هكذا تم قتل شاب وردم جثته تحت التراب في عين الحجل بالمسيلة

 نجح عناصر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني في المسيلة، من تفكيك خيوط جريمة القتل التي اهتز لها قبل أيام سكان مدينة عين الحجل، التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، يشتغل في مجال التجارة.

وذكر بيان صادر عن خلية الإعلام بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني، تحوز “الشروق” نسخة منه، بأن الأمر يتعلق بستة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 21 إلى 29 سنة نجح المحققون في الإطاحة بهم في ظرف أيام قليلة، من خلال استعمال عدة وسائل تقنية وعلمية وبفضل فطنة وحنكة الأفراد.

وبالعودة إلى حيثيات القضية، التي تعود إلى نهاية شهر جويلية الماضي، عقب العثور على جثة الضحية المدعو “م.م” البالغ من العمر حوالي 22 سنة مرمية ومغطاة بأكياس مملوءة بالأتربة والنفايات وبقايا مواد البناء، بالقرب من السوق الأسبوعي لبيع الملابس للجملة، مما تطلب حسب ذات الجهات، تدخل عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني مرفوقين بخلية الشرطة التقنية والعلمية، إلى مسرح الجريمة، ومن خلال عملية المعاينة الأولية، تبين بأن الضحية في بداية التعفن، خاصة وأنه اختفى لعدة أيام متتالية عن الأنظار، دون معرفة مكان تواجده، حيث كانت ملقاة على الظهر، مع تعرضها إلى عدة طعنات على مستوى الظهر وبالتحديد في الجهة اليسرى.

ووفق ذات المصدر، ومن خلال مواصلة التحقيقات وباستغلال المعلومات المتوفرة، مكنت من تحديد هوية أحد المشتبه فيهم، الذي تم التعرف عليه، ومنه استدراجه إلى غاية مدينة عين الحجل، والذي حاول في البداية إنكار ذلك وطمس آثار الجريمة، حيث تم مواجهته بالأدلة، مما دفعه إلى الاعتراف بالتهم المنسوبة إليه، مؤكدا أنه قام برفقة المسمى “س،ح” المدعو المجنونة، بسرقة مبلغ مالي قدره 120 مليون سنتيم بأحد أحياء بلدية المسيلة، حيث قام بصرف مبلغ مالي يقدر بـ 26 مليونا من المبلغ الإجمالي، في الملاهي الليلية والمشروبات الكحولية، وعلى اعتبار المعنيين محل شبهة وخوفا من اكتشاف أمرهما ببلدية عين الحجل، طلبا من المسمى”ن. م” إخفاء المبلغ المالي المتبقي من عملية السرقة، المقدر بـ 96 مليون سنتيم بمحض إرادتهما، وذلك بغية عدم التبليغ عليهما وفق البيان.

وبحسب ذات المصدر، فقد قام المشتبه فيهما باستدراج الضحية إلى منزل” ن. ب” وطلبا منه إرجاع المبلغ، إلا أنه أخبرهم بأنه قد أودعه في الحساب البنكي لوالده، ومن خلال الحديث معه وقعت بينهم مناوشات وملاسنات، حاول على إثرها الضحية الفرار، إلا أن المشتبه فيه الأول وجه له ضربة على مستوى الرجل تسببت في إسقاطه على الأرض، بينما قام المشتبه فيه الثاني بطعنه بواسطة خنجر ثلاث نجوم، على مستوى الرأس ومنه لاذ بالفرار على دراجته النارية وترك المشتبه فيه” ن. ب” يواصل الاعتداء عليه إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، ومن ثم قام المشتبه فيه المدعو ” ب. ع” بالاتصال بالمشتبه فيه” ب. س”، حيث طلب منه الحضور على متن سيارة من نوع “بيجو 406″، كونه كان في حالة سكر، وهو الأمر الذي استغله المشتبه” ن،ب” الفرصة قبل وصول السيارة وقام حسب ما بينته التحقيقات بتنظيف مسرح الجريمة لطمس كل الآثار، وأثناء وصوله قاما بوضع الجثة في كيس ونقله بصندوق السيارة، كما قاموا برمي الجثة بالقرب من السوق ومنه غادروا نحو عين الحجل والجزائر ومدينة وهران محاولين الفرار إلى خارج الوطن.

ومن خلال وضع خطة محكمة من قبل فريق التحقيق الذي تكفل بالقضية تم استدراجه وتوقيفه في مدينة عين الحجل، كما تم إيقاف 4 أشخاص مشتبه فيهم، باعتبارهم شاركوا في الجريمة، وبمواصلة التحريات والتحقيق مع المشتبه فيهم ومواجهتهم بالأدلة العلمية والمادية ومستخرج المكالمات الهاتفية التي تمت بينهم، اعترف أفراد الشبكة بارتكابهم لجريمة القتل وكذا القيام بعدة سرقات منازل بمختلف أحياء بلدية المسيلة، تحصلوا خلالها على مبالغ مالية معتبرة، وهو الأمر الذي مكن من إيجاد حل لخمسة قضايا سرقة، قاموا بارتكابها كانت محل تحقيق من قبل مصالح الشرطة بالمسيلة.

وفي نهاية المطاف، تم تقديم الموقوفين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي عيسى، هذا الأخير أحال ملف القضية على قاضي التحقيق بنفس المحكمة، حيث أمر إيداع اثنين رهن الحبس، عن جناية القتل العمدي، مع سبق الإصرار والترصد وتكوين جمعية أشرار، ووضع اثنين آخرين تحت الرقابة القضائية، بينما تم إخلاء سبيل البقية.