-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
متابعة المونديال.. اكتساح للشواطئ والحدائق والحلويات تغزو الفايسبوك

هكذا قضى الجزائريون يوم العيد

زهيرة مجراب
  • 1229
  • 0
هكذا قضى الجزائريون يوم العيد
ح.م

اختص المواطنون عيد الفطر السعيد باحتفالات مميزة. فبالرغم من الأجواء الحارة التي ميزته وتزامنه مع يوم الجمعة، غير أن ذلك لم يمنعهم من الخروج لزيارة الأقارب وتبادل التهاني، بل حتى إن البعض منهم فضل التوجه إلى الحدائق والشواطئ لأخذ قسط من الراحة بعدما امتنعوا عن زيارتها خلال الشهر الفضيل.
بمجرد إعلان هيئة تحري الهلال عن ثبوت رؤية هلال الأول من شوال وإعلانهم يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر السعيد، حتى سارع الشباب إلى إعلان الاحتفالات.. ففي حسين داي، وعين النعجة، أطلقوا الألعاب النارية ومنبهات السيارات في عادة جديدة احتفالا بالمناسبة حتى يخيل أنه حفل زفاف وليس مرتبطا بالعيد.

سيلفي وبث مباشر لأجواء العيد من أمام المساجد

صنع الشباب أجواء مميزة خلال اليوم الأول من العيد. فبعد الانتهاء من صلاة العيد، فضل غالبية أبناء الأحياء التقاط صور جماعية “سيلفي” لينشروها على صفحاتهم الخاصة في “الفايسبوك”، في الوقت الذي كان فيه البث المباشر حاضرا وبقوة من أمام المساجد، مفضلين الاعتماد عليه لنقل أجواء العيد إلى أصدقائهم وعائلاتهم المقيمين بعيدا عنهم. ومن الفيديوهات التي تم تداولها بكثرة فيديو لمجوعة من شباب حي المقرية الشعبي وهم يرددون أغاني جماعية فرحين بقدوم العيد وحصل الفيديو الكثير من المتابعات.

الرجال بالملابس تقليدية وحلويات العيد تغزو “الفايسبوك”

دفعت حرارة الجو العديد من المواطنين إلى ارتداء الملابس التقليدية الرجالية “القندورة، الجبادور” باختلاف ألوانها الأزرق، الأبيض، الأسود، الرمادي.. كما حضرت الموديلات الجديدة بألوانها العصرية وتصاميمها المختلفة، وفضل غالبية المواطنين زيارة عائلاتهم وأقاربهم بهذه الملابس التقليدية بدلا من ملابس العيد العادية، وهو تقليد جديد استشرى في مجتمعنا في السنوات الأخيرة لتلاؤمه مع الأجواء الحارة. وبالرغم من التحذيرات والدعوات المسبقة إلى الابتعاد عن نشر صور الطعام في مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، غير أن بعض السيدات فضلن مشاركة صور حلويات العيد وما جادت به أناملهن في المجموعات الخاصة، ورحن يستظهرن مهاراتهن في تزيين الطاولات وترتيب الحلويات بأشكال جديدة وعصرية.

محلات الشواء والمنتزهات وجهة المواطنين في العيد

سجلت محلات بيع الشواء والطاولات العشوائية عودة قوية صبيحة العيد حيث غزا دخانها مختلف الأحياء، فلا الخوف من التسممات الغذائية ولا الصيام لشهر كامل لجم المواطنين الذين توافدوا عليها لتكون وجبة غذائهم أو عشائهم، في الوقت الذي انتهز فيه بعض المواطنين فرصة تزامن أول أيام العيد مع الجمعة، للتوجه إلى حديقة التجارب بالحامة، حيث غصت عربات الميترو بالعائلات والأطفال يحملون “البالونات” والألعاب، حتى إن بعض العائلات ضربت موعدا للالتقاء وتبادل تهاني العيد في الحديقة أو منتزه “الصابلات” بعيدا عن أجواء المنزل.. وهي خطوة جديدة باتت تفضل العائلات الجزائرية القيام بها بدلا من الزيارات المنزلية. كما اختار بعض الشباب والعائلات التوجه إلى الشواطئ عشية العيد.. فبعد مقاطعة دامت شهرا كاملا، حملوا تجهيزاتهم وقصدوا البحر هاربين من حرارة الطقس وتعب شهر الصيام باحثين عن البرودة والراحة والاستجمام.

مونديال روسيا يبرمج الزيارات العائلية

ألقى مونديال روسيا بظلاله على أجواء يوم العيد. فمع أن المنتخب الوطني ليس من ضمن الدول المشاركة لكن مبارياته كانت محل اهتمام ومحط متابعة من قبل عشاق الكرة، خصوصا أن الفرق العربية كانت حاضرة بقوة يوم الجمعة ممثلة في منتخبي مصر والمغرب. وهو ما دفع ببعض الشباب إلى برمجة الزيارات العائلية في الفترات ما بين المباريات. كما أقدموا على وضع شاشات تلفزيون في أحيائهم، حتى يتسنى لهم الاستمتاع بالفرجة الجماعية ومشاهدة أطوار المباراة رفقة أصدقائهم. ومع أن النتائج كانت مخيبة للآمال، لكنها مكنتهم من تشارك فرحة العيد وكأس العالم في الوقت ذاته.

رغم تعليمات الوزارة.. أئمة يخطبون في مساجد فارغة
مصلون يقاطعون “الجمعة” بسبب “المونديال”.. النوم والزيارات العائلية

لم تفلح المجهودات التي بذلتها وزارة الشؤون الدينية ولا حتى دعوات الأئمة للمصلين بعد الفراغ من صلاة العيد في جعل المصلين يتوافدون على المساجد لأداء صلاة الجمعة، حيث ارتأى غالبيتهم الاكتفاء بصلاة الظهر فقط وتخصيص تلك الفترة للاستراحة والزيارات العائلية بل وحتى متابعة المونديال.
بالرغم من إلزام وزارة الشؤون الدينية والأوقاف المساجد ضرورة إقامة صلاة الجمعة يوم العيد، وتحدث الكثير من الأئمة بالأدلة والبراهين عن وجوبها وعدم سقوطها، فهي فرض وصلاة العيد سنة والسنة لا تسقط الفرض، وتأكيد أئمة المساجد مباشرة بعد الانتهاء من أداء صلاة العيد أن الجمعة ستقام في موعدها لمن يرغب في الصلاة، لكن جل المصلين امتنعوا عن الالتحاق ببيوت الله لأدائها وصلوا الظهر بدلا عنها، متأثرين بالفتوى السلفية التي تصنع الجدل في كل مرة يتزامن فيها العيد مع يوم الجمعة حول سقوط الصلاة واستشهادهم بعدم اجتماع خطبتين في يوم واحد.
وكان الأئمة في جميع أحاديثهم السابقة قبيل الإعلان عن يوم العيد قد أكدوا أن صلاة الجمعة لا تسقط إذا تزامنت مع العيد، وقد ورد أن النبي “صلى الله عليه وسلم” قد صلى الجمعة بعد صلاة العيد، ورخص للمقيمين بعيدا عن المساجد كالمقيمين في البوادي ممن يتكبدون مشقة السفر والتنقل بعدم صلاتها والاكتفاء بصلاة الظهر. لكن كل هذه الدعوات لم تفلح في إقناع المصلين.. ففي مسجد البحر والشمس بحسين داي، وبعدما ضاقت ساحة المسجد بالمصلين خلال صلاة العيد لم يصل عدد الصفوف في صلاة الجمعة عشرة صفوف، غالبيتهم من كبار السن الذين تمسكوا بالصلاة. نفس المشهد تكرر في بقية مساجد العاصمة على غرار باش جراح، القبة، المقرية، بروسات، حيث كان الإقبال ضعيفا جدا على تأدية الصلاة عكس ما تعودوا عليه في الأيام العادية وخلال شهر رمضان.
وقد تحولت الاستجابة الضعيفة لنداء الجمعة إلى حديث الشباب في “الفايسبوك” حيث راحوا يطالبون المصلين الذي تمسكوا بالفرض، بكتابة اسم مسجدهم وعدد الصفوف التي أدت الصلاة فيه حيث كانت في غالبها تتراوح ما بين 4 و10 صفوف فقط، وشن الفايسبوكيون هجوما على الذين استسلموا للنوم أو مشاهدة مباراة المنتخب المصري مع الأوروغواي التي كانت في نفس توقيت الصلاة بدلا من الالتحاق ببيوت الله لنيل أجر العيد والجمعة معا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!