماتها وأشقاء زوجها الذكور وهو ما يعني أعمال مضاعفة، فالبيت تجده دوما في حالة فوضى عارمة فتهدر ساعات في إعادة ترتيبه وتنظيفه وتسهر أحيانا حتى منتصف الليل لتذهب في اليوم الموالي منهكة خائرة القوى، ومع أنها سعت للاستقلال بمنزل خاص بها لكن زوجها رفض ترك عائلته بمفردها وتمسك بقراره مجبرا إياها السهر على خدمة عائلته.

فوضى وقلة ترتيب والزوجة العاملة هي المتهمة

لا تختلف معاناة العاملات المتزوجات المقيمات في بيت الحماة فجميعها متشابهة، وكأن الحموات اتفقن على اتباع سلسلة من الخطط والمكائد فإحدى السيدات تفاجأت من تصرفات حماتها الرافضة لخروجها للعمل، مع أنها السباقة على أخذ حصتها من مرتبها الشهري وهو 20 ألف دينار كمصروف خاص بها وللعناية بأحفادها، وزيادة على هذا تحاول في كل مرة إظهارها كمهملة لبيتها فبحكم معرفتها المسبقة بعودة ابنها أي زوج المتحدثة قبلها تترك المنزل على حاله من فوضى عارمة وقلة نظافة وتحاول ترتيبه حين دخوله فينهرها، وهو ما يسبب لها خلافات لرفضه مساهمة والدته في أي عمل منزلي.

حموات يرفضن استعمال التكنولوجيا

ويصل تعسف بعض الحماوات وإصرارهن على مضايقة الكنة العاملة مداه عندما ترغم كنتها على استعمال الوسائل التقليدية، تحكي لنا إحدى العرائس الشابات عن تجربتها المريرة مع حماتها الدكتاتورية التي تصر على إشراكها في الأعمال المنزلية دون رحمة أو شفقة حتى خلال حملها الأول، وعندما صارحتها برغبتها في شراء آلة غسيل أواني رفضت الحماة الأمر جملة وتفصيلا مؤكدة أن أوانيها تغسل باليد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحتى لما طبخت لهم وجبة العشاء في قدر الضغط “كوكوت” رفضوا تناوله لأنه حضر على عجل ولم يأخذ وقته الكافي في النضج.

ويبدو أن التكنولوجيا باتت تحدث مشاكل في منازل العائلات الكبيرة فقد أرغمت إحدى الحماوات كنتها على عدم استخدام آلة غسل الملابس، والاعتماد على الصابون والماء المغلي ودعكها بيدها حتى تكون الثياب نظيفة وتحافظ على لونها وتألقها من جهة أخرى، وتواصل محدثتنا بأن آلة الغسيل مازالت جديدة فحتى وإن شغلتها لغسل ثيابها تحتج الحماة خوفا من ارتفاع فاتورة الكهرباء والمياه، مع أن الكنة هي من تسددها لتختم بأن العيش مع عائلة الزوج أمر صعب جدا ويتطلب الكثير من الجهد والصبر.

وفي هذا السياق، ينصح المختصون الكنة بالتعامل مع حماتها بذكاء ومحاولة كسبها وتفادي الصدامات والخلافات معها لكسب ودها، وبالتالي جعل البيت يعرف نوعا من الهدنة والسكينة ومحاولة التطبع بطباع هذه الأسرة الجديدة وتعلم عاداتهم وتقاليدهم، فلكل عائلة نمط وأسلوب حياة خاص بها لذا لابد على العروس الجديدة معرفته وإذا كانت هناك عادات لا تحبذها فتحاول تغييرها بأسلوبها الخاص دون انتقادها أو جرحها.

ويدعو المختصون الكنة للعمل على إيجاد مفاتيح قلب حماتها بمناداتها بأحب الأسماء إليها والتعامل معها كوالدتها بدلا من استفزازها حتى وإن كانت هي تقوم بالعكس، فبمرور الوقت ستلين ويتحسن تصرفها فالصراع الأزلي بين الحماة وزوجة ابنها سببه الزوج ومحاولة كل واحدة منهما استمالته والسيطرة عليه، لذا لابد من الاتفاق بينهما والاستفادة من خبرة أم الزوج بحكم تقدم سنها ومعرفتها الجيدة بأمور الحياة في تنظيم وترتيب معيشتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!