-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
12 ساعة بين مكاتب الاقتراع والمداومات و"أعراس" النصر المسبق

هكذا عاش الخمسة خميس المنافسة

أسماء بهلولي
  • 1299
  • 3
هكذا عاش الخمسة خميس المنافسة
ح.م

كان الخميس 12 ديسمبر 2019 يوما عصيبا وشاقا على المترشحين الخمسة لرئاسيات اختارت القائد التاسع للجزائر المستقلة، فتركيزهم كان مشتتا بين صندوق الاقتراع، وما ستسفر عنه النتائج، وبين ما تعيشه شوارع العاصمة من حراك شعبي رافض لهذه الاستحقاقات، فأمضى الراغبون في الوصول لقصر المرداية أصعب ساعات حياتهم في انتظار نهاية الحلم، سواء باعتلاء كرسي الرئيس، أو توديع الاستحقاق من باب “المنهزم”.

لم يكن المسؤولون والوزراء وحدهم من نزلوا على مدرسة عروة ببوشاوي غرب العاصمة صبيحة الخميس، للإدلاء بأصواتهم، فالمركز استقطب كلا من المترشح الحر عبد المجيد تبون والمترشح عن حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة الذين دخلوا إليه بثوب الفائز والمتخوف في نفس الوقت، فعلامات التشتت بدت بوضوح خاصة بالنسبة للمترشح عبد المجيد تبون، الذي أنساه ضغط الصحفيين الراغبين في افتكاك تصريح منه باب الخروج، في حين بدا المترشح عبد القادر بن قرينة متحمسا لتنظيم شبه ندوة صحفية ليطلق العنان فيها لتصريحاته أكثر من رغبته في “التصويت”.

تبون غاضب.. وبن قرينة يغازل الحراك

يبدو أن الأحداث التي شهدتها بعض المدن الأوروبية والفرنسية على وجه الخصوص بعد تعرض بعض أبناء الجالية للاعتداء اللفظي من طرف الرافضين لهذه الانتخابات، قد أثارت حفيظة المترشح الحر عبد المجيد تبون، الذي وبمجرد إدلائه بصوته تعهد بمعاقبة كل من سولت له نفسه تعنيف الجزائريين الذين أدوا واجبهم الانتخابي بفرنسا، وقال تبون “من حقك أن ترفض أو تقاطع الانتخابات.. لكن أن تعنف أخاك فهذا لن نقبل به أبد”، وذهب المترشح ابعد من ذلك في قوله: “كانت هناك مؤامرة كبيرة في فرنسا، وتم تعنيف من أدوا واجبهم الانتخابي.. وقت بيجار وأوساراس وبابيون انتهى، هناك صور لأشخاص بالزي المدني تصدوا للجزائريين الذين انتخبوا”، مضيفا: “ّاللي داروها يخلصوها غالية”
بالمقابل عرج المترشح الحر عبد المجيد تبون،على الحراك الشعبي، حيث حيا كل أبناء وبنات الحراك الذين أوصلوا الجزائر إلى هذا اليوم المنشود على- حد قوله- وضرب مثالا بحملة محاربة الفساد التي أسقطت أسماء ثقيلة كانت في مناصب المسؤولية في وقت سابق، وختم الوزير الأول الأسبق والمترشح الحر رسالته للجزائريين بالقول: “أعدكم في حال فزت بهذه الانتخابات سأبني جزائر لا يظلم فيها أحد ولا تشترى فيها ذمة”
في حين لم يتوان مرشح الرئاسيات، عبد القادر بن قرينة، في تبني الحراك الشعبي، حيث قال إن الشعب يجب أن يستمر في حراكه السلمي، للاستمرار في تفكيك العصابة، وأضاف بن قرينة، عقب أدائه لواجبه الإنتخابي، أن هذه الانتخابات جاء بها الحراك، وليست هدية من السلطة،
ووعد مترشح الرئاسيات، بتلبية مطالب الحراك، وتحرير الصحافة، وشكر بهذه المناسبة الشعب الجزائري الذي أحتضنه في المسيرات الشعبية وقاعات التجمعات.وأكد بن قرينة أنه لم يكن أبدا في سفينة العصابة، وقال أن شرط نزاهة الإنتخابات، هي أن يخرج الشعب اليوم في ثورة سلمية للتصويت وحماية صناديق الاقتراع.

المداومات تتحول إلى “خلية نحل”

وفي جولة ميدانية قادت “الشروق” إلى مداومات كل من المترشح الحر عبد المجيد تبون وعبد العزيز بلعيد وعلي بن فليس، لفت انتباهنا تحول المداومات إلى شبه خلية نحل، فمناضلي المترشحين تجندوا منذ الساعات الأولى ليوم الخميس لمتابعة كل تطورات العملية الانتخابية.
وعند وصولنا لمقر مداومة المترشح عبد المجيد تبون، كانت عقارب الساعة تشير إلى تمام منتصف النهار، حينما كان المناضلون يلتفون حول مكاتبهم وكلهم نشاط وترصد لكافة المستجدات والرسائل التي تصلهم عبر مديريات الحملة الولائية لحظة بلحظة، بينما استبق مساندو تبون إعلان النتائج بأفراح مسبقة وأعراس تقرع جرس النصر الذي بات وشيكا حسبهم .
وبمجرد وصولنا إلى مقر مداومة المترشح عبد العزيز بلعيد المتواجدة ببلدية القبة بالعاصمة، لاحظنا تجمع حشد من مناضلي حزبه أمام المدخل يترقبون بقلق وكثير من ” السوسبانس” سيرورة العملية الانتخابية، خاصة بعد تداول أنباء عن وقوع احتجاجات عارمة بشوارع العاصمة وعدد من المدن رافضة لهذه الانتخابات، في حين توزع مدراء الحملة عبر المكاتب الولائية وبقوا يتابعون الأحداث أولا بأول في انتظار أية مستجدات.
ويبدو أن الأخبار التي تم تداولها بشأن المترشح عن حزب طلائع الحريات علي بن فليس، لم تؤثر على نفسية ونشاط مسانديه الذين “تسمروا” أمام شاشات التلفزيون بمقر مداومته لمتابعة كافة التطورات العملية الانتخابية عبر الولايات، منذ ساعات الصباح الباكرة والى غاية نهاية الفرز.

بن صالح وبدوي يلبسان “ثوب الحزم”

وغير بعيد عن ذلك، بدا رئيس الدولة عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي أكثر حزما خلال أداء واجبهما الانتخابي بمدرسة احمد عروة المجاورة لنادي الصنوبر أين يقيم المسؤولون والوزراء والإطارات السامية في الدولة، فاكتفى الرجلان بالإدلاء بصوتهما في ظرف قياسي لم يتجاوز الخمس دقائق والخروج مسرعين عائدين إلى سيارتهما، دون تقديم أي تصريحات، فالكلمة اليوم للصندوق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • جزائري حر

    المهم داو حقهم (سالكين).

  • HOCINE HECHAICHI

    شكرا جزيلا للمترشحين فقد وقفوا إلى جانب الوطن ضد "الإخوة الأعداء" الذين يتظاهرون (منذ الجمعة 20) ضد الانتخابات (النسب حسب المناطق) هم :
    1- فلول FIS (لإحياء المشروع التيوقراطي على الطريقة الداعشية ) ( % 85 ).
    2- غوغاء العامة ( مصابون بداء "Dégagisme" أو " يتنحاو قاع") (10 % ).
    3- رعاع الأحزاب الجهوية FFS ,RCD,PT, RAJ (لفرض "حكم طائفي" على الطريقة اللبنانية ) (4 % ).
    4- أوباش MAK (للدعاية الانفصالية على الطريقة الكردية) (1 %).

  • جزائري حر

    لقد حققوا الهدف المرجو منهم ويقول على أنفسهم أنهم ليسوا بأرانب وغنما سبوعة!!!!!!! الله يبارك للجزائر في من كان يأكل مع الديب ويبكي مع الضحية.