-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعيدا عن البهرجة والألعاب النارية والسيارات الفارهة

هكذا كانت الحمير والأحصنة تقود موكب الأعراس بالبويرة

فاطمة عكوش
  • 3137
  • 4
هكذا كانت الحمير والأحصنة تقود موكب الأعراس بالبويرة
أرشيف

تزخر قرى ومداشر البويرة وحدها بمجموعة من عادات الأعراس المميزة والمختلفة من منطقة إلى أخرى خلال الخمسينيات من القرن الماضي، والتي تظل ذكرى جميلة باقية في مخيلة من عاصروها وعاشوا حقبتها.
تختلف حفلات الزواج بين الأجيال القديمة والأجيال الحديثة، وذلك لعدة عوامل أهمها التطور التكنولوجي، وإذا كان موكب العروس في زمننا الحالي يتكون من أسطول من السيارات تتقدمها سيارة العريسين وحتما ستكون من أفخم السيارات وتليها شاحنة محملة بجهاز العروس وسيارة الكاميرا وسيارات أخرى، إلا أن قديما كان للحصان والحمار حضورا بارزا ودورا كبيرا ومحوريا في الطقوس والتقاليد الاجتماعية الخاصة بالعرس التقليدي بقرى ومداشر البويرة خلال الخمسينيات، حيث كانت العروس تركب الفرس مكللة بزينتها على السرج المزين، أو بغل وغبيط (زنبيل) محمل بجهاز العروس، وفي بعض الأحيان يتم الاستنجاد ببغل إضافي لحمل الجهاز في صندوق خشبي ملون بألوان ساذجة.
وعادة ما كانت الطقوس الاجتماعية للعرس التقليدي في المنطقة تبدأ بتزيين الحصان الذي ستركبه العروس من بيت أهلها نحو بيتها الجديد؛ حيث يتم وضع سرج خاص بالمناسبة على ظهره يسمى محلياً “بردح” وهما مصنوعان من الجلد ووبر الماعز ومحشوان بالقش ويتم تجهيزه وتزيينه من قبل أهل العريس وأصدقائه في قريته، وفي اليوم المحدد يأتي الحصان مع الموكب.
ويحرص أهل العروس على وضع الريحان والزهور على شعرها وأحياناً كانوا يسرحونه بخلطات زهور عطرية، ويُزيّن شعرها بالإكسسوارات المشكلة من الفضة، فيما يزيّن قدمها خلخال وتوضع في أذنيها أقراط، وعن ملابس العروس، فإن عرائيس الخمسينيات لم تكن ترتدي الفستان الأبيض مثل عرائس هذا العصر، بل فستاناً تقلديا ملوناً، وكانت الملابس تجهّز في صندوق خشبي في داخله توضع فيه العطور والصابون والعنبر.
وفي بيت أهلها تمارس العروس تقليداً اجتماعياً معروفاً، وهو امتناعها عن ركوب الحصان حتى يأتي والد العريس ليضع في جيبها قطعة فضية أو نقدية فتبادر بعدها بالركوب، ومن التقاليد الاجتماعية المعروفة بعد ركوب العروس الحصان، هو قيام أحد الأشخاص من المقربين لها بمسك حبل الحصان ورأسه، لأن الحصان يخاف من الزحمة وصوت الطبل والطلقات النارية، وقد يؤدي ذلك إلى سقوط العروس فتتأذى، كما تقوم امرأتان بمسك فستانها خلال مسير الموكب، ووراء الحصان تمشي امرأة أخرى وهي تمسك بذيل الحصان للاعتقاد بأنه إذا قام أحد ما بقطع شيء من ذيل الحصان وحرقه ثم قام بقراءة الفاتحة بشكل مقلوب فإن العروس ستصاب بالعقم ولن تنجب، وأن زوجها سوف يتزوج عليها، وعند وصول الموكب إلى مشارف قرية العريس كان هناك تقليد آخر لا بد من ممارسته، وهو وضع طفل صغير ذكر خلف العروس على الحصان كي تنجب طفلها الأول ذكراً، ولدى وصول الموكب إلى باحة دار العريس تتقدم امرأة وبيدها ملعقة خشبية كبيرة لتكسرها بقدم الحصان فتمنحها العروس مبلغاً من المال، ويأتي والد العريس من جديد لينزلها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • انيس

    الزمن الجميل70/80 يبكي الرجال في هذ الوطن مشى الخير وقعدو الاشرار

  • نصيرة / بومرداس

    هداك زمان النية ..تروح عروسة في الحمار وتنجح في دارها واليوم تروح فلهامر والكيان وليموزين.....الخ وماتنجحش شهر ولا عام ترجع للدار........اه على الزمن الجميل

  • بوالعرواي

    ربما تستعيد الحمير القليل من كرامتهم بعدما داسها بائعو لحومهم والتهامهم من طرف الصينيين ...

  • zawali celibataire

    chkoune elli tekbel tetzewedj bchert njibha foug hmara ???? rani nestena !!!
    ou kima thab ..... hmara essence wella diesel !!!!?